أصدر معهد المحللين الماليين المعتمدين، مؤسسة عالمية تضم خبراء في مجال الاستثمار، دراسة بحثية عالمية جديدة تناولت الوضع الحالي للاستثمار المستدام وأوجه مساهمة هذا التوجّه، الذي تسارعت وتيرته بسبب جائحة فيروس كورونا، في تشكيل قطاع الاستثمار على مدار العقد المقبل. وكانت الدراسة توصّلت إلى أن حوالي 85٪ من أعضاء معهد المحللين الماليين المعتمدين الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بأنهم يأخذون بعين الاعتبار المسائل البيئية والاجتماعية و-أو مسائل الحوكمة عند الاستثمار، مقارنة بنسبة 73٪ قبل 3 سنوات فقط. وكان هذا النمو مدفوعاً بطلب العملاء، حيث أبدى 69% من المستثمرين في قطاع البيع بالتجزئة و76% من المستثمرين المؤسسيين اهتماماً بالاستثمار في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات. وأظهر الاستطلاع أن 74% من المستثمرين الإماراتيين الذين لديهم أهداف قائمة على القيم سيكونون على استعداد للتخلي عن بعض العائدات مقابل تحقيق أهدافهم الاستثمارية، وأن نسبة المستثمرين في قطاع البيع بالتجزئة في الإمارات الذين أبدوا اهتماماً بالمعايير البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة أو اعتمدوها في عام 2020 بلغت 94% مقارنة بنسبة 90% في عام 2018. ويتناول التقرير الذي يحمل عنوان «مستقبل الاستدامة في إدارة الاستثمار: تحويل الأفكار إلى واقع ملموس» العوامل المؤثرة التي تُوجّه عملية الاستدامة ويُوضح تبعاتها على شركات الاستثمار، بما في ذلك الحاجة لاعتماد بيانات الاستدامة بشكل أفضل وتطوير الخبرات في مجال الاستدامة لتلبية توقعات المتعاملين عن طريق طرح منتجات مبتكرة. كما يتناول البحث وجهات نظر من أكثر من 7.000 جهة عالمية مشاركة تعمل في هذا القطاع، بما في ذلك متعاملي الاستثمار، والعاملين في مجال الاستثمار، والمتخصصين في المعايير البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة، وغيرهم. وقالت مارغريت فرانكلين، المحللة المالية المعتمدة والرئيسة والمديرة التنفيذية لمعهد المحللين الماليين المعتمدين: «أصبح تبني مبادئ الاستدامة في إدارة الاستثمار جزءاً من المهمة التي يسعى قطاعنا لتحقيقها بهدف خدمة المجتمع عبر تحسين النتائج طويلة الأجل. وتشكل المرحلة التي نشهدها اليوم فرصة ثمينة للمؤسسات لمواجهة هذا التحدي والمساهمة في تشكيل بيئة مستقبلية أكثر ملاءمة للاستثمار. والجدير بالذكر أن تزايد التركيز على الاستدامة في مجال الاستثمار هذه الأيام من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى استدامة الاستثمار نفسه». وقال وليم طعمه، المحلل المالي المعتمد والرئيس الإقليمي لمعهد المحللين الماليين المعتمدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «شهد اقتصاد الإمارات، الذي يُعد ثاني أكبر اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط، إقبالاً متزايداً على فرص الاستثمار المستدام كجزء من الرؤية طويلة الأمد للدولة. وفي ظل التأثيرات التي يشهدها السوق حالياً بسبب جائحة فيروس كورونا، أصبح المستثمرون في قطاع التجزئة في الإمارات مهتمين بشكل أكبر بتحسين العوائد في مختلف الأسواق. ومن جهة أخرى، تبين من خلال الاستطلاع الذي أُجري مع المستثمرات أن النساء يفضلن الحصول على عوائد أعلى (حيث بلغت نسبتهن 76% مقارنة بالرجال الذين بلغت نسبتهم 67%)، وإن أدى ذلك للمزيد من المخاطر (حيث بلغت نسبة النساء 24% مقابل 33% للرجال)، على عكس التصور الشائع بأن النساء أكثر عزوفاً عن المخاطرة كمستثمرات». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :