الأشغال اليدوية تساعد على الابتكار وإطلاق العنان للخيال كما تنمي العقل وتزيد الذكاء، وتساعد الشباب والفتيات على تحديد ميولهم في المستقبل، والتركيز عليها في البرامج الصيفية للمراكز المختلفة ينمي التعاون والعمل بروح الفريق على عكس الألعاب الإلكترونية التي تجعل الفرد منعزلاً وانطوائياً بجانب الأضرار الصحية التي تسببها، واتجهت بعض المراكز الصيفية للرجوع للماضي وتعليم الفتيات الحرف التراثية والأشغال اليدوية حتى يتعرف الجيل الجديد الذي نشأ على التكنولوجيا الى عادات الأجداد وتراثهم. يقول عبد العزيز عبد الكريم طالب بكلية الفنون الجميلة في جامعة الشارقة والمشرف على ورشة الرسم ثلاثي الأبعاد: نقوم بتدريب المشتركين على كيفية استخدام قلم 3doodler في الرسومات المجسمة ويستخدم أول مرة في الإمارات ويعمل بالكهرباء عن طريق وضع أعواد رفيعة من البلاستيك بألوان مختلفة، ويعمل القلم على تسخين البلاستيك ومن ثم يستطيع المتدرب رسم الشكل الذي يرغب فيه، وللقلم قطع غيار من الممكن استخراج المادة البلاستيكية على شكل نجمة أو مثلث أو مربع وغيرها. يتابع: ندرب المشتركين على رسم الأشكال المختلفة على الورق وتجميعها ولصقها معاً لتكون في النهاية شكلاً مجسماً مثل دراجة أو سيارة أو معلم من معالم الإمارات مثل برج العرب أو برج خليفة ويعتمد استخدام القلم على الدقة والتركيز ويعلم المتدربين الصبر لأنه بطيء الاستعمال، وبعد أن يصل المتدرب لمستوى عال من التدريب يستطيع الرسم بالقلم على الهواء ويكون الأشكال المختلفة، كما ندربهم على رسم الأشكال ثلاثية الأبعاد التي ترسم على الورق وتبدو للناظر إليها مجسمة وذلك عن طريق تحديد أبعاد معينة وتحديد انعكاس الظل كذلك التظليل وحدته ومعرفة زوايا الشكل واتجاه الضوء. عبر عبد الله خليفة عن مدى سعادته لالتحاقه بناشئة الشارقة للسنة الأولى قائلاً: أردت تطوير مهاراتي وتعلم المزيد من الأعمال اليدوية والمهارات المختلفة لذلك اتجهت لمراكز الناشئة والمشاركة في البرنامج الصيفي قيظوا ويانا، وأنا أحب الرسم لذلك شاركت في ورشة الرسم بقلم 3doodler واستطعت بعد تلقي التدريب اللازم من تصميم أشكال مختلفة مثل الدراجة والنظارة بالإضافة إلى كتابة الجمل، وسوف أشتري قلماً خاصاً بي لاستخدامه في أوقات الفراغ في المنزل ورسم أشكال مختلفة. يفضل عبد الله حسن خوري الأنشطة الثقافية في فرع ناشئة واسط ويقول: اشتركت في ناشئة الشارقة وأحب القراءة لأنها تنمي العقل وتزودني بالكثير من المعلومات، وأفضل القراءة من الكتب الورقية على الإلكترونية، والمشاركة في المسابقات الثقافية المختلفة التي ينظمها المركز، كما أن ورش الأعمال اليدوية ممتعة لأني أصنع الشيء من البداية بنفسي بعد التدريب وأرى نتيجة عملي الذي صنعته. تعمل الأشغال اليدوية على تنمية الخيال لدى المتدرب وإضافة لمسات جمالية للشكل النهائي كما يريد، هذا ما أكده محمد عمر من منتسبي ناشئة واسط. وأضاف: أستطيع من خلال الأعمال اليدوية ابتكار أشكال جديدة وأخرج من النطاق التقليدي، وتنمي لدي الخيال، وأتعاون مع زملائي في رسم كلمة شكراً القلب الكبير عن طريق قلم 3doodler وتقديمها لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رعاها الله، تقديراً وشكراً لها على دعمها المستمر للناشئة، وسوف أشارك في دورة كمبيوتر الأيلتس التي تنظمها ناشئة الشارقة، بجانب الأشغال اليدوية أفضل العمل على برنامج الفوتوشوب الخاص بالصور وتعلم المزيد في تقنية التصوير. تقول هند حمد 12سنة: استفدت كثيراً من ورشة لمسة إبداع وتعلمت كيفية تزيين دبوس لجمع الأوراق والاحتفاظ بها، كذلك عمل إكسسوارات وربطات للشعر، وتقوم المشرفة على تعليمنا الأساسيات وكل مشتركة تبتكر وتضيف لمسات جمالية والألوان التي تحبها على حسب ذوقها، واستمتع بشكل أكبر بالأعمال اليدوية وسوف أعلم صديقاتي في المدرسة اللواتي لم يلتحقن بالورشة كيفية صنع هذه الأشغال اليدوية. وجدت ليان محمد ورشة الأعمال اليدوية مسلية بشكل كبير، تعبر عن ذلك قائلة: أحب دائماً صنع الأشياء بنفسي، وتعلمت من المشرفة كيفية إعادة التدوير واستغلال الأشياء القديمة التالفة واستخدمها في أشياء جديدة ومفيدة، وسوف أتعاون مع والدتي في المنزل للبحث عن الأشياء القديمة والتفكير لابتكار أشياء منها تستخدم لأغراض أخرى. تقول مريم المدهون عشر سنوات المشتركة في ورشة الأعمال الخشبية: أتمنى في المستقبل أن أعمل مهندسة لذلك أحببت كثيراً ورشة الأعمال الخشبية وهي مثل قطع الليغو لكن من الخشب ونحاول من خلال هذه القطع الصغيرة تكوين شكل حيوان أو مجسم لطائرة أو سيارة وغيرهما، وتركيب هذه القطع الصغيرة يحتاج لتركيز كبير، وإلى جانب الأشغال اليدوية أحب الألعاب الإلكترونية وخاصة الألغاز لكني أمل منها سريعاً ولا تفيدني مثل الأعمال اليدوية التي أتعلمها من المشرفة تعمل نادية الشحطور مشرفة ورشة الطبخ في جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية على تزويد المشتركات بالمعلومات الغذائية وأهميتها عن ذلك تقول: أعمل في الورشة على طبخ أشياء ذات قيمة غذائية وفي نفس الوقت يحبها الأطفال، وإعطاء النصائح لهم عند دخول المطبخ، وأجعلهم يشاركوني في صنع الوجبات والحلويات وقسمت الأدوار بينهم، وأخبرتهم بطلب مساعدة الأم لتطبيق هذه الوصفات في المنزل وقمنا بصناعة الكيك مع قطع المارشملو والآيس كريم، والكوكيز وعمل السلطة الخضراء وتفاعلت المشتركات بشكل كبير مع الورشة. تقول تمني ضرار منسقة أنشطة الأولاد في جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية: نعمل في الجمعية على تخصيص أنشطة يدوية خاصة للبنات وأخرى للأولاد، خصصنا ورشة أعمال كهربائية للأولاد نعلمهم فيها كيفية تركيب الدائرة الكهربائية وتستهدف الورشة الأولاد من 8 إلى 13 سنة حيث يقسمون إلى مجموعات والفئة الصغيرة يتعلمون صنع الدائرة الكهربائية المبسطة المكونة من مصباح ومفتاح واحد وبطارية من دون استخدام الكهرباء، وتعمل الورش اليدوية على تنمية روح الفريق عند الأطفال والتعاون معاً، على عكس الألعاب الإلكترونية التي تجعل الطفل يعيش بمنعزل عن الآخرين، بالإضافة إلى الأضرار الجسدية التي تسببها مثل آلام الظهر وضعف النظر والإصابة بالاكتئاب. تقول أماني جمال منفذ برامج في سجايا فتيات الشارقة: يشتمل البرنامج الصيفي لسجايا بعنوان نحن المستقبل على العديد من الأنشطة المختلفة التي تهم الفتيات ويهدف إلى تنمية المهارات الشخصية والمهنية لديهم وإعداد الكفاءات الوطنية النسائية المؤهلة للعمل في مجالات إبداعية جديدة، ويتضمن البرنامج ورشاً تدريبية مختلفة منها ورشة تصميم الكروشيه ومعمل الإبداع وورشة تعلم الموسيقى وفيلمي وإخراجي إلى جانب تصميم الأزياء وفن الخرز والتعرف إلى عالم الروبوت وورشة التصوير الفوتوغرافي، وورشة أنامل ماهرة كما يضم أعمالاً يدوية وحرفية تراثية مختلفة مثل تعلم فن التلي وسف السعف. تتابع أماني جمال: التكنولوجيا سيطرت على العصر الذي نعيش فيه حالياً، فيجب أن نضع حدوداً لها ولا نترك لها تفكيرنا وعقولنا لتسيطر علينا، فلابد من عقل واع يميز الصواب من الخطأ ويضع حدوداً لاستخدام التكنولوجيا، ولكن ليس معنى ذلك أن تبتعد الفتيات عن الألعاب الإلكترونية بل يجب الجمع بينها وبين الأعمال اليدوية والحرفية لأن لكل منها فائدته، وان تتجه الفتاة لتنمية موهبتها في المجال ترى نفسها مبدعة فيه لذلك شمل البرنامج الصيفي العديد من الأنشطة المختلفة لتختار كل فتاة ما يناسب ميولها. ورشة تعلم فن التلي ضمن البرنامج الصيفي لسجايا فتيات الشارقة تحت إشراف غالية محمد الشحي حرفية من مؤسسة صوغة التابعة لصندوق خليفة لتطوير المشاريع وتعرف الشحي فن التلي قائلة: يعتبر التلي واحداً من أعرق وأقدم الصناعات التطريزية الجمالية في الإمارات، تشتغله المرأة الإماراتية لتزيين الثوب، وانحصرت ممارسة التلي في البيوت وبين الأقارب والجيران، وانتقل من الجدات إلى الأمهات ومنها إلى البنات. تضيف الشحي: اليوم تعد الإمارات في طليعة الدول الخليجية التي تهتم بالحرف والصناعات التقليدية الشعبية حيث لا تزال تمارس 23 حرفة شعبية يدوية داخل مجتمع الدولة وتمثل مورد رزق للعديد من الناس الذين يمارسونها، والأدوات التي تستخدم في صناعة التلي هي الكجوجة حيث يقوم عملها على نسج ست كرات من الخيوط الهدوب الملونة وتجمع أطرافها بعقدة مشتركة تثبت بإبرة صغيرة على مخدة الكجوجة، وأعمل على تعليم الفتيات كيفية عمل التلي والتعرف إلى عادات وتقاليد أجداهم وتراثهم. تقول شما نواف 11سنة: استمتعت كثيراً بورشة تعليم فن التلي، وقامت المشرفة بتوضيح لنا طبيعة التلي وأنواعه وفيم يستخدم وأنه من تراث أجدادنا، وسوف أصنعه بنفسي في المنزل وأزين به عباءتي وذلك يعطيني ثقة واعتماداً على النفس، واعتبر تعلم الأشغال اليدوية أكثر نفعاً من الألعاب الإلكترونية التي تضيع الوقت بلا فائدة بالإضافة إلى الأضرار الصحية التي تسببها. تنمية مواهب الشباب يؤكد أحمد الحوسني مدير إدارة الفعاليات والبرامج في ناشئة الشارقة على أهمية استثمار أوقات الشباب في مدة الصيف قائلاً: انطلقت فعاليات مشروع قيظوا ويانا الذي تنظمه إدارة ناشئة الشارقة ويستهدف الفئة العمرية من 12 إلى 18 سنة، ويهدف إلى احتواء الشباب في بيئة ملائمة ورعايتهم، وتأهيل وتنمية مواهبهم وتطوير قدراتهم في كافة المجالات الثقافية والعلمية والرياضية، إلى جانب اكتشاف الموهوبين منهم، وإعدادهم للمستقبل. ويشمل المشروع العديد من الأعمال الحرفية واليدوية وفن الرسم بالخيط والمسامير، وفن رسم الأشكال الفراغية 3D على الزجاج والأرضيات، وصناعة الفوانيس، وفن طي الأوراق Origami، إلى جانب تدريب الشباب المشاركين على استخدام أول قلم في العالم لطباعة المجسمات ثلاثية الأبعاد 3doodler، ودورة التشكيل بأحجار الدومينو، لما لهذه الأشغال اليدوية من تأثير على الشباب وتنمية مهاراتهم، إضافة إلى العديد من الفعاليات والبطولات الرياضية المختلفة. أفكار جديدة تقول موزة السويدي مشرفة ورشة لمسة إبداع في جمعية عجمان للتنمية الاجتماعية والثقافية: إدمان الأطفال والناشئة على الألعاب الإلكترونية يعتبر مدمراً، لما له من آثار سلبية نفسية واجتماعية وفكرية، والاتجاه إلى الأشغال اليدوية يبعد الأطفال عن الألعاب الإلكترونية وينمي أفكارهم، ويفتح لخيالهم العنان لابتكار أفكار جديدة، وتنمي حواسهم لما تتطلبه الأشغال اليدوية من حركة وتفكير، وتستهدف ورشة لمسة إبداع البنات في الفئة العمرية من 8 إلى 13 سنة، وأعمل في الورشة على تعليم البنات صنع ميدالية أو دبابيس توضع في الكتب لتحديد صفحة القراءة إلى جانب تزيين الصناديق الصغيرة وعمل اكسسوارات وربطات للشعر باستخدام أشياء بسيطة تتناسب مع أعمارهن مثل استخدام شرائط الستان والأقمشة الملونة وخيوط الصوف وبعض الكريستالات بأشكال مختلفة مثل النجوم والقلوب والمربعات بألوان مبهجة ولصقها بالصمغ لتكون في النهاية أشكالاً جمالية تستخدم كديكور.
مشاركة :