شِعْرِيَّةُ الصَّمْت.. كتاب جديد للشاعر صلاح بوسريف

  • 12/8/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدر حديثًا للشاعر والناقد د. صلاح بوسريف كتاب" شِعْرِيَّةُ الصَّمْت، الأفُق الشِّعْرِيّ للكِتَابَةِ" ويقع الكتاب في 136صفحة من القطع الكبير.صلاح بوسريف، لا يتوقف عند كونه الشاعر المجدد، المسكون بنبش جسد النص من أجل خلق دلالات متوالدة قادرة على تجاوز سكونية النص المقروء، لكنه الناقد الذي يحفر في جسد النظرية النقدية عميقًا، ليؤسس عرش الشعر كما لم يرّه من قبل سواه. وهو في هذا الكتاب يؤكد على "أن الكتابات النَّظَريَّة  والنقدية، اليوم، تحتاج، إلى مُراجعاتٍ في المفاهيم والرُّؤَى والتَّصَوُّرات. خصوصًا ما تعلَّقَ منها بالشِّعْر.ويرى "أن النُّقاد اكْتَفَوا بحصر ما يقرؤونه من شِعْر، في زمن السبعينيات وما قبله، ولم يخرجوا من ماضيهم، هذا، لينظروا في الكتابات والتَّجارِب التي جاءت بعد السبعينيات من القرن الماضي، بما في ذلك المُقْتَرحات النَّظَرِيَّة، التي جاءت مُحَايثة لبعض هذه التَّجارب".ويوكد في مقدمة الكتاب:أن "من يقتربون، اليوم، من الشِّعْر، يكتفون بنفس أدوات وآليات ومفاهيم قراءة التَّجارب السابقة، وكأننا إزاء معيار جديد تُضْمِرُه هذه القراءات في ذهابها إلى الشِّعْر، مثل معيار الموزون والنثري، أو معيار الشِّعْر واللاشعر، وهذا، في حدِّ ذاته، تعبير عن الوعي النقدي المُحافِظ، الذي اقْتَنَع بالمُكْتَسبات، أو ما اعتبره مُكْتَسَباتٍ. فالنمط، هذه بوادرُه، وهذا هو العقل الذي يُفْرِزُهُ ويذهبُ إليه. الجديد والمُغايِر، لا يجد من يستمع إليه، أو يتأمَّلُه ويقرؤه، لأنَّ النمط يتحوَّل، بحكم العادة إلى نظامٍ، هو ما يحكم الرؤية والفهم، وهو ما تعمل المُؤسَّسَة على قبوله، باعتباره نظامًا، وطريقةً في تصريف المعاني والأفكار".ويخلص إلى أن: الشِّعْر، اليوم، هو غير شعر «الرواد»، والبناء، اليوم، هو غير بناء الأمس. معمار العمل الشِّعْرِيّ، ليس هو معمار «القصيدة»، الثاني مأهُول ومسكون، والأول في طور البناء، بل هو بداية دائمة، ومساحات الفراغ، وما فيه من تجويفات وبياضات، هو أكثر مما فيه من امتلاء واكْتِظاظ. ثمَّةَ مسافة، علينا أن نأخذها في الاعتبار، وقبل أن نحكم، علينا أن نَصِف، وأن نَسْتَنْبِط ما في المُقْتَرحات الشِّعْرِيَّة المُغايِرَة والجذرية، من اختراقات، ليس قياسًا بما سبقها، حتَّى لا نسقط في معيارية ما سبق، بل بما حدث في هذه الأعمال والتَّجارب من انتهاكات، ومن جرأة في توسيع دوالِّ الشِّعْر، والخُروج به من «القصيدة» إلى الكتابة، ومن الكلام إلى الصَّمْت، بل من هيمنة اللغة، إلى حضور الدَّوالّ المُحايِثَة لها، مثل الفراغات والبياضات، والأشكال والرُّسوم، وما يحدث في الصفحة من توزيع لهذه الدَّوالّ، وما تتبادله من مواقع، وغيرها من العناصر البانية للنَّصّ، والتي يَتَجلَّى فيها الوعي الكتابِيّ، لا الإملائي الصَّوْتِيّ التي هو من صميم «القصيدة» التي لم يتخلَّص السابقون من المُعاصِرِين من هيمنتها على ثقافتهم وتكوينهم، وعلى وعيهم الشِّعْرِيّ الجَمَالِيّ.

مشاركة :