ما يشهده عديد من مناطق العالم من نزاعات وصراعات، يجعل حاضر البشرية ومستقبلها على أعتاب منعطف خطير، فالعالم بحاجة للقيم الإنسانية الراقية والمبادئ السامية كالرحمة والاختلاف المشروع ونبذ العنف والتطرف ضمن رؤى واضحة تسكت البنادق وتنشر السلم، فالظّروف التي تحيط بالمجتمع الإنسانيّ من أوبئة وأمراض وفقر تستدعي التّشاوُر بعزيمة ثابتة بحثاً عن الحلول المناسبة. ندرك جيداً ما تواجهه عدد من البلدان العربية من أزمات معقدة طالت مدتها نتيجة التّعصّب والحرب، وللأسف، كلما خبت نار الفتنة في ليبيا أو اليمن تم إشعالها من قبل تركيا وإيران، لا يريدون للبلدان أن تهدأ ولا للشعوب أن تستقر، مما تسبب في هدر الطاقات وتعطيل التنمية وتفاقم الإرهاب والهجرة غير النظامية والبؤس والتهميش، فمن الواضح إذاً أنَّ هناك حاجة ملحة إلى مجهود مشترك لإصلاح الأمور وشفاء العلَل، وأن تكون الرؤى موحدة بشأن سبل إخراج المنطقة من أزماتها الطاحنة، لقد حان الوقت لخلق جبهة عالمية لمواجهة التدخلات الخارجية في بلداننا العربية، وإسكات أصوات البنادق، عن طريق ردع تدفق الأموال والأسلحة لإعادة دفة السلم والسلام إلى موقعها الصحيح من خلال اتخاذ تدابير فعالة من أجل ضمان إرساء السلام. حاول المجتمع الدولي فرض مسار السلام عن طريق الضغوطات والمعاهدات الدولية، ولكنها أثبتت عدم جدواها بعدما تم نسفها بمخططات عسكرية، لذلك هناك ثلاثة توجھات أساسيّة، إذا ما تمّ تنسيقھا بطريقة جيّدة، يمكنها تفعيل عملية السلام، وهي صدق النوايا وشجاعة الاختلاف وحب الوطن، فاليمنيون والليبيون قادرون على مواجهة التدخلات الخارجية وتحقيق انفراج في أزماتهم إذا ما التزموا بهذه التوجهات لتحقيق حالة من التوافق والوئام والأمن والاستقرار، لكن السلام الوهمي المبني على أساس غير سليم يسقط في أول عاصفة خلافات بين المتحاورين. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :