وقع الأرشيف الوطني لدولة الإمارات مع أرشيف شركة بريتش بتروليوم اتفاقية حصرية يسمح بمقتضاها أرشيف الشركة للأرشيف الوطني الحصول على المواد والوثائق التاريخية الخاصة بدولة الإمارات، والاستفادة منها على مدار عشر سنوات قادمة. تأتي هذه الاتفاقية بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني بتعزيز مقتنيات الأرشيف الوطني للدولة بالوثائق التاريخية التي تؤرخ لمراحل مهمة من تاريخ بناء الدولة. وأكدت توجيهات سموه ضرورة توفير المعلومات للباحثين وطلاب العلم من داخل الدولة وخارجها في الدولة كي لا يتكبد الباحث داخل الدولة عناء السفر من أجل الحصول على المعلومات الموثقة، وأن يجعل من الأرشيف الوطني مؤسسة بحثية تخدم صنّاع ومتخذي القرار، والباحثين وطلاب العلم والزائرين، وليس مجرد أرشيف لجمع الوثائق وحفظها. وبحضور عبد الرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، وقع الاتفاقية من الجانب الإماراتي الدكتور عبدالله الريس مدير عام الأرشيف الوطني، ومن جانب شركة بريتش بتروليوم بيتر هاوسغو مدير أرشيف شركة البترول البريطانية. جاء ذلك لدى زيارة الدكتور عبدالله الريس مدير عام الأرشيف الوطني، يرافقه ماجد سلطان المهيري المدير التنفيذي، والدكتور عبدالعزيز ناصر الريسي مستشار التطوير الإداري، وفرحان المرزوقي مدير إدارة التواصل المؤسسي والمجتمعي- إلى جامعة (وارويك) في المملكة المتحدة. وعن الاتفاقية قال الدكتور عبدالله الريس: وقع الأرشيف الوطني لدولة الإمارات هذه الاتفاقية انطلاقاً من خطته الاستراتيجية التي ستتزامن نتائجها مع العام 2021 الذي تتطلع فيه دولة الإمارات وفق رؤيتها لتكون من أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي لاتحادها الميمون. وأضاف: نحن نعمل في الأرشيف الوطني لمواكبة هذه التطلعات الوطنية، وتُعنى الخطة الاستراتيجية بتنمية مقتنيات الأرشيف الوطني من الوثائق التاريخية عبر علاقاته المتينة مع أكبر الأرشيفات وأعرقها في العالم، ولا يستطيع أحد أن يتغاضى عن أرشيف شركة بريتش بتروليوم الثري بالوثائق التاريخية ذات الصلة الوثيقة بتاريخ دولة الإمارات، وهنا لا يسعني إلا أن أشكر إدارة الشركة على حسن تعاونها واستجابتها لطلب الأرشيف الوطني، وعلى ما شاهدناه من إتقان في تكوين أرشيفها وبنيته وفق أحدث المقاييس العالمية، وهذا ما جعل الأرشيف الوطني يسعى لمدّ الجسور مع أرشيف بريتش بتروليوم للاستفادة من تجربته، وإيماناً منه بأهمية استقطاب المزيد من الوثائق النادرة المحفوظة في أرشيف بريتش بتروليوم بغية الحفاظ على الرصيد الوثائقي للدولة بهدف رفد صنّاع القرار والباحثين باحتياجاتهم من المواد التاريخية والبحثية في تاريخ وتراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج. وشكر سفارة دولة الإمارات ممثلة في عبدالرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة على التنسيق الدقيق، والجهود التي مهدت لإنجاح الاتفاقية. وأشاد عبد الرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة بدور الأرشيف الوطني التابع لوزارة شؤون الرئاسة واضطلاعه بمهامه بثقة واقتدار وبأساليب علمية وعالمية مشهود لها، مشيراً إلى أن دور الأرشيف الوطني في جمع ذاكرة الوطن وحفظها للأجيال جاء تلبية صادقة لرؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين وجه بتأسيس هذا الأرشيف عام 1968م، واستمر الأرشيف في تطوره وازدهاره مواكباً تطلعات قيادتنا الحكيمة، واليوم وعبر هذه الاتفاقية يتابع الأرشيف الوطني مهمته الوطنية في جمع الرصيد الوثائقي المتعلق بالدولة من أرشيف شركة بريتش بتروليوم، وإتاحة هذه الكنوز من الوثائق لصنّاع القرار وللباحثين. وحول الاتفاقية قال عبدالكريم المازمي رئيس شركة بريتش بتروليوم ومديرها العام في دولة الإمارات العربية المتحدة: إن للشركة تاريخا طويلا وفريدا في دولة الإمارات، ولها علاقاتها التي تعود إلى عشرينيات القرن التاسع عشر. وتظهر هذه الاتفاقية التزام الشركة مع أبوظبي، ورغبتها في أن تستثمر بالمعارف وأن تتبادل المواد والمعارف مع هذا البلد المزدهر. وأضاف: وسيكون أرشيف شركة بريتش بتروليوم سعيداً حين يضع الوثائق التاريخية المتعلقة بدولة الإمارات إلى جانب ما يحتفظ به الأرشيف الوطني الذي يعدّ من أقدم الأرشيفات في منطقة الخليج العربي وأغناها، إذ يزخر بملايين الوثائق عن دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي، وبمجموعة واسعة من الروايات الشفوية الأصلية، والصور والأفلام القديمة، ويُسخّر مقتنياته لخدمة البحث العلمي الجاد في تاريخ وتراث دولة الإمارات ومنطقة الخليج، وتشهد على ذلك إصداراته المتخصصة. وقد اطلع الدكتور الريس ومرافقوه على أرشيف شركة بريتش بتروليوم، وعلى أساليب حفظ الوثائق والصور الفوتوغرافية، وطرق تخزينها في ظروف بيئية ملائمة، وتفقدوا أرشيف شركة (BP) الذي يبلغ طوله أكثر من عشرين كيلومتراً، فيها الوثائق التاريخية، وأصول الصور الفوتوغرافية، والأفلام الوثائقية، والوسائط المتعددة.
مشاركة :