في حين انزعج أولياء أمور من سوء تعامل بعض المعلمين مع الطلاب وترهيبهم بعبارات لا تليق بالتربويين - على حد تعبيرهم - وإهمال الشرح خلال أداء الحصص الافتراضية بمنصة (مدرستي)، طالب آخرون وزارة التعليم باستحداث آلية للرقابة السرية لأداء المعلمين عبر دخول المشرفين التربويين عبر المنصة دون أن يشعر بهم أحد لمراقبة الوضع عن كثب.وشكا عدد من أولياء الأمور خلال حديثهم لـ»مكة» من تقصير بعض المعلمين والمعلمات في إعطاء الدروس، مشيرين إلى أنهم تيقنوا من ذلك أثناء متابعتهم لحصص أبنائهم وبناتهم في المنصة، بينما يكتفي معلمون بتكليف الطلاب بقراءة الدرس خلال الحصة دون بذل أدنى مجهود لشرحه خصوصا لدى طلاب المرحلة الابتدائية. تقصير في الشرح«المعلم يكتفي بتقسيم الدرس لأجزاء ويكلف الطلاب بقراءتها، كل طالب يقرأ جزءا، وكان كذلك طوال العام الدراسي ولكنه في إحدى المرات شرح الدرس بطريقة رائعة، أعجبت قائد المدرسة الذي كان متابعا وشكره على حسن أدائه، واستبشرنا كأولياء أمور خيرا، ولكن في الحصة التالية أكمل المعلم المنهج بنفس الطريقة السابقة بتكليف الطلاب بقراءة الدرس فقط، ولولا بعض الاعتبارات لصورت الحصة كاملة لأوضح ما يحدث».عبدالمحسن محمد - ولي أمر أحد الطلابتنمر وشجار«معلمة ابنتي تكتفي فقط بفتح الحصة وتترك الطالبات يتحدثن ويتشاجرن ويتنمرن على بعضهن ولا تهتم بضبطهن أو مراقبتهن وإعطائهن الدرس، وفي نهاية الحصة تخبرهن عن الواجب وتغلق الحصة، تواصلت مع القائدة والمرشدة مرات متعددة وأخبرتهما بذلك ولكن كانت القائدة ترفض الاستماع معللة أن المعلمة متميزة وأنها حضرت لها أكثر من حصة وتعلم مستوى أدائها، كنت أتمنى لو حضرت القائدة من حساب ابنتي ودون علم المعلمة لترى ما يحدث فعلا».مريم عبدالعزيز - والدة طالبةقسوة معلمة«أحرص على حضور ابنتي لدروسها في الفصول الافتراضية بالمنصة وأكون متواجدة بجانبها دائما، ولكني حزنت جدا عندما طرحت المعلمة سؤالا وشاركت ابنتي وكانت إجابتها خاطئة مما جعل المعلمة تقول لها يا غبية إذا لم تكوني متأكدة من الإجابة لا تتكلمي، اجتهدت ابنتي لكن المعلمة كانت قاسية في ردة فعلها ولم تحتويها وتشجعها على الاجتهاد أكثر، الآن زميلاتها يتنمرن باستمرار وينادينها يا غبية بسبب المعلمة.على رغم جهود الوزارة وحرصها وتأكيدها المستمر على ما فيه مصلحة الطالب والطالبة، واستحداث منصة (مدرستي) التي سخرت من أجل سلامة أبنائنا وبناتنا، إلا أن بعض المعلمين والمعلمات أرهقونا بكثرة الطلبات والتكاليف والواجبات التي لم نكن نشاهدها عندما كان التعليم حضوريا».فاطمة محمد - والدة طالبةسرية التقييم«أهم معايير تقييم أداء المعلم يتم من خلال حضور القائد أو المشرف التربوي لحصص المعلم، وذلك بعلم المعلم مسبقا مما يعطيه فرصة كافية للاستعداد الجيد وتقديم أفضل ما لديه سواء في التعليم الحضوري سابقا أو عن بعد من خلال المنصة. وهذا الأسلوب يفقد التقييم عنصر المصداقية لافتقاره للشفافية والموضوعية التي تفقد بمجرد علم المعلم بحضور القائد. إن الدرس الذي يحضره المشرف يسمى أحيانا بالدرس النموذجي لتميزه ولأنه يحدث مرة واحدة عند حضور المشرف، فلماذا لا تكون كل الدروس نموذجية؟ فهذا من حق الطالب ومن واجب المعلم».مها الحربي - خبيرة تربويةمراقبة الأداء«ينبغي استحداث أداة في منصة (مدرستي)، تسمح لقائد المدرسة والمشرف بحضور الحصص دون علم المعلم؛ لأن ذلك سوف يخلق نوعا من الشفافية والمصداقية ويبين أداء الدروس كما هو على الواقع بعيدا عن أي تزييف، وبالتالي يجري الحصول على نتائج بناءة لتقييم الأداء الفعلي للمعلمين والمعلمات خلال أدائهم للحصص الافتراضية»عبدالرحمن محمد - تربوي حاصل على ماجستير تقنيات التعليملا للانحياز«سوف يسهم التقييم السري في تقليل انحياز القادة لبعض المعلمين وإعطائهم درجات عالية في الأداء رغم تقصيرهم، ومساواتهم بالمعلم المجتهد الذي يبذل قصارى جهده لأداء واجبه بالشكل الملائم دون أي تقصير، وهناك نماذج عديدة للمعلم المثالي الذي يمنح مصلحة طلابه وإيصال رسالته التربوية أولوية قصوى».محمد عبدالله - معلم