استضافت العاصمة الألبانية "تيرانا"، جولة جديدة من المشاورات السياسية بين مصر وألبانيا، برئاسة كل من السفير د. بدر عبدالعاطي، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، ومدير عام الخارجية الألبانية للقضايا السياسية والإستراتيجية، وبمشاركة السفير محمد حيدر سفير جمهورية مصر العربية في تيرانا، وذلك لبحث سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلديّن، وكذا الإعداد لزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، فضلًا عن البناء على ما تم الاتفاق عليه بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الألباني "إيلير ميتا"، خلال زيارته للقاهرة في فبراير ٢٠١٩.وقد أكد السفير د. بدر عبدالعاطي، كما جاء في بيان الخارجية اليوم الثلاثاء، الاهتمام الذي توليه مصر لتعزيز علاقاتها الثنائية مع ألبانيا، وإمكانية مد هذا التعاون لآفاق جديدة، بحيث تكون مصر جسرًا للقارة الأفريقية بالنسبة لألبانيا، وأن تكون ألبانيا صوتًا داعمًا لمصر في أوروبا، معربًا عن تطلع مصر لعقد جولات المشاورات السياسية بشكل منتظم بين البلديّن للتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المُشترك، وتبادل الرؤى ووجهات النظر بشأن التطورات التي تشهدها الساحتين الإقليمية والدولية، علاوة على تبادل الخبرات في المجال متعدد الأطراف، خاصة مع قرب حصول ألبانيا على مقعد غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الفترة ٢٠٢٢-٢٠٢٣. كما نوه السفير عبد العاطي بأهمية استثمار العلاقات الودية المتميزة التي تجمع البلديّن لخلق شبكة من المصالح الاقتصادية تخدم خططهما التنموية، خاصة وأن التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما يستند على قاعدة كبيرة من الاتفاقيات تسمح بتحقيق هذا الهدف، بالإضافة إلى إتاحتها لفرص النفاذ للمحيط الإقليمي للدولتيّن، والاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية للبلديّن مع مختلف شركائهما الاقتصاديين.واستعرض مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية بشكل مستفيض ملامح برنامج الإصلاح الاقتصادي، والخطط الاقتصادية الطموحة التي وضعتها مصر لتعزيز التنمية الاقتصادية وبرامج الحماية الاجتماعية التي أسهمت في توفير حياة أفضل للمواطن المصري، والتي أشادت بها المؤسسات الدولية المختلفة، علاوة على إسهامها في تعزيز قدرة الدولة على التعامل مع التبعات الاقتصادية والاجتماعية السلبية لجائحة "كورونا"، خاصًا بالشرح الفرص الواعدة للاستثمار في المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، ومشيرًا في هذا السياق إلى أهمية تعزيز التعاون بين الموانئ المصرية والألبانية لتعزيز النفاذ إلى أسواق دول الجوار للدولتيّن.تم كذلك اطلاع الجانب الألباني على رؤية مصر ومواقفها تجاه مختلف القضايا الدولية، كما تم التعرف من الجانب الألباني عن رؤيته للتطورات التي تشهدها القارة الأوروبية، وخاصة منطقة غرب البلقان، وشرق المتوسط.هذا، واختُتمت جولة المشاورات بالتوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية المصرية، والأكاديمية الدبلوماسية الألبانية، لتعزيز التعاون في مجال بناء القدرات وتبادل التدريب.وفي إطار إعطاء جولة المشاورات السياسية زخمًا إضافيًا، التقى مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية على هامش المشاورات برئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الألباني، للتشاور حول سُبل تعزيز التعاون البرلماني بين الدولتيّن، كما استقبل أيضًا نائب وزير الخارجية الألباني للشئون السياسية السفير عبد العاطي، حيث تم اطلاعه على نتائج المشاورات السياسية.
مشاركة :