أكد أكاديميون أن ارتفاع مساهمة الجامعات السعودية في أبحاث كورونا، منذ بدء تفشي الجائحة على مستوى العالم، يعد مؤشرا إيجابيا لتفعيل الأبحاث العلمية في خدمة الإنسانية بشكل عام، مشددين على أن هذا الإنجاز يؤكد وجود العقول الوطنية القادرة على تسخير كافة الإمكانات لخدمة المجتمعات من خلال البحوث العلمية وتطبيقها.قالت مدير إدارة التميز المؤسسي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، د. نادية الشهراني: «الطريق للتقدم الإنساني أيًا كان مجاله يبدأ بالبحث العلمي، ولعل جائحة كوفيد ١٩ ساهمت في تحريك عجلة البحث العلمي في الكليات الصحية والمستشفيات الجامعية»، موضحة أن البحوث العلمية ركيزة هامة في المجتمعات المتقدمة ويطول الحديث عن أهميتها، لكنها تصب إجمالا في تحسين جودة الحياة. واستطردت: «من وجهة نظري لا يكفي أن ننتظر المستجدات لنبدأ أبحاثنا بل علينا أن نسبق الأحداث والزمن ببحوث استشرافية، ولا شك أن تحقيق المملكة لهذا الإنجاز العربي والعالمي يؤكد أن جامعات المملكة توفر للباحثين كافة الإمكانات لتقديم بحوث علمية فارقة، وهذا ما سيمنحنا موقعنا المستحق على خارطة البحث العلمي عطفا على العقول والإمكانات».من جانبها قالت الأكاديمية في نفس الجامعة د. منى القحطاني، إن الجامعات السعودية سباقة في مواجهة المشكلات والتحديات والمستجدات التي تواجه المجتمع، وذلك من خلال العمل على إيجاد الحلول السريعة لها والخطط المستقبلية لمعالجتها معتمدة في ذلك على بنيتها التحتية ومراكزها العلمية والبحثية، وقواها البشرية المتمثلة في النخبة من الباحثين وأعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات لتقديم أفكارهم.وأضافت إنه في أبحاث فيروس كورونا، قدم الدعم اللازم للمقترحات المتميزة، مشيرة إلى نشر عدد كبير من هذه الأبحاث، مع وجود أخرى في طور المراجعة والنشر في العديد من الإصدارات العلمية المرموقة داخليا وخارجيا.وأشارت القحطاني، إلى أن الجامعات السعودية بذلت جهودا كبيرة لتوفير منح بحثية على المستوى الوطني، وغيرها من المبادرات والمسابقات التنافسية التي تهدف إلى إيجاد حلول لبعض الإشكاليات التي فرضتها هذه الجائحة، مؤكدة أن تلك الخطوات دلالة على ارتفاع مؤشر البحث العلمي والابتكار بالجامعات السعودية ودعمه للأبحاث العالمية لمكافحة فيروس كورونا.وأشار الأكاديمي بجامعة الملك عبدالعزيز، د. فيصل النوري، إلى أنه منذ ظهور جائحة كورونا، نفذت معظم الجامعات السعودية برامج بحثية متخصصة لدراسة أثر الجائحة على جوانب مختلفة كالصحية، والاجتماعية، والاقتصادية والبيئية، موضحا أن هذه البرامج البحثية تلقت الدعمين المادي واللوجستي من الجامعات السعودية لتحفيز الباحثين. واستطرد: وتحقيق المملكة المركز الأول عربيا والمركز السابع عشر عالميا أمر غير مستغرب نتيجة التوجه البحثي المرموق الذي تشهده الجامعات السعودية، والعمل على إصدار أسس علمية لمواجهة الجائحة، تدعم صانع القرار وتعزز من جودة حياة الإنسان سواء في داخل المملكة أو خارجها.وأكد المتخصص في القيادة التربوية د. زيد الخمشي، أن الإنجاز الذي تحقق يأتي استمرارا للريادة السعودية منذ أن ضربت الجائحة جميع أنحاء العالم وشلت جميع مفاصل الحياة وعلى رأسها التعليم، مشيرا إلى أن التجربة السعودية في التعامل مع الأزمة استحق الإعجاب على مستوى العالم.وأضاف: عرف عن السعوديين شغفهم بالبحوث وامتلأت أرفف ومصادر الجامعات السعودية بمختلف الأبحاث التي يمكنها حل أي معضلة قد تواجهك، ولكن الميزة في الأمر هو التفاعل السريع من الباحثين بدعم من الدولة والجامعات من أجل تطبيق نوعية تكون حديث الساعة لتستمر الريادة وتشمل الأبحاث التي تعد روح التعليم ومصدر تطويره وثرائه.
مشاركة :