مدرسة موقتة في مخيم لاجئي تيغراي في شرق السودان تمنح الأطفال بصيص أمل

  • 12/8/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تردد طفلة إثيوبية نغمات موسيقية أمام زملائها الذين اصطفوا جنباً إلى جنب في مخيم للاجئين في السودان داخل قاعد تدريس مصنوعة من الخشب، مرددين معاً ألحاناً حفظوها عن ظهر قلب. في مخيم أم راكوبة للاجئي منطقة تيغراي الاثيوبية الفارين من النزاع والواقع في ولاية القضارف شرق السودان، يجلس الأطفال على حصيرة من القش وعندما يفرغون من الغناء يطلقون ضحكات صاخبة يصاحبها تصفيق وإيماءات رضى من معلمهم بيركيت ولدغبرائيل. ويقول ولدغبرائيل (32 عاما) الذي يعلّم اللغة الانكليزية والموسيقى لفرانس برس "التعليم هو منارة العالم". ولدغبرائيل وتلاميذه بين تسعة وأربعين ألف لاجىء فروا إلى السودان عقب اطلاق رئيس وزراء إثيوبيا أبيي احمد حملته العسكرية على إقليم تيغراي شمال البلاد في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وجد هؤلاء المأوى في سلسلة مخيمات قريبة من الحدود مع بلادهم في شرق السودان حيث يقيمون في خيم وأكواخ صنعت من الأخشاب والحشائش الجافة. وبحسب الأمم المتحدة فإن 45 في المئة من اللاجئين أطفال. ويضيف ولدغبرائيل الذي كان يدير أكاديمية لتعليم الانكليزية وعمل مدرسا بمدرسة عامة ببلدة الحُمرة في إقليم تيغراي "عندما وصلت إلى هنا كان قلبي محطما". -معنى جديد- اليوم، يكتشف المعلم وزملاؤه في المدرسة الموقتة بمخيم أم راكوبة، معنى جديدا لحياتهم. ويتابع ولدغبرائيل الذي تخرج من أكاديمية الموسيقى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا "اذا علّمنا الأطفال سيكونون سعداء. إذا حصل الأطفال على التعليم يمكنهم حل مشكلاتهم". ويغالب دموعه قائلا "عقب هجوم الجيش على الحُمرة رأيت العديد من الجثث على الطرق .. لم أتوقع أن أرى شيئا من هذا القبيل". يدير المدرسة في أم راكوبة تيكلبرهام غيداي (32 عاما) الذي كان بدوره مدرسا في الحُمرة. ويقول لفرانس برس إن هناك العديد من هذه المدارس في المخيمات، مشيرا إلى 722 تلميذا مسجلين في مدرسته من الصف الأول حتى العاشر. يحمل غيداي في يده ملفا أزرق وبعض الأوراق وقلما موضحا أن الدراسة تتم لديه ضمن خمسة فصول وفق دوامين في الصباح وعند الظهر. وزوّد المجلس النروجي للاجئين وهو منظمة غير حكومية كل فصل لوحا اسود وأصابع الطباشير كما وزّع على التلاميذ الأقلام والمذكرات. ويقول مدير المدرسة "لقد حذفنا كل المواد التي تتحدث عن السياسة التي قتلت كثيرين في تيغراي". ويضيف "نقوم بتدريس اللغة الانكليزية ولغتنا الوطنية الأمهرية ويتعلم الأطفال لغة تيغراي .. وبغرض الترويح الموسيقى والفنون والرياضة". -الأمل والأمان- يوضح غيداي إنه فر من حميرة بعد أن ركله ضابط عسكري وضربه بمسدسه. ويصف المشهد متحدثا بالانكليزية، "قلت له +أعطتني حكومتي طباشير لكي أتحمل مسؤوليتي وانجز مهمتي لتعليم الأطفال وأعطتك حكومتنا سلاحًا، لذا فأنت (أقوى) مني وفي امكانك قتلي+، بعد أن تحدثت بهذه الطريقة هدأ وأطلق سراحي". والآن في أم راكوبة، يجتمع بالمعلمين للتحضير لحصص اليوم التالي. وبحسب كاثرين ميرسي مستشارة التعليم في المجلس النروجي، فإن العديد من الآباء في المخيم أكدوا حاجة ابنائهم الى التعليم على الرغم أن معظمهم فروا إلى السودان حاملين الملابس فقط. وتقول ميرسي "يوفر التعليم الأمل، ويوفر التعليم نظاما، ومكانًا آمنًا للأطفال في أوقات النزاع هذه، ويوفر فرصة للأمل بمستقبل أفضل". ايمانويل ثاجاكيروس ابن العشر سنوات بين تلاميذ المدرسة الموقتة في أم راكوبة. يرتدي قميصا خضراء وبنطالا والرياضيات مادته المفضلة. يقول "أريد أن أتعلم حتى أصبح سعيدا وأحصل على وظيفة لمساعدة أسرتي". وتقول والدته أسكوال هاجوس (36 عاما) وهي تضع على رأسها حجابا طويلا من القطن الأبيض إنها ونجلها "شاهدا جثثا لأشخاص ذُبحوا" في الحُمرة. واضافت هاجوس الأم لطفلين آخرين "حتى الآن يعاني ذعرا بسبب هذه الجثث". وعندما يستعد إيمانويل الصغير للذهاب إلى مدرسة المخيم تطمئنه أمه قائلة "لا أحد سيقتلك هنا، لن يؤذيك أحد".

مشاركة :