وصلت عبارة تقل نحو 2400 مهاجر سوري إلى البر الرئيسي في اليونان اليوم الخميس مع استمرار تدفق المهاجرين الفارين من براثن الصراع والفقر على بلد يعاني بالفعل أزمة اقتصادية طاحنة. ولوح كثير من السوريين بعلامة النصر وهم يحطون الرحال في ميناء بيريوس نزولا من العبارة التي استأجرتها الحكومة اليونانية لنقل اللاجئين وتخفيف الأوضاع في الجزر الواقعة في شرق بحر إيجة حيث يصل المهاجرون في قوارب مطاطية وزوارق صغيرة من تركيا القريبة. وفي الأسابيع الأخيرة انكشف عدم استعداد اليونان للتعامل مع أزمة المهاجرين الأمر الذي فجر انتقادات من وكالات الإغاثة. وبلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا في يوليو تموز 50 ألفا وهو ما يزيد كثيرا عن عددهم في 2014 بأكمله. لكن كثيرا من السوريين الذين وصلوا إلى بيريوس -وهي جزء من المجتمع الحضري الشاسع المحيط بأثينا- قالوا إنهم لا يعتزمون البقاء في اليونان في رحلة فرارهم من الحرب الأهلية في بلادهم وإنهم يرغبون في التوجه فورا إلى الحدود الشمالية للبلاد عبر مدينة سالونيك ثاني كبرى مدن البلاد على أمل الانتقال لدول أوروبية أخرى. وتساءل جوان (28 عاما) من مدينة حلب السورية "أين هي الحافلة التي ستتوجه إلى سالونيك؟" وكان يقف مع مئات آخرين تجمعوا عند رصيف ميناء بيريوس قبل أن يتوجهوا إلى وسط أثينا. وتتوجه قطارات وحافلات من هناك إلى سالونيك التي تقع بالقرب من الحدود مع بلغاريا ومقدونيا. وتشهد مقدونيا بالفعل تدفقا كبيرا من مهاجرين يحاولون الوصول إلى شمال أوروبا حيث يأملون في الحصول على مزيد من العون وفرص العمل. وباستثناء الحافلات المتاحة لنقل اللاجئين من الميناء إلى محطة مترو بيريوس لم يكن هناك أحد فيما يبدو ليوجه المهاجرين إلى أين يذهبون. وغادرت عبارة السيارات (إليفثيريوس فينيزيلوس) جزيرة كوس أمس الأربعاء وتوقفت في عدة جزر أخرى لالتقاط المزيد من السوريين في رحلتها إلى البر الرئيسي. وقال جوان الذي سافر برفقة شقيقتيه من تركيا إلى جزيرة لسبوس اليونانية "لا نريد البقاء في اليونان. نريد الذهاب إلى ألمانيا." وقال سوري آخر من حلب يدعى طارق خوجة (18 عاما) "أريد الذهاب لألمانيا.. فيها جامعات جيدة جدا وأريد أن أكمل دراستي وأواصل حياتي." وسافر خوجة برفقة صديقه كامل فاريزو (20 عاما) وكلاهما يدرس الهندسة إلى اليونان من تركيا. وقال خوجة "الوضع في حلب رهيب. اضطررنا للرحيل." وترك الاثنان عائلتيهما في حلب. وكان عدد القادمين إلى اليونان الأسبوع الماضي مساويا لعدد من وصلوا إليها خلال عام 2014 بأكمله ووصل إجمالي العدد هذا العام حتى الآن إلى 160 ألفا. وشكل هذا ضغطا كبيرا على نظام استقبال غير مؤهل جيدا لمواجهة مثل هذه التدفقات ويعتمد بقوة على المتطوعين. وقد منح السوريون الأولوية في اعتلاء العبارة باعتبارهم لاجئين نظرا للحرب الدائرة في بلادهم. أما القادمون من دول أخرى مثل إيران وأفغانستان وباكستان فيعتبرون مهاجرين اقتصاديين ويقيمون في خيام في أحوال مزرية تؤدي في العادة إلى اشتباكات وعراك من آن لآخر.
مشاركة :