استضاف حزب المصريين الأحرار برئاسة الدكتور عصام خليل، في صالونه السياسي والثقافي، الدبلوماسي المخضرم الدّكتور الصادق بخيت الفقيه سفير السودان لدى إثيوبيا سابقًا، للحديث عن العلاقات الأفريقية ومجريات الساحة وأبرزها إشكالية سد النهضة وصدام إثيوبيا وإقليم تيغراي وغيرها من الملفات.وذلك بحضور اللواء حاتم باشات القائم بأعمال الأمين العام للحزب وعضو اللجنة الأفريقية بالبرلمان، وعددا من الشباب لمناقشة كافة المستجدات والاستماع للرؤى.بدأ الملتقي بالترحيب بضيف الصالون، وعرض "باشات" السيرة الذاتية الحافلة للضيف والمناصب الدبلوماسية وغيرها التي تقلدها، وحضوره لمكان غير تقليدي وهو رحاب حزب المصريين الأحرار ليتحاور مع شباب مصرى عن أبرز الملفات والقضايا التي تمس الشأن الأفريقي.ومن جانبه أعرب الدّكتور الصادق بخيت الفقيه، عن شكره للحزب والقائم بأعمال الأمين العام على الاستضافة؛ منوها أن عادة لا يتحدثون الدبلوماسيين عن الحقائق خاصة لو كانت معاصرة.وتحدث عن الأزمة الأخيرة بين إثيوبيا وإقليم تيغراي، قائلا: " أن الإقليم له أهمية كبرى جغرافيا لانه يجاور عدة دول، وتاريخيا لانه تحدث عنه الرسول في الهجرة الأولي بأن الحبشة نفس الإقليم فيها ملك لا يظلم أحد عنده، فضلا عن حكم إثيوبيا من ذلك الإقليم على مدى 27عاما.وأضاف "الفقيه"، أن تيغراي له خصوصية وطبيعة وتضاريس واعرة حيث الجبال والغابات فضلا عن نزعة شديدة الخصوصية، لذا أطلق الإقليم قديما جبهة التحرير بهدف الاستقلالية ووصل الإقليم بعدها لحكم إثيوبيا على مدى عقود؛ عقب توالي آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي الحالي شكل حزب الازدهار ويحاول السيطرة على الإقليم مما أعاد "تيغراي" إلى هدفه القديم في الاستقلالية.وعن روافد المياه بأفريقيا وخاصة مصر، أكد "الصادق"، إن المياه تأتي من روافد عديده منها النيل الأبيض ويمكن احياء المشروع القديم مع جنوب السودان بشأن البحيرات الضخمة؛ مشددًا بقولة: «لا يمكن حجر المياه نهائيا سوا سدود أو غيرها نظرا للطبيعة جغرافية طبيعية».والمح إلى أنه يمكن توفير روافد أخرى لجانب النيل الأزرق مقترحا توسعة مجرى النيل الأبيض وإزالة الأعشاب وورد النيل مما يساعد لتدفق المياه واستغلال البحيرات العديدة بجنوب السودان؛ مؤكدًا أن المياه العذبة لاتباع وهناك دول بالقارة ليست بالحاجة لها أو طاره لها مثل أوغندا.وأشار إلى أن مصر السودان وإثيوبيا لو تشاركوا وتعاونوا معًا يمكنهم أن يصبحون قوة عظمي بعيدا عن المناوشات.وعن فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، أكد أن دورها كان رائد وفاعل وقطع الرئيس شوط كبيرا من خلال المشروعات المشتركة للقارة وتوقيع اتفاقيات تجارية أفريقية، وغيرها من المبادرات مشيرا إلى أن مصر عادت بعد غياب نسبي في السابق إلى قوتها من خلال الدبلوماسية الرئاسية والبرلمانية والشعبية.ومن جانبه قال اللواء حاتم باشات القائم بأعمال أمين حزب المصريين الأحرار، إن الصادق بخيت أعرفه منذ كنت قنصل مصر بالخرطوم ويسعدنا أن يكون في ضيافتنا خلال وجوده حاليا في مصر ليتحدث وفق خبرات طويلة في الشئون الأفريقية ويجيب على التساؤلات التي تدور في أذهان الشباب.وتحدث عن دور لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان ودورها في توطيد العلاقات بعد استحداثها وتواليه رئاستها في أول فصل تشريعي للبرلمان، وإيضا دور الدبلوماسية الرئاسية والبرلمانية، وطرح الملفات المهمة القضية الفلسطينية والملف السوري والليبي والعراقي وغيرها، واستطاعت مصر من خلال الدبلوماسية خلق رأي عام داخل الاتحاد الأفريقي.وأكد أن القارة تحتاج زعيما يتحدث بلسانها على غرار نيلسون مانديلا وغيره، وهو ما وجدوه في الرئيس السيسي الذي كان يتحدث بلسان حال القارة بكافة المحافل الدولية والعالمية، مؤكدا بأن الدبلوماسية الرئاسية المصرية إلى جانب الشعبية والبرلمانية استطاعوا تقويم النظرة المصرية للقارة وتعريف الشباب ماهو أكثر بكثير عن القارة التي لم يعرف عنها البعض الإ كأس الأمم.وأعترض على توصيف أفريقيا بالقارة السمراء بينما توصف بالذهبية لما لديها من إمكانيات ومكانة يمكن من خلال الشباب فتح أفاق تعاون بينهما لخلق مجالات متعدده استثمارية أو غيرها، وتحدث عن دور مصر في رئاسة الاتحاد الأفريقي والذى إداره الرئيس بحرافية شديدة جدا وتبني الكثير من المشروعات المشتركة وسبل التعاون المثمر.كما وجه رثاء للامام الصادق المهدي رئيس حكومة السودان الراحل لاعتباره فقيدا ليس للسودان وحدها بينما للامتين العربية والأفريقية، وندعو الله أن يتغمده برحمته الواسعة.وفي ختام الصالون، قام الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار بتكريم الدبلوماسي القدير الصادق بخيت، مؤكدًا أن القارة الأفريقية عليها أن تتكامل وتتعاون معًا لان جميع الدول والبلدان مشتركة المصير وعلى قيادات وحكومات واحزاب البلدان التعاون لخدمة الاجيال الجديدة وتوحيد الصفوف لتحقيق ازدهار شامل يخدم أبناءها.
مشاركة :