انتعاش جزئي لتجارة البضائع العالمية .. المصنعون يزيدون الإنتاج لتلبية الطلب الاستهلاكي المكبوت

  • 12/7/2020
  • 22:47
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت إحصاءات منظمة التجارة العالمية أن الربع الثالث من 2020 شهد انتعاشا جزئيا للتجارة العالمية في السلع المصنعة، بقيادة الإلكترونيات والمنسوجات ومنتجات السيارات، نتيجة استئناف الإنتاج وتخفيف إجراءات الإغلاق في الاقتصادات الكبرى. مع ذلك، قالت المنظمة في تقرير أولي أمس، "إنه على الرغم من التحسن الكبير في الأشهر الأخيرة، لا تزال تجارة السلع أقل بكثير من مستويات 2019، في حين تشير التقديرات إلى أن تجارة الخدمات لا تزال منخفضة للغاية". يقول التقرير، انخفضت التجارة في السلع المصنعة بنسبة 5 في المائة على أساس سنوي من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر)، وهو ما كان أقرب بكثير إلى مستويات التجارة قبل انتشار الجائحة مقارنة بنقص الـ19 في المائة الذي بلغه الربع الثاني. شهدت الحواسيب والمكونات الإلكترونية نموا تجاريا برقم من مرتبتين، وكذلك شحنات المنسوجات، التي تعززت بسبب الطلب على أقنعة الوجه. تقول المنظمة "إن التجارة في منتجات السيارات، التي تمثل 11 في المائة من تجارة السلع المصنعة في جميع أنحاء العالم، تسارعت في الربع الثالث مع زيادة المُصنعين للإنتاج لتلبية طلب استهلاكي مكبوت". وانخفضت التجارة في منتجات السيارات بنسبة 19 في المائة على أساس سنوي في تموز (يوليو)، لكن فقط 8 في المائة أقل في أيلول (سبتمبر). بالنسبة إلى الربع الثالث بأكمله، انخفضت شحنات القطاع بنسبة 13 في المائة مقارنة بالعام الماضي. ويمثل هذا تحسنا كبيرا مقارنة بالربع الثاني، عندما انخفضت التجارة في منتجات السيارات بنسبة 53 في المائة على أساس سنوي بسبب انقطاع العرض وتراجع الطلب في المراحل الأولى من الوباء. كما أظهرت تجارة الملابس علامات على المرونة في الربع الثالث، حيث انخفضت الشحنات بنسبة 4 في المائة فقط على أساس سنوي في أيلول (سبتمبر) مع انخفاض الواردات في أمريكا الشمالية وأوروبا. عند المقارنة، انخفضت التجارة في تموز (يوليو) بنسبة 15 في المائة مقابل الشهر نفسه من 2019. كما انتعشت تجارة الدُمى والألعاب والمعدات الرياضية والسفر والسلع الكمالية على مدار الربع الثالث، لكنها لا تزال هي الأخرى دون مستويات ما قبل الجائحة. غير أن الانتعاش في تجارة الأحذية يبدو أنه قد توقف. وتحسنت التجارة في معدات الاتصالات، التي تشمل الهواتف الذكية، على أساس سنوي في الربع الثالث مقارنة بالربع السابق، لكنها انخفضت بشكل مفاجئ بنسبة 11 في المائة في أيلول (سبتمبر) مقارنة بالشهر ذاته 2019، حيث انخفضت الصادرات الصينية بنسبة 13 في المائة. تفسر المنظمة هذا التطور بـ"تشبع السوق". في المقابل، تسارعت التجارة في أجهزة الحواسيب والمكونات الإلكترونية، التي سجلت نموا إيجابيا في الربعَين الثاني والثالث بنسبة 11 و10 في المائة على التوالي. بعد أن نمت بمعدل 10 في المائة في النصف الأول من العام، انكمشت التجارة في المنتجات الصيدلانية بنسبة 1 في المائة في الربع الثالث. وهو ما يشير إلى انتهاء عمليات التخزين، ولا سيما في أوروبا، حيث انخفضت حالات كوفيد - 19 بشكل كبير خلال فصل الصيف. واستمرت التجارة في معدات الحماية الشخصية في النمو السريع، لترتفع بنسبة 63 في المائة في الربع الثالث مقارنة بالعام السابق، وارتفعت التجارة في أقنعة الوجه، خاصة أقنعة النسيج، بنسبة 102 في المائة. في الأشهر التسعة من 2020، تم توفير ما يقرب من 60 في المائة من أقنعة الوجه من قبل الصين. وانخفض إجمالي تجارة البضائع - التي تشمل الوقود والمنتجات الزراعية وكذلك المنتجات المصنعة - في الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى أيلول (سبتمبر) بنسبة 11 في المائة على أساس سنوي. كما انكمشت تجارة السلع المصنعة بنسبة 10 في المائة في المتوسط في الأشهر التسعة من 2020. شهدت قيمة تجارة الوقود ومنتجات التعدين انخفاضا حادا في الربع الثالث بسبب انخفاض الأسعار، في حين ظلت التجارة في المنتجات الزراعية مرنة بسبب الطلب المستمر على الأغذية خلال الوباء. عموما، تتفق هذه الأرقام مع أحدث توقعات التجارة التي أعلنتها منظمة التجارة في 6 تشرين الأول (أكتوبر)، التي توقعت انخفاضا بنسبة 9.2 في المائة في حجم التجارة العالمية للبضائع في 2020، وانتعاشا في حجم التجارة في الربع الثالث بعد انخفاض حاد في الربع الثاني. على النقيض من ذلك، ظلت تجارة الخدمات منخفضة، حيث هبطت بنسبة 17 في المائة على أساس سنوي في أيلول (سبتمبر) بعد أن سجلت انخفاضا بنسبة 23 في المائة في تموز (يوليو) و22 في المائة في آب (آغسطس) مقارنة بالشهرَين أنفسها من العام السابق. تقول تقديرات المنظمة، التي تستند إلى إحصاءات أولية عن 39 اقتصادا يمثل أكثر من ثلثي التجارة العالمية في الخدمات، "إنه على الرغم من أن الانخفاض في تجارة الخدمات قد تراجع عن بلوغ منتهاه نحو القعر بفضل رفع القيود على السفر داخل أوروبا خلال فصل الصيف، فقد واصل معظم الاقتصادات تسجيل انخفاضات حادة". وفي أيلول (سبتمبر)، كانت صادرات الخدمات من الولايات المتحدة أقل بنسبة 27 في المائة من مستويات ما قبل الجائحة، في حين انخفضت واردات الصين من الخدمات بنسبة 18 في المائة على أساس سنوي. وأدت عودة ظهور كوفيد - 19 في الخريف إلى تعليق الانتعاش. على النقيض من ذلك، فإن توافر اللقاح وتصنيعه ونقله وتوزيعه سيسهم في انتعاش تجارة الخدمات في 2021، سواء بشكل مباشر أو عن طريق تيسير السفر.

مشاركة :