المؤلف والمخرج والممثل.. من البطل؟

  • 12/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحدثت الرسالة التي وصفت بـ«النارية» التي وجهتها المخرجة كاملة أبو ذكري إلى اثنين من أبطال مسلسلها «بـ100 وش»، الذي عرض في رمضان الماضي، ردود فعل واسعة، خصوصاً أنها طالبتهما فيها بعدم الغرور. واعتبر كثيرون أن الرسالة جاءت كنوع من الغيرة من النجومية والشهرة الواسعة التي حققها فريق الممثلين في المسلسل، مما يثير السؤال: هل يغار المؤلفون والمخرجون من نجومية أبطال أعمالهم؟ امتنان في البداية قالت المخرجة إنعام محمد علي: أحياناً يكون البطل ممتناً، وأحياناً يكون مثل الابن الجاحد ينكر من صنعوه، وهذا يؤثر في النفس، مثل شعور الأب تجاه الابن العاق.. والنجم كونه ينجح ويلمع هو نجاح له، وإثبات لحسن اختياره وتوجيهه من المخرج، والمنظومة استمرت لسنوات قائمة على أن النجم هو الذي يخطف الأبصار، ويليه المخرج ثم المؤلف. وأضافت: جمهوري يعاملني معاملة النجوم، وأشعر أن حسن اختياري للمواضيع والجهد الذي أبذله يترجمه حب الجمهور لي. صنّاع النجومية وتساءل المؤلف محمد السيد عيد: لماذا الغيرة؟ أنا الذي أصنع نجومية الممثلين، لكن يجب التسليم بأن الممثل النجم هو الذي يحصد النجاح.. وقد رأيت بعض المخرجين يغارون من نجومهم جداً، لكني لم أرَ مؤلفين يشعرون بهذه الغيرة، مشيراً إلى أنه تربطه بكل الفنانين الذين تعاونوا معه علاقات صداقة متينة، وأنه يشعر بحب لهم حين ينجحون ويتألقون. ثقة وأكد المخرج يوسف أبو سيف أن نجاح النجم أو بطل العمل يمثل نجاحاً للمخرج ويزيده ثقة في نفسه وفي فنه وفي إدارته وتوجيهه للممثل، والممثل نفسه قد يكون باهتاً في أعمال أخرى، وإدارة الممثل تعني شرح الشخصية في مراحلها المختلفة وتطورها، وأثناء التصوير لا يترك له الحبل على الغارب، لأن هناك إيقاعاً عاماً للعمل يرجع للمخرج، ونواحي تكنيكية، وكلها تضيف للممثل، وقد تكون سبب نجوميته ونجاحه. ثقافة ووعي وأشار المؤلف محمد علي عرابي إلى أن الدراما المرئية تعتمد في الأساس على السيناريو، الذي هو الملعب الذي تتحرك فيه شخصيات العمل في أماكنها المختلفة، وتعتمد جودة السيناريو على أنماط الشخصيات المكتوبة، وقوة ووضوح العلاقة بينهم، ومقدار وجود حبكة تحركهم من خلال الأحداث وأماكن الصراع. وقال: يعتمد نجاح العمل على الممثلين المناسبين للشخصيات وخلق الجو المناسب لمعايشتهم لها، والنجاح يعبر عنه مدى إعجاب المتلقي بالممثل فيصل إلى النجومية التي تجعله يزهو بنفسه، والإعجاب يختلف من ممثل لآخر، وهذا يعتمد على ثقافته ووعيه، فالممثل الواعي ينسب النجاح لأصحاب العمل الحقيقيين، وهما المؤلف والمخرج. أبهى صورة وقال الناقد الفني حسام حافظ: العلاقة بين بطل الفيلم والمخرج أو المؤلف هي نفسها بين الصانع وما يقدمه من مصنوعات، والغيرة تأتي من المنافسة، ومن المستحيل أن ينافس الصانع ما تنتجه يداه.. وعلى العكس فالمخرج أو المؤلف يريد أن تظهر أعماله في أبهى صورة حتى تنال إعجاب جمهور المشاهدين، ولهذا يتمنى المخرج العمل مع النجوم الذين يحبهم الجمهور ويقبل على مشاهدتهم، المؤلف قد يتقن كتابة العمل إذا كان هناك نجم بعينه سيقدمه. وأشار حافظ إلى أنه توجد حالة واحدة قد تجعل المخرج يشعر بالغيرة، وهي إذا كان يقوم بالتمثيل في نفس العمل، وحدث في مسرحية «مدرسة المشاغبين» أن مخرجها عبدالمنعم مدبولي كان يقوم بدور ناظر المدرسة، لكنه وجد بعد النجاح الجماهيري الكبير، أن دور التلاميذ أعلى بكثير من الناظر، ومن هنا تخلى عن دوره وأسنده للفنان حسن مصطفى واكتفى بالإخراج. مساحة إبداع وقالت الفنانة حنان مطاوع: إن العمل الفني، هو وجهة نظر مؤلف، ثم مخرج في كل التفاصيل والممثل أحد أدواته، وعليه أن يكون فاهماً للمخرج، ولا يجوز أن تنفصل الأداة وعليهما أن يتفقا على شيء، وفي النهاية لا بد وأن تتواجد مساحة للفنان لكي يبدع، لكن ضمن توجيهات ورؤية مخرج، وأشارت إلى أن الفن عمل جماعي، وأنه يمكن أن يختار الممثل موضوعاً جيداً مع مخرج ضعيف فيلام هو، خصوصاً أنه لا يتيقن من باقي الأشياء، حيث توجد مشاهد أخرى لا يشارك فيها، ومونتاج وغيره، وبعد السيناريو مهم جداً المخرج، وترى مطاوع أن المهم بالنسبة لها أن يكون موضوع العمل جيداً ويتسق مع أفكارها، وقالت: كل فنان نتاج ثقافته وتجربته الشخصية، ونجاحه في الفن جزء من نجاحه في الحياة بشكل عام وليس كل نجاحه. تعاون جماعي وأكدت الفنانة وفاء عامر أنه لا مجال للغيرة في العمل الفني الواحد، الذي يقوم على التعاون الجماعي، خصوصاً أن النجاح ينسب للجميع، رغم أن الممثل هو الذي يحصد النسبة الأكبر منه، لأنه يكون في بؤرة الضوء أمام الجمهور العادي الذي لا يدرك أدوار الكثيرين -غير الممثل- ممن يعملون خلف الكاميرا، وقالت: إن الممثل لا يمكن أن يتألق من دون وجود ورق جيد، أو إدارة من المخرج الذي يعد مسؤولاً مسؤولية مطلقة عن الشكل النهائي للعمل، ويقوم بالعمل بمساعدة فريق كبير من الفنيين.

مشاركة :