هلسنكي - طور فريق من الباحثين بجامعات ألتو وهلسنكي وتوركو في فنلندا منظومة للذكاء الاصطناعي ترسم خارطة الطريق الصحيحة للتعامل مع التركيبات الدوائية المختلفة في محاربة الخلايا السرطانية. ويعود الازدياد في الإصابات بالسرطان لأسباب عدة بينها النمو السكاني وارتفاع معدل أعمار السكان وتفاقم آفات تشكل عوامل خطر مثل التدخين والبدانة وقلة الحركة واعتماد أنظمة غذائية غير متوازنة. وأشارت دراسات سابقة إلى أنه من المرجح أن يصبح السرطان السبب الأكثر شيوعا للوفيات في العالم خلال بضعة عقود. توقّعت منظمة الصحة العالمية ازدياد حالات السرطان بنسبة 81% بحلول عام 2040 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة للوقاية. وفي البلدان الثرية، بات السرطان يقتل أشخاصا أكثر من أمراض القلب.  ويصطدم الأطباء في العادة بصعوبة التأكد من دقة وصحة وسلامة التركيبات الدوائية المختلفة لعلاج مرض السرطان ويعتبرون أنها عملية بطيئة ومكلفة وتعرقل وصول المرضى الى العلاج المناسب بسرعة. وقام الباحثون بإثراء المنظومة الذكية الجديدة بقاعدة بيانات ضخمة من تجارب واختبارات سابقة حول التفاعلات بين التركيبات الدوائية والسرطانات المختلفة. ونجحت المنظومة الذكية في تحقيق نتائج دقيقة للغاية وكانت قادرة على ايقاف عمل خلايا سرطانية معينة، كما انها تفتح الباب على مصراعيه أمام علاج أمراض غير سرطانية وتحديد مضادات الحيوية يمكن استخدامها في علاج الأمراض البكتيرية. وتساعد التقنية الجديدة الخبراء على إعطاء الأولوية للتركيبات الدوائية التي يمكن إخضاعها للمزيد من الدراسة. واعتبر علماء أن المعرفة المتراكمة حول أصل الأورام وتطورها تؤدي إلى إيجاد أدوات جديدة تسمح بالكشف عنها وإنتاج علاجات مناسبة لها تكون أكثر فعالية. وصدرت في السابق دراسات حول الأسرار الجينية للسرطان في إطار مشروع أعدّ بالتعاون مع 1300 باحث من العالم. وكان هدف المشروع فهم طبيعة الأورام السرطانية وكيفية مكافحتها وتطوير العلاجات والأدوية المناسبة لها، واستند هذا العمل إلى التسلسل الجيني لأكثر من 2600 ورم سرطاني ينتمي إلى 38 نوعاً من السرطان. وهناك الكثير من الدروس النظرية الممكن استخلاصها من الدراسات السابقة حيث انها تتيح تكوين معرفة أفضل بتحوّلات جينية تؤدّي إلى تكاثر الخلايا السرطانية، وتنتج عنها أنواع مختلفة من السرطان أو تنوّع في الأورام السرطانية من فرد إلى آخر.