من أستاذ القانون، عضو جبهة الإنقاذ، إلى المجلس الاستشاري لـ«العسكري» إلى متحدث حملة السيسي وأخيراً مساعد رئيس الوزراء، مروراً بالبرلماني المعين أيضاً والمتحدث الرسمي لحزب الوفد.. 7 مناصب في 4 سنوات.. تقلدها رغم أنه من جيل الشباب الذي برز بشكل واضح، ولم يتجاوز الأربعين. إنه الدكتور عبدالله المغازي، مساعد رئيس الوزراء المصري، الذي رحب كثيراً بالحوار مع (اليوم) وجدّد امتنان بلاده، للدور العروبي الذي جسدته المملكة، في وقفتها التاريخية والشجاعة مع مصر، وقال إن الفضل الأكبر، فيما تشهده مصر من استقرار الآن، وتفكير استراتيجي في مشاريع للأمام، يعود بعد الله للسعودية وبقية دول الخليج، وأضاف إن المصريين حكومة وشعباً يشعرون بفخر شديد ولن ينسوا ذلك. د. المغازي، وصف السياسة الإيرانية في المنطقة بـالعبث معتبراً أحاديثه عن القوة أكذوبة كبرى ينفخ فيها الغرب للابتزاز السياسي والاستنزاف الاقتصادي، واعتبر طهران سبب الخراب في العالم العربي، باختلاقها معارك طائفية على الأرض العربية. وأكد أنها أضعف مما نتخيل، مشيراً إلى أنها تتحكم في العراق وفي سوريا، ومع ذلك فإن مجرد جماعة إرهابية تسمى داعش فضحت قوتها على الأرض. مساعد رئيس الوزراء، الذي اتهم أحزاب بلاده بأنها حزب الرجل الواحد استنكر تماماً فكرة المصالحة مع جماعة الإخوان، وأكد أن حكومته لن تتردد في تنفيذ الحكم بإعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وقيادات الجماعة، بشرط أن يكون الحكم باتاً ونهائياً نافياً أية حديث عن صفقات بهذا الشأن. في مكتبه الخاص، بحي الدقي وسط القاهرة التقيته، في قيظ يوم حار، لأجد نفسي أكثر انبهاراً، ليس بشخصيته المتواضعة والودودة للغاية فقط، وإنما بآرائه الجريئة، وثقافته العالية وخبرته القانونية والدستورية وقدرته على استقراء الأحداث وتحليلها بعمق أيضاً.. باختصار كان هذا الحوار: عاصرت ثلاثة أنظمة، فترة المجلس العسكري، وحكم جماعة الإخوان، ورئاسة الرئيس السيسي.. كيف هي تباينات المشاهد الثلاثة؟ ـ بالتأكيد، فترة المجلس العسكري، كان هو الذي يحكم، في ظروف صعبة تحتاج لتقييم موضوعي، الجيش حمل عبئاً كبيراً، وكان عمود الخيمة الذي حمى الدولة المصرية من السقوط، في ظل ضغوط شديدة داخلياً وخارجياً.. ويكفي أن المجلس العسكري حافظ على بقاء وتماسك الدولة، وسلمها للاختيار الشعبي بأي شكل ومن ثم تصحيح هذا الاختيار، فهذا إنجاز لا ينبغي تجاهله. ودعني لأقول إن فترة حكم الإخوان السوداء مثلت التهديد الأكبر للجميع. أما فترة الرئيس السيسي، فلأول مرة منذ 4 سنوات نتحدث عن رؤية واستراتيجية، الوضع مختلف تماماً. حيث رأينا أول قطرات المياه بعد سنوات عجاف، وقهرنا التحديات.. باختصار هناك بارقة أمل، لقد رأيت خلال الحملة الانتخابية ملفات مصر الشائكة كلها لديه، هناك أيضاً خطوات مرتقبة مثل القضاء على الفساد، لكن صدقني سيأتي وقتها. بم تصف المرحلة الجديدة في مصر، والدور العربي بقيادة السعودية والإمارات لدعمها؟ ـ دعني أعترف أن الفضل الأكبر، فيما تشهده مصر من استقرار الآن، وتفكير استراتيجي في مشاريع للأمام، يعود بعد الله للسعودية والإمارات وبقية دول الخليج. كانت هذه المساندة غير مشروطة وغير محدودة، الأمر الذي حافظ على عمود الخيمة العربي. وصدقني دون مبالغة إن العرب لن ينعموا بالاستقرار دون السعودية ومصر. وبالتالي كلا البلدين يمثلان جناحي الأمن العربي والإقليمي. كيف ترى الدور السعودي عربياً وإقليمياً ودولياً؟ ـ بالنسبة لنا، كنا نشعر بالفخر تجاه الموقف السعودي، لا يمكن لمصري أن ينسى ما قدمته المملكة في اللحظات السوداء التي مررنا بها.. من منا ينسى كيف طار الراحل سعود الفيصل إلى باريس، محذراً الغرب والولايات المتحدة، مستخدما القوة السعودية الناعمة، موقف القيادة السعودية والملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كان فخراً لنا جميعاً. صدقني شعرنا بأن سعود الفيصل هو وزير خارجية مصر، يليه وزير خارجية الإمارات، وآخرهم وزير الخارجية المصري. حتى المواقف السعودية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يجعلنا نشعر كذلك بالفخر، رغم ما يحاوله البعض من نثر الإشاعات والمزاعم.. لكن شاء من شاء وأبى من أبى، نحن في خندق واحد، وهنا كمسؤول حكومي أتحدث عن مصر الدولة، التي هي حكومة وشعب.. التي نعتبر أن المؤامرات التي تحاك للسعودية والخليج، مؤامرة علينا أيضاً. كيف ترى عاصفة الحزم التي تقودها السعودية، لاستعادة الشرعية في اليمن ومواجهة عناصر الإرهاب الحوثي؟ ـ في رأيي، إن عاصفة الحزم تأخرت، وكان يجب أن تحدث مبكراً، ولا يتم الانتظار حتى تقوى شوكة الحوثيين كما حدث. وهذا لا يجعلنا نقلل من نتائجها. المملكة ومعها دول الخليج، وجدت نفسها محاطة بـهلال مؤامراتي إقليمي، لا يمكن السكوت عنه، العراق لم يعد عراقاً، وكذلك سوريا ولبنان، وهنا أقول إنه يخطئ كل الخطأ من يعتقد أنه يمكن الاعتماد على الإخوان في محاربة التمدد الشيعي، الرئيس الإخواني عندما تولى الحكم، عاد من الصين ليزور إيران، ودعا الرئيس الإيراني لزيارة القاهرة، وهو من سمح له بزيارة الأزهر. الإخوان عندما تقوى شوكتهم سينقلبون على من استعان بهم. برأيك.. هل يمكن تكرار التحالف العربي، في أماكن ساخنة عربياً؟ ـ بالتأكيد، إذا تمتعنا بعقلية الأوربيين، الذين تجاوزوا كل الخلافات المذهبية واللغوية والإثنية، وحتى نتائج حربين عالميتين، ليشتركوا في برلمان موحد، وسوق تجارية موحدة، فيما نحن أصحاب اللغة والدين والتاريخ والعرق على هذا الحال. الخطر الذي يُحاك للعرب، يجبرها على الارتفاع لمستوى المسؤولية، عبر التوحد.. العرب ليسوا مخيرين الآن، والوضع بالنسبة لترك الغرب لإيران لترتع وتلعب عمداً، لتظل شرطي المنطقة، لا بد أن يجبرنا على الاتحاد، وهذا ما يضعنا أمام صيغة ضرورية للوحدة.. وعلى هذا لا بدّ أن يتكرّر التحالف لتأكيد قدرة العرب على حل مشاكلهم. بمناسبة الحديث عن إيران.. كيف ترى العبث الإيراني بالمنطقة؟ ـ إيران حتى الآن، لا تجرؤ على محاربة العرب بنفسها، نجاحها الوحيد، كان في اختلاق معارك طائفية على الأرض العربية. الغريب أنك تتحدث عن عربي يقتل عربياً لمجرد الانتماء الطائفي، لكن دعني لأقول لك، إيران أضعف مما نتخيل، والغرب يترك إيران في هذا العبث والأكذوبة، حتى يكون هناك مزيد من الابتزاز السياسي والاقتصادي. وقل على لساني.. إن إيران متواجدة في العراق، وسوريا ولبنان، واليمن، وكانت تتحدث عن الطائرة التي لا تُرى، والغواصة التي لا تُرصد، وغيرها.. فأين هي من سوريا المقطعة الأوصال في ظل مساندة إيرانية كاملة منها ومن حزب الله؟ أين هي من العراق التي تسيطر عليه، ومجرد جماعة إرهابية تسمى داعش تتحدى النفوذ الإيراني بالكامل. إيران أكذوبة كبرى، تشتغل إعلامياً، لكن ميدان المعركة فضحها تماماً، 12 سنة في العراق، و4 سنوات في سوريا. هل تعتقد أن التعامل الأمني وحده كافٍ في مواجهة الإرهاب؟ أتفق معك.. لا يمكن الاعتماد على معالجة الإرهاب أمنياً فقط. لكن لا يمكن البحث عن حلول فكرية، فيما يتم التفجير والقتل على الأرض.. المواجهة الأمنية أولاً لوقف هذا الإجرام، سلاح مقابل السلاح، وبعد ذلك، يتم البحث عن المسببات وطرق المواجهة الشاملة. أؤكد أن مواجهة الإرهاب أمنياً ضرورة حتمية لا رفاهية فيها، تليها معرفة المسببات الاجتماعية، وكذلك مراجعة الاتجاهات الفكرية والعقائدية التي أوصلتنا لهذه الموجة من التقسيم والتطرف والتكفير، الذي حوّل الصراع ليس بين دين وآخر، وليس داخل الدين الواحد، بل داخل الطائفة نفسها. باعتقادي ايضاً، أنه لو سيطرت فكرة العدالة الاجتماعية، لقضينا على جزء كبير من هذا الخلل الذي ينمي روح التطرف، من لا يرى العدالة على الأرض، سيدمر هذه الأرض ابتغاءً لمرضاة السماء. يتهم البعض الحكومات المصرية المتعاقبة بـالتردد وأن سياسة الأيدي المرتعشة، لا تزال سائدة، بماذا تردون؟ ـ هذا حقيقي للأسف. وربما كان هذا مبرراً في السنوات الماضية، لأن كل مسؤول يخاف من المساءلة، وأمامه رئيس أسبق في السجن، ورئيس حكومة وكذلك وزراء ومسؤولون. ولنكن منصفين.. هذا غير موجود الآن، واستدل على ذلك بشهادات مؤسسات دولية، منها مثلاً التقييم الاقتصادي للأوضاع في مصر، وكذا الشروع في مشاريع عملاقة نفذت بإرادة سياسية وغير مترددة.. أؤكد أن هذا الأمر قلَّ كثيراً عما كان سائداً، وبصراحة أعترف أنه ما زال لدينا بعض الوزراء والمحافظين ينطبق عليهم وصف الأيدي المرتعشة. أفهم من ذلك، صحة الأنباء عن تعديل حكومي مرتقب؟ ـ بحديث السياسة والقانون، لأكن صريحاً، كل هذه الأنباء غير صحيحة.. أنت تتحدث عن لجنة عليا للانتخابات بدأت عملها، استعداداً لانتخابات البرلمان، وأن باب الترشح سيفتح آخر أغسطس الجاري، إذاً هل يعقل أنك تتأهب لبرلمان بعد شهرين أو ثلاثة، ثم تغير حكومتك؟. ثم لا تنس، أنه بمجرد انتخاب البرلمان الجديد، ستتغير الحكومة، التي ستكون وفق الدستور مجبرة على الاستقالة. (يضحك) بذمتك لو انت رئيس دولة ستغير الحكومة، وتأتي بحكومة أخرى لمدة شهرين تستقيل مع انتخاب البرلمان. هناك اتهامات للأنظمة المتتالية بأنها أهملت سيناء.. وأن الإرهاب نتيجة منطقية فما تعليقكم؟ ـ هذا صحيح للأسف، ولكن هناك خطط بالتأكيد، وأؤكد لك أن سيناء ستشهد خلال السنوات الثلاث المقبلة طفرة كبيرة في كل شيء. تنمية سيناء ليست رفاهية لمصر، أحد مسببات الإرهاب هو ترك سيناء خالية، لأنها أصبحت مطمعاً للإرهابيين وغيرهم. الدولة المصرية لديها خطط لتفعيل التنمية، وأننا سنتحدث عن سيناء مختلفة خلال 3 سنوات فقط، وبحلول 2020 ستنتهي كل المشاكل التي تراها. يتهم البعض الحكومة بأنها ترمي كل الأخطاء على عاتق الإخوان.. ماذا تقول في ذلك؟ ـ أليس حقيقياً أن جماعة الإخوان، لها دور كبير في كل العمليات الإرهابية التي تجري على الأرض؟ أليس حقيقياً تهديدات قادة التنظيم بالعنف والقتل؟ أليس حقيقياً أن عناصر الجماعة ومن هم تحت مظلتها، هم من يفجرون أبراج ومحولات الكهرباء ويستهدفون كل ما يمس حياة المواطن العادي انتقاماً منه لإسقاطهم في 30 يونيو؟. صحيح هناك قصور كبير، تضاعف خلال السنوات الماضية، لكن هذا لا يعني أبداً عدم مسؤولية الجماعة عن أحداث العنف والتخريب، هم أنفسهم قالوا ذلك، وهددوا وصفقوا لأنهم لا يؤمنون بهذه الدولة ويسعون لإسقاطها وهذا معلوم باعترافات قادتهم. حكومتكم فشلت في مخاطبة الغرب بشأن حقيقة الأوضاع.. لماذا؟ ـ صدقني.. العالم يعرف حقيقة ما جرى تماماً، ولكنه يتعامى.. نحن لم نفشل بقدر ما كانت مصلحة الغرب وأمريكا مع الإخوان، وفق صفقة اتفقوا عليها ضمن ما يعرف بـالربيع العربي.. انظر إلى أمريكا التي غزت العراق، وفككت الجيش والمؤسسات، ثم اعترف أوباما منذ أيام بأن إعدام صدام كان خطأً. وهكذا ليبيا.. التدخل الغربي الذي أطاح بالقذافي، ثم ترك البلاد في عهدة الميليشيات والتكفيريين. الغرب لا يستوعب معنى سقوط مصر، ليبيا الآن تمثل مشكلة يدفع ثمنها الغرب، فما بالك بمصر؟ النار التي يشعلها الغرب سيكتوون بنارها.. وها هم يعانون.. انظر إلى تركيا وما يحدث فيها. بسبب مساندتها للإرهاب تكتوي الآن، وأتوقع المزيد، وإن كنا لا نتمنى ذلك رغم خلافنا السياسي معها. العالم لا يعرف غير لغة الأقوياء.. كن قوياً سيفهمك، لا تكن قوياً سيفرض شروطه، ولهذا كنت ولا زلت أشكر السعودية، التي تحدثت بلغة القوة مع الغرب والتلويح بإجراءات اقتصادية، لذلك فهموا لغة القوة السعودية، واستوعبوا الواقع. وصفت الأحزاب المصرية بأنها حزب الرجل الواحد.. ألا تعتقد ان هذا يهز العملية السياسية، خاصة وأن البلاد مقبلة على انتخابات ستشكل الكتلة الفائزة في البرلمان المقبل؟. ـ أنا قلت الحقيقة، للأسف الأحزاب تتحدث داخل الغرف المغلقة خلاف ما تتحدث للشارع، وكل مواقفها سيئة، المحك الحقيقي لها، هو النزول لأرض الملعب، وهو الانتخابات التي هي المحك الرئيس لأي حزب. الأحزاب بعيدة تماماً عن الشارع، لا أحد يعرف مجرد 10 أحزاب من قرابة 100 على الساحة، ولهذا أتوقع أن تكون الغالبية للمستقلين، حتى في ظل القوائم. ما ضماناتكم كحكومة لانتخابات نزيهة، وما استعداداتكم للطعون؟ ـ أولاً الطعون حق قانوني ودستوري، ولا يستطيع أحد عدم إقرارها، لكن هناك ضمانات حقيقية، أولها أننا لسنا حكومة حزبية، أو محسوبة على تيار سياسي حزبي، الضمانات الأخرى مكفولة تماماً من حيث الإشراف القضائي، والحياد الحكومي، ورقابة هيئات ومنظمات المجتمع المدني، لكن الضمانة الرئيسة هي المواطن المصري، الذي تغير كثيراً وبات بعد ثورتين يدرك أن لا أحد يستطيع شراءه بأي ثمن. دعوت لأن يواكب الخطاب الديني بمواجهة الإرهاب خطابٌ سياسي.. هل يعني هذا إمكانية مصالحة مع جماعة الإخوان؟ ـ لا أؤمن بفكرة المصالحة مع جماعات الإرهاب، ليس مقبولاً أن تضع جماعة في كفة بموازاة شعب ودولة. ثانياً المسؤول الذي يتفاوض تحت ضغط ليّ الذراع، سيكون عرضة للابتزاز المستمر، ودعني أؤكد، أن القيادة المصرية ليس في ذهنها أبداً فكرة المصالحة مع الإخوان، والدولة لم تمنع أحداً من الانضمام للصف الوطني، لم يمنع إخواني من العلاج أو التعليم مثلاً لمجرد فكره السلمي، نحن نقبل بأي شخص يحترم الدولة والقانون، لكن من يتآمر أو يقتل.. فلا مصالحة معه أبداً. لا تنس أيضاً أن الإخوان قتلوا سياسياً واجتماعياً، خصومتهم أصبحت مع الشعب، ولو كانوا احترموا إرادة الشعب الذي خرج عليهم، وأعلنوا أنهم يحافظون على الدولة، ولم يسلكوا طرق العنف والدماء، لحافظوا على الأقل على بعض الرصيد الشعبي الذي يمكنهم من استعادة مواقعهم في البناء السياسي المصري. أعتبر هذا تأكيداً رسمياً حكومياً؟ نعم.. أكرر.. لا يوجد مطلقاً في ذهن القيادة المصرية أية فكرة للمصالحة.. المصالحة بيد الشعب وحده وليست في يدنا.. مشكلة الإخوان أنهم منذ 1928 وحتى 30 يونيو، كانت مع الأنظمة السياسية، ولكنها تحولت إلى الصدام مع الشعب، قتلوا أبناءه من جيش وشرطة ومواطنين، لتتعمق الأزمة أكثر. مثل نجاح مصر في مشروع قناة السويس الجديدة رسالة للداخل والخارج.. ما هي؟. ـ الرسائل السياسية أكثر من الاقتصادية، كونها أظهرت الإرادة الشعبية والسياسية، لأن هذا الشعب الذي نزل أفواجاً للتمويل، كان في الحقيقة في استفتاء مصداقية الرئيس، ولو كان يعتبر أن السيسي رجل انقلاب ما شهدنا هذه الملحمة التي فاقت التوقعات. كما أن التجربة أظهرت قدرة المصريين على التخلص من أسوأ عاداتهم المتمثلة في عدم الالتزام بموعد، كل هذا جعل الغرب أمام صورة أخرى متغيرة، تناقض الترويج الإخواني بـالانقلاب واستياء الشعب وغيره من المزاعم. السيسي ذكي، يدرك أن الشعب لن يتوحد إلا بفكرة مشروع قومي، أما الرسالة الأخرى، فكانت قطع الطريق أمام المشروع الإسرائيلي بفكرة القطار السريع من البحر الأحمر للبحر المتوسط، لتتعاظم الفائدة. بصراحة: هل ستنفذون حكم إعدام مرسي إذا أصبح باتّاً؟ ـ فوراً وعلى مسؤوليتي، قولاً واحداً سينفذ الحكم لأن عنوان مصر الآن هو دولة القانون. مرسي لن يكون أغلى من دماء الشهداء الذين سقطوا. أخيراً.. ما رسالتكم للشعب، وللأشقاء العرب، وللعالم؟ ـ للشعب، الذي هو صاحب الإنجاز والإعجاز، أقول إن بلدكم مقبل على مستقبل واعد، أما للأشقاء فأقول إن خيار مصر الأول هو مساندة أشقائها وقضاياها العربية، هذا هو موروثنا التاريخي والحضاري، لن نكون أقوياء إلا بهم. ولأشقائنا بالخليج، أمنكم من أمننا، وقوفكم القوي معنا، جعلنا نعتز ونفتخر ونستقبل الرصاصة قبل أشقائنا. خيارنا الوحيد في قوة التوحد.. أما العالم الخارجي فأكتفي بالقول: انتظروا مصر، وتذكروا تاريخ 2020 جيداً. مساعد رئيس الوزراء المصري يتحدث لـ «اليوم»
مشاركة :