عروض حية وتفاعلية استقطبت آلاف الزوار في الأجنحة والمسارح الفنية في مهرجان الشيخ زايد، الذي تستمر فعالياته حتى 20 فبراير المقبل بمنطبقة الوثبة في أبوظبي، حيث أدت الفرق الشعبية والتراثية المشاركة إبداعات من أنحاء العالم زينت ساحات وأروقة المهرجان، وتألق من خلالها مجموعة من أبرز المطربين والعازفين والموسيقيين، مقدمين للأعداد الغفيرة من زواره وجبة تراثية عالمية في ضيافة إماراتية أصيلة. وتنوعت الفنون الشعبية العالمية بين الفلكلور والأهازيج التراثية والموروثات القديمة التي تتمثل في الأداء الشعبي الرصين لهذه الفنون، فكل مسرح في المهرجان ضم العديد من الفرق الموسيقية والفرق الشعبية المحلية والخليجية والعالمية، بما يؤكد أهمية المهرجان ورسالته كونه ملتقى الحضارات والثقافات على أرض الإمارات. وكانت لفرقة «الأهرام المصرية للفنون الشعبية»، شعبية كبيرة في المهرجان، حيث جذبت زوار وضيوف المهرجان بعروضها الفلكلورية المتميزة، والذين حرصوا على متابعة العروض اليومية للفرقة التي تنوعت بين استعراض النوبة والرقص الصعيدي والفلاحي والإسكندراني، إلى جانب الاستعراض البدوي مع المزمار البلدي. ثقافات الآخر وحول مشاركة الفرقة في المهرجان هذا العام، أكد محمدي فتحي رئيس الفرقة أنه سعد كثيراً لمشاركته في هذا المهرجان العالمي الضخم للعام الثاني على التوالي، الذي وصفه بالكرنفال الفني الذي يجمع فنون شعوب العالم في منطقة الوثبة، حيث الالتقاء مع الآخر وتبادل الثقافات واكتساب المعرفة حول فنون الدول الأخرى، وقال: مهرجان الشيخ زايد حدث عالمي يضم بين أجنحته مختلف الحضارات، مجسداً لثقافات الشعوب عبر مشاركات عشرات الدول العربية والعالمية المشاركة، التي وجدت في المهرجان منصة مثالية لعرض ثقافاتها، وكذلك للتعرف إلى ثقافات الآخر والتفاعل معها عن قرب. وأوضح محمدي أنه رغم ما يعانيه العالم جراء أزمة «كورونا»، فإن الفريق المنظم للمهرجان في دورته الحالية، أقامه في ظروف استثنائية مع حرصهم التام على التعاون مع الجهات المختصة لوضع الإجراءات الاحترازية والوقائية وفقاً لأعلى المعايير العالمية، حفاظاً على سلامة المشاركين والفرق والجمهور على حد سواء. أسواني وصعيدي ولفت إلى أنه حضر هذا العام بعض العروض المصرية الشعبية الجديدة والمختلفة عما قدمه العام الماضي، لكسر حاجز الملل والتكرار، حيث تقدم الفرقة عروضاً نوبية على أنغام «سو يا سو» لمحمد منير، واستعراضات صعيدية على أغاني الفنان حكيم، إلى جانب عروض فلكلورية أخرى من التراث الأسواني والصعيدي ومرسى مطروح. فقرات متنوعة وبين محمد الشبراوي أنه سعيد بالمشاركة في مهرجان الشيخ زايد لأكثر من مرة، خصوصاً أنه في الدورات السابقة تعرف على جمهور متعدد ومن جنسيات مختلفة، لذا فقد حرص خلال هذه الدورة من المهرجان على تقديم فقرات متنوعة تلائم ذوق الجمهور، لافتاً إلى أنه على الرغم من أنه يقدم فلكلوراً شعبياً مصرياً، إلا أنه لاحظ وجود جمهور من دول أجنبية يتفاعل مع الأنغام المصرية الشرقية، ومع ألحان المزمار التقليدي، خصوصاً أنه يعزف أغاني من الثقافة المصرية مثل أغاني لكوكب الشرق أم كلثوم والموسيقا الشهيرة لـ «الضوء الشارد» و«الأقصر بلدنا». أرض الخير ويرى الشبراوي أن مهرجان الشيخ زايد جمع الألحان والفلكلور الشعبي التراثي من كل دول العالم في مكان واحد، وأن هذا الإنجاز يعده فريداً من نوعه، فهو بالفعل يرجع إلى إدارة المهرجان التي وفرت كل السبل والإمكانات واستطاعت أن تستقطب أهم الفرق الغنائية والموسيقية الشعبية في العالم، وقال: هذا المهرجان أكد نجاحه رغم الظرف العالمي الذي يمر به الجميع في ظل تداعيات أزمة «كورونا» المستجد، ولولا الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها منذ انطلاق هذا المهرجان، ما كنا شاهدنا هذا النجاح الباهر الذي نفتخر به جميعاً على أرض الإمارات التي هي دائماً أرض الخير. آلات النقر والنبر تميزت الموسيقا الشعبية المصرية باستخدام عازفيها عدداً مختلفاً من الآلات، منها آلات النقر مثل الدف والدربكة والرق والنقرزان والكاسات وطبل السيد والطبل السوداني والطبل السيوي، والمزمار وهو آلة نفخ لها تنويعات، بعضها ذو ريشة مفردة أو مزدوجة، أو من دون ريشة ومنها الآرغول والسلامية والمقرونة والشبابة والشلبية، وآلات النبر أو الجر بالقوس على الأوتار ومنها السمسمية والطمبورة والربابة. آلات وترية ونفخ استخدم المصريون القدماء من الموسيقيين العديد من الآلات الموسيقية، من آلات وترية مثل الجنك والقيثارة وأدوات النفخ مثل الناي والمزمار والأرغول والإيقاع بكافة أنواعه، وكان السلم الموسيقي وقتها يتكون من خمسة أصوات، وقد شكلت فرق كاملة للموسيقيين والاستعراضيين وشاركت في الحفلات والأعياد بآلاتها وملابسها المميزة، وكان الرقص المصري القديم رقيقاً منسقاً وذا تعبير، مع اختلاف أنواع الرقص طبقاً للمناسبات المختلفة. وقد بدأت النهضة الموسيقية في مصر في عهد محمد علي باشا 1805 - 1848، في المناسبات لإحياء الموالد وحفلات الزفاف وحفلات السبوع، وكان المداحون في الموالد يقومون بالتراتيل، وكانت الموشحات الدينية مصحوبة بالمزامير والطبل والرق. المزمار البلدي والربابة المزمار البلدي والربابة.. من أشهر الآلات الموسيقية المصرية، فالمزمار من آلات النفخ الخشبية، تنتشر بكثرة في صعيد مصر، وهي حالياً من أهم الآلات الموسيقية الشعبية في مصر، أما الربابة فهي آلة موسيقية عربية قديمة ذات وتر واحد، وتصنع من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية كخشب الأشجار وجلد الماعز، وعرف العرب سبعة أشكال من الربابة وهي المربع والمدور والقارب والكمثرى والنصف كرة والطنبوري والصندوق المكشوف.
مشاركة :