سجّلت الولايات المتحدة عددا قياسيا من الإصابات بكوفيد-19 خلال 24 ساعة لليوم الثالث على التوالي، في مؤشر الى أن الوباء لا يزال قوياً، فيما ينتظر العالم حملات التلقيح، التي سبق أن انطلقت في روسيا ويتوقع بدؤها الثلاثاء في المملكة المتحدة. وأظهرت حصيلة أعّدتها جامعة جونز هوبكنز أن الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضررا من الوباء في العالم (أكثر من 281 ألف وفاة) والتي شهدت ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات خلال الأسابيع الأخيرة، سجّلت نحو 230 ألف إصابة جديدة و2527 وفاة على صلة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة السبت.زيادة الإصابات بكوفيد في الولايات المتحدة وعلى مدى أسبوعين، سجّلت الولايات المتحدة بشكل متكرر أكثر من ألفي وفاة كل يوم، كما كانت الحال خلال الربيع في ذروة الموجة الأولى للوباء في البلاد، واحصت خلال الأيام الخمسة الماضية أكثر من 2500 وفاة في اليوم وهو رقم غير مسبوق. وغداة لقاء انتخابي جديد لدونالد ترامب لم يلتزم غالبية المشاركين فيه بالتوصيات الصحية، نبّهت السلطات الصحية إلى ضرورة احترام التدابير الوقائية وأوصت بـ"الاستخدام الشامل" للكمامة لأن "الولايات المتحدة دخلت مرحلة تفش عالي المستوى للعدوى". ورأى المدير السابق لوكالة الأدوية سكوت غوتلييب الأحد أن "المستقبل قاتم خلال الأسابيع الستة المقبلة"، متوقعاً بلوغ عدد الوفيات 400 ألف بحلول أواخر يناير-كانون الثاني. وأودى فيروس كورونا المستجد بأكثر من مليون و529 شخصاً و324 شخصاً وأصاب أكثر من 66 مليونا و498 ألفاً و750 شخصاً حول العالم منذ ظهر في الصين العام الماضي، بحسب تعداد أعّدته فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية. ومنذ 24 نوفمبر-تشرين الثاني، سجلت أكثر من 10 آلاف وفاة يومياً في العالم (10674 السبت)، وهي مستويات غير مسبوقة. لكن بدء عمليات التلقيح التي انطلقت في روسيا السبت، يمنح بعض الأمل.روسيا بدأت بإعطاء اللقاح وبدأ إعطاء لقاح "سبوتنيك-في" الروسي في موسكو للعاملين الاجتماعيين والطواقم الطبية والمدرسين في أكثر من 70 مركزاً فتحت لهذا الغرض في العاصمة. ويفترض أن تباشر المملكة المتحدة، البلد الذي يسجل أكبر عدد وفيات في أوروبا (61014)، هذا الامر الثلاثاء. وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن "الأولوية ستكون للأكثر ضعفاً ومن تفوق أعمارهم 80 عاماً، ولطواقم دور الرعاية" والعاملين في خدمات الرعاية الصحية العامة. وذكرت صحف بريطانية أن الملكة اليزابيث الثانية البالغة 94 عاما وزوجها الأمير فيليب البالغ 99 عاماً سيتلقيان لقاح فايزر-بيونتيك قريباً. وأفادت صحيفة "مايل أون صنداي" أنهما سيعلنان الأمر عندما يتلقيا اللقاح "لتشجيع مزيد من الأشخاص على تلقيه" وسط مخاوف من احتمال تأثير الناشطين المناهضين للقاحات على حماسة السكان حيال التطعيم. والولايات المتحدة كانت أول بلد يعطي الضوء الأخضر لاستخدام لقاح فايزر-بيونتيك. وذكرت كل من بلجيكا وفرنسا واسبانيا أنها ستبدأ اعتبارا من يناير-كانون الثاني تطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطر. وتفيد منظمة الصحة العالمية أن هناك 51 لقاحا مرشحا يتم اختبارها حاليا على البشر، وصل 13 منها إلى مرحلة الاختبارات الأخيرة الواسعة النطاق. في هذه الأثناء، تشهد إيطاليا ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بعدما تمكنّت في وقت سابق من احتواء الفيروس عبر فرض إغلاق مشدد. وخففت القيود الأحد في عدد من المناطق كما توسكانا (وسط) وكامبانيا (جنوب)، بفعل تراجع الضغط عن المستشفيات والاستقرار في عدد الإصابات الجديدة. وأحصت إيطاليا، أول بلد أوروبي تطاوله الموجة الأولى بقوة، أكثر من ستين ألف وفاة بكوفيد-19، بحسب آخر حصيلة رسمية نشرت الأحد، وأكثر من 1.7 مليون إصابة."ووهان ابقي قوية": شعار يوثق مرحلة الإغلاق في أغلفة علب الجعة أثناء تفشي كوروناشاهد: صناديق ألمانية عازلة للحرارة ستساعد في نقل لقاح كورونا حول العالمكوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب وفي آسيا، رفعت كوريا الجنوبية درجة التأهّب إلى ثاني أعلى مستوى في سيول والمناطق المحيطة بها الأحد في وقت تسعى السلطات لاحتواء تفش جديد للوباء. وبينما تمكنّت البلاد من احتواء الفيروس بدرجة كبيرة عبر اتباعها نهج تعقّب المصابين والمخالطين وإجراء الفحوص، ارتفع عدد الإصابات الجديدة في الأسابيع الأخيرة من مائة يوميا إلى أكثر من 500. وأعلنت كوريا الجنوبية 631 إصابة جديدة الأحد، في حصيلة هي الأعلى منذ تسعة أشهر، سجّل معظمها في منطقة سيول ومحيطها، وفق وكالة السيطرة على الأمراض والوقاية منها في كوريا. في جنوب شرق ألمانيا، تقوم بافاريا اعتباراً من الأربعاء بتشديد القيود السارية، بحيث تعيد فرض حظر تجول في المناطق التي تنتقل فيها العدوى بشكل سريع، وستغلق بعض المدارس، لأن "الوضع سيء للأسف"، وفق ما اكد رئيس حكومة الولاية ماركوس سودر. وكشفت دول أخرى النقاب عن قيود مرتقبة خلال موسم العطلات، فحظرت سويسرا التجمّعات في الشوارع للاحتفال بعيد الميلاد بينما ألغت مدريد معظم فعاليات الاحتفال بعيد رأس السنة التي كانت تقام وسط العاصمة. وبينما بدأت موجة الفيروس الثانية في البرتغال بالتراجع، أعلنت السلطات أنها قررت الاستمرار في فرض القيود ليتسنى تخفيفها خلال فترة الأعياد. في تونس، جرى تمديد حظر التجول الساري منذ أكتوبر-تشرين الأول للحد من تفشي وباء كوفيد-19 حتى 31 ديسمبر-كانون الأول في كل أنحاء البلاد. ويبقى محظورا التنقل بين الساعة الثامنة ليلا والخامسة صباحا بالتوقيت المحلي.
مشاركة :