تتوالى السنوات، وتمر الأزمنة، يشيخ الزمان وتظل مصر شابة واقفة شامخة، تضىء بنورها وضيائها ظلام العقول، وتخلق حضارتها نوعا خاصا من العشق الأزلي، فمن مر بين دروب سبيلها، ومن استنشق هواء مبانيها، يظل أسيرا لها، هكذا انطلق شبابها يبحثون عن إزاحة الستار عن جمال مبانيها التى تراكم عليها الإهمال من ناحية، أو سقطت سهوا عن أعين البعض من ناحية أخرى.مبادرة «سيرة القاهرة» التى أطلقها شباب المحروسة حفاظا على آثار مصر، تكشف عن وجه جديد لأبنائها، ويحكى عبدالعزيز عبده، أحد أعضاء المبادرة، عن قصتها قائلا: «المبادرة عبارة عن مجموعة شباب درسوا الآثار والتاريخ، فتألموا ليد الإهمال التى طالت جدران المحروسة، وخاصة المبانى التى تيلغ من العمر عتيا، المبادرة لاقت إعجاب الكثيرين من الشباب، ومن المبانى التى أنقذناها سبيل الأمير شيخو وباب الوداع بمنطقة الحطابة- القلعة.ويعود إنشاء السبيل لعام ١٣٥٤ من الميلاد، أى أن عمره نحو ٦٦٦ عامًا، والسبيل من فرائد العمارة الإسلامية فى مصر نظرًا لأنه منقور كاملًا فى صخر جبل المقطم، أدنى قلعة الجبل من الناحية الشمالية، ما عدا الواجهة التى بُنيَت بالحجر الجيرى المصقول وهو أقدم سبيل مملوكى مستقل.ووَقَعَ اختيار السبيل لتنظيفه من القمامة المُلقاة بداخله والرديم والأتربة، نظرًا لِتَفَرُّدِهِ وأهميته البالغة وحالته السيئة التى كان عليها لفترة من الزمن. وذلك بعد أخذ الموافقات اللازمة من الجهات المعنية متمثلة فى الأمانة العامة للمجلس الأعلى للآثار وقطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية ومتابعة القائمين عليهم تم تحديد ميعاد التنظيف.وشارك الشباب المتطوعون والذين عملوا بكل جهدهم ولم يَدَّخِروا أبدًا أى جهد عن العمل التطوعى لتنظيف السبيل، كما قدمت منطقة آثار القلعة الكثير من التسهيلات للمبادرة.
مشاركة :