قال الكاتب طارق الحميد: “قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر الصباح، إن تقدما تحقق صوب إنهاء الخلاف الخليجي العربي مع قطر، وقال الوزير الصباح بكلمة تلفزيونية، إن هذه المباحثات «أكد فيها جميع الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم.” وأضاف خلال مقاله المنشور في صحيفة “عكاظ” بعنوان ” هل اقترب حل الأزمة الخليجية ؟” على إثر ذلك قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، «حققنا تقدما كبيرا في الأيام الأخيرة بفضل الجهود المتواصلة للكويت وأيضا بفضل الدعم القوي من الرئيس ترامب». مضيفا «نأمل أن يسفر هذا التقدم عن اتفاق نهائي يبدو في المتناول، وبوسعي القول إنني متفائل من أننا نقترب من إتمام اتفاق بين كل الدول محل الخلاف». ومن الواضح أننا أمام تصريحات متفائلة، وحتى كتابة هذا المقال، وكلها يبرر ضرورة هذا الصلح الآن بين الدول الخليجية، السعودية والإمارات، والبحرين، ومصر مع قطر من أجل وحدة وتماسك مجلس التعاون الخليجي. وتابع: الحقيقة أن مجلس التعاون الخليجي مرّ على مدار العقود الأربعة الماضية بالعديد من التحديات التي فاقت في تبعاتها الأزمة الحالية، أو التي قبلها مع قطر، ومع ذلك عبر المجلس منها بقيادة السعودية وتعاون شقيقاتها إلى برّ الأمان. والخوف على مجلس التعاون مبرر، ولذا كانت هناك تصريحات عدة عن ضرورة التنسيق الأمني الخليجي، وأن تكون العلاقات الخليجية – الخليجية جيدة، على أمل قطع الطريق على إيران، وبالطبع تركيا. وأردف: وتجلى ذلك في رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز في العام 2015 الرامية لتحقيق التكامل المنشود بالمجلس أمنيًا وسياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا. وعليه فإن لا أحد يريد التشرذم للمجلس، ودوله… كما أن لا أحد يريد هز علاقة المجلس الخليجي بدولة مصر التي هي حجر الزاوية بأمن واستقرار المنطقة، مما يحتم ضرورة تمتين هذه العلاقة كونها بالغة الأهمية لحماية الأمن القومي العربي، ولتحقيق المصالح العليا المشتركة. ولذا فإن المطلوب الآن، وفي حال تم الصلح، ضمان أن تكون هناك آلية لحل الخلافات، والنزاعات التي تحدث بالمجلس، وتكون عملية، وذلك لضمان عدم تكرار القضايا الرئيسية، خصوصا وأن الخلافات حقيقية، وتمس أمننا ووجودنا. وأكمل: كما أنها تمس أمن وكيان مجلس التعاون ككل، ولا بد من آلية تضمن تعلمنا من التجارب، وعدم تكرارها، لأن الخلافات جوهرية، ووجودية، وليست خلافات تنتهي فقط بمصافحة، بل بتغيير حقيقي، ووعي بأهمية كيان المجلس، وقبلها دولنا، وأمنها واستقرارها. واختتم مقاله قائلا : أقولها مجددا لا أحد يضيق بالصلح، إذا حدث، وخصوصا إذا كان مبنيا على أسس عملية، وضمانات حقيقية، المهم، والأهم، هو أن لا نجرب المجرب. المصدر: صحيفة عكاظ
مشاركة :