جهود متواصلة لتعزيز عملية التحول الرقمي

  • 12/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من الخطط والاستراتيجيات التي جعلتها في مقدمة الدول المتطورة في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، ومن أكثر دول المنطقة والعالم اهتماماً بالانخراط في العصر الرقمي، والتحوّل نحو اقتصاد يقوم على المعرفة والابتكار وتكنولوجيا المعلومات، وذلك باعتبار التكنولوجيا أحد أهم المجالات التي تؤثر في مختلف جوانب الحياة، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية، ويعود الاهتمام الكبير للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات بهذا المجال إلى ارتباطه الوثيق بمسألة تعزيز تنافسية الدولة، والانخراط في الاقتصاد العالمي، نظراً إلى ما يوفره من فرص مستقبلية تؤثر في مستقبل القطاعات كافة، نتيجة التطور الذي يشهده العالم في تقنيات المعرفة والتكنولوجيا. وفي هذا السياق، كان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، قد قال في وقت سابق: إنه «يجب التزود بالعلوم الحديثة والمعارف الواسعة والإقبال عليها بروح عالية ورغبة صادقة في طَرْق مجالات العمل كافة، حتى تتمكن دولة الإمارات خلال الألفية الثالثة من تحقيق نقلة حضارية واسعة»، وهو ما حفّز الحكومة على تنمية البنية التحتية التكنولوجية ودعمها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حتى باتت دولة الإمارات في مقدمة الدول التي أحدثت تحولاً رقمياً كبيراً، أسهم بقوة في مواجهة تداعيات جائحة «كورونا» على مستوى كل القطاعات، وخاصة الاقتصادية منها، نتيجة ما أسفر عنه هذا التحوّل من تعزيز قدرتها على استخدام التقنيات التقنية في كلٍّ من العمل والتعليم عن بُعد في ظل انتشار الجائحة. إن مواكبة التطور التكنولوجي والتقنيات الرقمية التي عملت دولة الإمارات على المضي فيها يوماً بعد يوم جعلها أحد أهم الدول التي يُشهَد لها بالتقدّم في هذه المجالات، وهو ما يؤكده تصدرها دول المنطقة وتبوؤها المركز الأول عربياً في مؤشر التنافسية الرقمية لعام 2020، الصادر عن «مركز التنافسية العالمي»، إضافة إلى حصولها على المرتبة الـ 14 عالمياً في الترتيب العام، متقدمة على دول مثل أستراليا، والصين، وألمانيا، وفرنسا، واليابان، وبلجيكا، الأمر الذي يعدّ إنجازاً متميزاً خلال الفترة التي عصفت فيها تداعيات «كوفيد-19» بأكبر اقتصادات العالم. كما أسهم تطلع دولة الإمارات لأن تصبح دولة رائدة عالمياً في مجالات التحول الرقمي، في تمكينها من تحقيق نجاح لافت للنظر في مواصلة العمل منذ بدء انتشار جائحة «كورونا» وحتى يومنا هذا بكفاءة واقتدار، وذلك بفضل حرص مؤسساتها على إيجاد بيئة عمل افتراضية فعالة، تحققت بفضل وفرة الاستثمارات الحكومية في التحول الرقمي على مدى 20 عاماً الماضية، من خلال العمل على تنمية البنى التحتية التكنولوجية، ووضع خطة استجابة ممنهجة لمواجهة آثار الجائحة، تعتمد على تشجيع الاقتصاد الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، وإنترنت الأشياء، انطلاقاً من استراتيجيتها القائمة على مواصلة التطوير والتغيير، وامتلاك آليات تفكير وعمل تصوغ المستقبل وفق آليات مستحدثة تواكب التحولات الجذرية الحاصلة، وتسرّع مسيرة الدولة التنموية الهادفة إلى المضي قدماً في تعزيز التقدّم الرقمي وتصدر المنطقة في مجال التحول الرقمي وتدعيمه بتكنولوجيا وأنظمة الذكاء الاصطناعي والأنظمة المتطورة. لقد مكّن التحول الرقمي دولة الإمارات من تحقيق التواصل الدائم مع الجهات المعنية في كل مكان، داخل الدولة وخارجها، فاستطاعت من خلال تركيزها على الاستثمار في قطاع التكنولوجيا وتقنيات الاتصالات من أن تصبح من أهم دول العالم التي لديها حكومة رقمية تقدم أغلب خدماتها عن طريق الإنترنت من دون أي أوراق، والتركيز على تفعيل تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، وذلك على إثر إطلاق حكومة الدولة «استراتيجية الإمارات للتعاملات الرقمية (بلوك تشين)»، في أبريل 2018، التي سعت من خلالها إلى تطويع التقنيات المتقدمة وتوظيفها لتحويل 50% من التعاملات الحكومية على المستوى الاتحادي إلى منصّة بلوك تشين بحلول العام المقبل. *عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

مشاركة :