يعتبِر الفوتوغرافي الفلسطيني أسامة السلوادي توثيقه للتراث الفلسطيني بمثابة معركة شخصية يقودها لتحقيق انتصار فيها. ويقول: «لا أقبل فيها إلا النصر أو النصر، ورغم كل الصعوبات والاحباطات والعراقيل التي تصاحب المشروع، والأخطار التي يتعرض لها التراث والثقافة الفلسطينية عموماً، إلا انني مستمر في المشروع ويوماً ما سيعرف الجميع قيمته». الفوتوغرافي الذي تعرض لرصاص الاحتلال الاسرائيلي خلال تغطيته أحداث الانتفاضة الاولى، ما أدى الى إصابته في النصف السفلي لجسده، بات الكرسي المتحرك رفيقاً له لا يفارقه إلا وقت النوم. واصل مسيرته المهنية آخذاً على عاتقه توثيق التراث، ورواية الحكاية الفلسطينية من جانب بصري وجمالي، وألّف كتباً عدة عن التراث والأزياء الفلسطينية. ويقول: «التوثيق مهم جداً في التأريخ ومهم للنشر والتعريف. وأنا أوثق بالصورة وهي أهم أدوات الإعلام الحديث، وأهم أدوات التوثيق ايضاً، كما ان الصورة عمل فني بصري يصل إلى الناس بسهولة ويرسخ في الذهن». وعبّر عن حزنه لعدم وجود مؤسسات تدعم مشاريعه في مجال التصوير والتوثيق، مشيراً الى ان عدم وجود دعم من يعتمد عليه يسبب له المعاناة، موضحاً أن كل كتاب يصدره على نفقته الخاصة يدخله في أزمة مالية، لذلك «تسير» بعض المشاريع ببطء. وعن بدايته في مجال توثيق الازياء الفلسطينية، يقول المصور السلوادي: «بدأت قبل سنوات في مشروع توثيق الأزياء الفلسطينية، وأصدرت كتاب «ملكات الحرير». ولكن بعدها وجدت نفسي أتعمق في موضوع التراث والموروث الفلسطيني فتوسع المشروع ليصبح ستة أجزاء ومن ثم توسعت أكثر وأصبح الآن عشرة وهي: الأزياء الشعبية، التراث المعماري، الزهور البرية، الحلي والمجوهرات، الطيور البرية، الطبيعة الفلسطينية، المواسم الشعبية والدينية، المأكولات الفلسطينية، الألعاب الشعبية والحرف اليدوية». ويرى ان حماية التراث والموروث الفلسطيني من السرقة والتزوير من قبل الاحتلال تبدأ بالتوثيق: «التوثيق والنشر والتسجيل في المؤسسات الدولية تساعد في حماية الموروث الفلسطيني وحفظه على الصعيد الدولي ولكن تجب إعادة إحياء التراث في بيوت وقلوب الناس وحياتهم اليومية. ولاحظت منذ بدأت العمل على المشروع انه لفت نظر الناس فعلاً وساهم في التوعية المجتمعية للتراث ولكن لاحظت أيضاً تكثيف الهجمة الاسرائيلية على العبث في التراث ومحاولة تزويره وسرقته». وطـــالب المصــور السلـــوادي المؤسســـات الرسميـــة والخـاصة المشاركة في حماية وحفظ التراث والدفاع عنه ونشره بين الناس والاحتفاء به: «مطلوب من المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص فهم مغزى المعركة الثقافية والوقوف مع مشروعي والمشاريع المشابهة للتوثيق والحفظ والتسجيل في المنطمات الدولية لتثيت الحقوق ومن ثم التوعية المجتمعية بأهمية التراث والتوعية على أخطار خسارة المعركة الثقافية والحضارية». ورغم إصابته وابتعاده عن العمل الصحافي المباشر يقول السلوادي: «أنا لست بعيداً من العمل الصحافي، ولكن بعيد من التصوير الإخباري، ولكن لا شك أحن اليه، خصوصاً عندما أرى مستوى الصورة الصحافية الذي تراجع أو على الأقل لم يتطور، فابتعدت عن العمل الإخباري». ولفت السلوادي أن مشاريعه في مجال التصوير والتوثيق لن تتوقف، وهي متنوعة ويمكن تحقيقها: «لديّ الكثير من الأفكار، ولكن عليّ إكمال مشروع توثــيـــق التراث الفلسطيني، عندي رغبة لتــوثـيـق التـراث العريق في الدول العربية التي تتــيح لي الفرصة بتوثيق تراثها. كما أعمل على مشروع عن المرأة الفلسطينية، ومشروع عن صور بورتريه بعنوان: فلسطين صورة شخصية».
مشاركة :