طهران - أشعل قرار تخصيص الحكومة الإيرانية قسطا من ميزانية العام المقبل لتمويل مؤسسة غير حكومية تابعة لابنة الجنرال قاسم سليماني موجة انتقادات لاذعة في وقت يعاني فيه الإيرانيون ظروفا معيشية صعبة للغاية بسبب الأزمة الاقتصادية الإيرانية الخانقة في إيران.وبدل الالتفات للأزمة الاقتصادية ومعالجة المشاكل الاجتماعية، خصصت الحكومة الإيرانية 8.5 مليار تومان من ميزانية العام 2021 لابنة قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري، ما أثار نوجة غضب بالأوساط الإيرانية.وفي ذات السياق كشفت منظمة التخطيط والميزانية في إيران أنه تم العام الماضي أيضا تخصيص 10 مليار تومان لنفس المؤسسة، وفق ما نشره موقع 'إيران إنترناشيونال عربي" الأحد.كما أكدت المنظمة أنه تم إضافة بند ميزانية مؤسسة قاسم سليماني منذ العام الماضي، عقب مقتله في العراق إلى ميزانية الحرس الثوري بموافقة من البرلمان.وتعيش إيران منذ حوالي ثلاث سنوات على وقع أزمة اقتصادية آخذة في التفاقم في ظل تفشي فيروس كورونا، فيما يعاني كثير من الإيرانيين تحت خط الفقر.وذكرت مصادر إعلامية إيرانية أنه تم إحالة الخطوط العريضة لميزانية العام الماضي، مباشرة من لجنة التخطيط والموازنة التابعة للبرلمان الإيراني إلى مجلس صيانة الدستور وذلك بقرار المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، حيث وافق أعضاء البرلمان بعد مقتل سليماني على مشروع قرار عاجل بإضافة 200 مليون يورو لميزانية فيلق القدس التابع للحرس الثوري.وتشكلت الأزمة الاقتصادية في إيران بسبب الضغوط الأميركية والدولية المناوئة لسلوك طهران المزعزع لاستقرار المنطقة، حيث عمقت واشنطن بنظام العقوبات عزلة طهران وقطعت عليها أغلب منافذها التجارية بعد تنصلها من التزاماتها النووية.وبدل مواجهة الانهيار الاقتصادي يستمر النظام الإيراني في استنزاف موارد البلاد وميزانيتها في صرفه أمولا طائلة على توسيع نفوذه في المنطقة وتمويل أذرعه في اليمن والعراق ولبنان وسوريا.وبينما تغرق إيران في انهيار اقتصادي خصصت الحكومة على مدى سنتين قسطا من الميزانية لتمويل الحرس الثوري ومؤسسة ابنة سليماني غير الحكومية في وقت يتكبد فيه الإيرانيون تداعيات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن سوء إدارة النظام وتمسكه في معاداة المعسكر الدولي.ورغم اتساع موجة الانتقادات أعلنت ابنة سليماني عزمها صرف المبلغ المخصص من ميزانية الدولة لتمويل مؤسستها "لحل مشاكل الناس والنهوض بمدرسة الحاج قاسم".وتهدف المؤسسة وفق وسائل إعلام إيرانية، إلى "النهوض بمدرسة قاسم سليماني والحراك المعنوي والثوري لحركة الصحوة الإسلامية واستمرار طريق الجهاد والمقاومة".وقد تم تعيين ابنة سليماني الذي قتل في يناير/كانون الثاني الماضي على يد القوات الأميركية في بغداد، رئيسة لتلك المؤسسة استنادا لرأي خامنئي.وقالت منظمة التخطيط والميزانية أن ربط مخصصات مالية بأسرة سليماني "ذنب عظيم"، فيما قوبل قرار تخصيص ميزانية لتلك المؤسسة وعدم الكشف عن تفاصيل حولها بانتقادات واسعة حتى من قبل مؤيدي النظام.ووصف موقع 'صوت مدافعان' الذي تديره كوادر القوات العسكرية الإيرانية الموجودة خارج البلاد، قرار تمويل المؤسسة بـ"الريع والفساد وسوء الإدارة"، مشيرا إلى أنها تنشط على الأرجح بالتوازي مع مؤسسة شؤون الشهداء والمحاربين في الخارج.ويرجح كثيرون أن "مؤسسة ابنة سليماني" تمثل امتدادا لنفوذ إيران بالخارج وعلى علاقة بأذرعها في المنطقة.وذكر موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' أن ابنة سليماني تزوجت في يوليو/تموز الماضي من ابن هشام صفي الدين المساعد التنفيذي لحزب الله اللبناني.
مشاركة :