40: شركة أمريكية كبرى قالت إنها تدعم عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ يدعو عدد كبير من الشركات الأمريكية الكبرى، بما في ذلك أمازون وسيتي جروب وفورد موتور الكونجرس للعمل عن كثب مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لمواجهة تهديد تغيّر المناخ.وفي رسالة تم إرسالها إلى الكونجرس وفريق بايدن الانتقالي، يوم الأربعاء الماضي، قالت أكثر من 40 شركة إنها تدعم عودة الولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ، وتحث «الرئيس المنتخب بايدن وأعضاء الكونجرس الجدد على العمل معًا لسنّ قرارات طموحة ودائمة، وحلول مناخية يتوافق عليها الحزبان الديمقراطي والجمهوري».ولا تذكر الرسالة تفاصيل أي خطة عمل أو اقتراح سياسة محددة لمكافحة المناخ، لكنها أحدث مؤشر على أن مجموعة كبيرة من الشركات الأمريكية تؤيد موقف دعاة حماية البيئة بشأن تغيّر المناخ.وقالت شركة جنرال موتورز، الأسبوع الماضي، إنها لن تدعم بعد الآن المعركة القانونية التي تشنّها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ـ الذي خسر الانتخابات مؤخرًا- لتجريد ولاية كاليفورنيا من سلطة وضع لوائحها الخاصة بكفاءة استهلاك الوقود.وقبل ذلك بأيام، أعلن اتحاد مكتب المزارع الأمريكي - الذي كان يومًا ما أحد أكبر المعارضين لتشريع المناخ في الكونجرس - عن تحالفٍ جديدٍ للأعمال التجارية الزراعية، والذي يهدف إلى تعزيز الدعم الفيدرالي لخفض الانبعاثات الزراعية.وفي سياق متصل، تستجيب الشركات للضغوط التي يمارسها كل من المستهلكين والعمال ممن يساورهم قلق متزايد بشأن تغيّر المناخ. ويرون أن الرئيس الجديد والكونجرس - بما في ذلك بعض المحافظين - يركزون بشكل أكبر على إيجاد طرق لتجنب النتائج الكارثية، التي قد تنتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض.وقال ستيفن هاربر، المدير الأول لسياسة البيئة والطاقة في شركة إنتل، وأحد الموقّعين على الرسالة الموجهة للكونجرس وفريق بايدن: «قضية تغيّر المناخ ستكون ذات أولوية أكبر بكثير في دورة الكونجرس المقبلة؛ لأن هناك احتمالًا لحدوث شيء فعلي يحرك هذه القضية»، بينما لم يكن هناك أي تحرك سابقًا.وأضاف: «سيتم عمل تغييرات صغيرة، ولكن آمل أن تشكّل جميعًا خليطًا من الأشياء التي تُحدث فرقًا حقيقيًا».وتم الحشد لكتابة الرسالة من قبل مركز حلول المناخ والطاقة، المعروف اختصارًا بالإي إس تو سي، وهي مجموعة بيئية تعمل مع الشركات والحكومات. ويعمل المركز مع العديد من الشركات التي وقّعت على الرسالة، كما تساهم تلك الشركات في تمويل المركز.وجاء في الرسالة أن «الولايات المتحدة قطعت أشواطًا مهمة في مكافحة تغيّر المناخ، حيث خفضت الانبعاثات، وعززت استخدام الطاقة النظيفة». وأضافت: «مع انتخاب رئيس أمريكي وكونجرس جديدين، لدينا الآن فرصة حاسمة لتعزيز هذه الجهود بشكل كبير».وفي نفس الإطار، حذرت الشركات من ارتفاع التكاليف الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالمناخ، واقتبست الرسالة التي تم إرسالها يوم الأربعاء عبارات من حملة بايدن الانتخابية نفسها، وقالت: «إن الاستفادة من الاستثمار والابتكار الأمريكيين للاستجابة لتغيّرات المناخ، يمكن أن تؤدي إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكي».وتزايد الزخم المؤسسي في السنوات الأخيرة بسبب الحاجة إلى معالجة تغيّر المناخ. والعديد من الشركات التي شاركت في دعم الرسالة - بما في ذلك فورد وإنترناشيونال بيزنس ماشينز ويونيلفير وول مارت ـ وقّعت أيضًا بالفعل على دعم فرض الضرائب على الشركات التي تصدر انبعاثات ضارة، ومنها مَن تعهّد بتغيير ممارساتها للقضاء على الانبعاثات في أعمالها الخاصة.وقال ستيفن هاربر من شركة إنتل وآخرين، إن العديد من تلك الشركات تأمل في أن يعطي دعمها الصريح للتشريعات الجديدة حافزًا للجمهوريين للتعاون مع الديمقراطيين، واتخاذ إجراءات في هذا الصدد. وقال السيناتور شيلدون وايتهاوس، الذي يمثل ولاية رود آيلاند في الكونجرس، إن انتخاب بايدن قد يساعد أيضًا على دعم جهود مكافحة تغيّر المناخ، مما يسهل على الشركات اتخاذ مثل هذا الموقف، والتعاون بشكل قوي مع البيت الأبيض لدفع الكونجرس لاتخاذ قرارات.وعمل الرئيس ترامب على تقليص العديد من اللوائح البيئية في البلاد، وغضب أحيانًا من الشركات التي لم تدعم جهوده. وهذا يناقض تمامًا سياسة بايدن، الذي وعد بفرض المزيد من التنظيمات البيئية، وفرض قيود على محطات الطاقة والسيارات ومنتجي النفط والغاز الطبيعي، مع تسخير قوة الحكومة الكاملة لمكافحة تغيّر المناخ.ختامًا، قال ويت فوسبرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ثيودور روزسفيلت كونسرفيشين بارتنرشيب: «كل الناس لديهم إحساس بأن هذا هو التوجّه الأمريكي الجديد»، وأضاف: «لذا فالخيار الآن هو إما أن تسير مع التيار الجديد أو تنسحب منه».
مشاركة :