منكرو «كورونا» يروجون لنظرية المؤامرة العالمية

  • 12/9/2020
  • 02:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول البعض التغطية على عدم التزامهم بالاحترازات، التي أوصت وما زالت توصي بها الدولة، بالتشكيك في حقيقة وجود فيروس كورونا المستجد، متجاهلين إصابة الملايين من الأشخاص ووفاة مئات الآلاف على مستوى العالم جراء الإصابة به، وقد يعود الأمر إلى ما يسميه علماء النفس «الرفض»، وهو أن الفرد حينما لا يتمكن من تفسير حدث من الأحداث، فإنه ينتقل مباشرة إلى التشكيك بصحته وحقيقته، ثم بعد ذلك، وعندما يتأكد من حقيقة الأمر، تأتي مرحلة الحزن الشديد والاكتئاب، ثم لاحقا عندما يستطيع تجاوز هذه الأفكار، ينتقل إلى مرحلة التأقلم والتكيّف على الحال الجديد، لكنه في جميع الأحوال هناك اتجاه للرفض والإنكار لما يحدث في البداية.أعداد كبيرة وأعرب استشاري الأمراض المعدية د. نزار باهبري، الذي سبق أن أصيب بالفيروس، عن استنكاره للفئة التي ما زالت تشكك بحقيقة وجود الفيروس، لافتا إلى أعداد الوفيات داخل وخارج المملكة، ومؤكدا أنه لا يمكن أن تكون هذه الأعداد الكبيرة من البشر، التي تعاني التهابات في الرئة، وضيق التنفس، والاحتياج إلى الأكسجين، مجرد أوهام، وأن مَنْ ينكرون ويشككون بوجود الفيروس قد يكون لهم احتكاك بأشخاص أصابتهم الأعراض بشكل خفيف جدا.حقيقة واقعةوقالت إحدى المصابات بـ«كوفيد- 19» هالة جمبي: إن فيروس كورونا حقيقة واقعة، بذلت وزارة الصحة مجهودا كبيرا في التوعية به ونشر التوجيهات، التي تقي منه في كل وسائل الإعلام، وأيضا في الاهتمام بالمصاب ومتابعته حتى بعد التعافي، مشيرة إلى أنه على الرغم من حرصها الدائم على الأخذ بالاحترازات وتطبيق التباعد، فإنها في الفترة الأخيرة شعرت بتقصيرها الذي ترتب عليه إصابتها بالفيروس، سواء كان التقصير في غسل اليدين أو استخدام المعقم، خاصة في مقر عملها.وأضافت إنه منذ وقت إصابتها حتى الآن، لا تزال تعاني بعض الآثار الجانبية، منها صعوبة الصعود والنزول، وأنها بالوقت الذي تحاول فيه العودة لممارسة حياتها بشكل طبيعي كالسابق، تكون دائما هناك انتكاسة جديدة تمر بها، كما تصاحبها دائما آلام بالعضلات ووهن بالجسم، والكريستالات، التي تحركت بالأذن تسبب لها الدوار وعدم الاتزان.تعامل الوزارةأما مرام العتيبي، المصابة بفيروس «كوفيد- 19»، فتؤكد أن المرض حقيقي، بدليل إصابتها به هي وأفراد عائلتها، حيث طبقوا العزل المنزلي لمدة 10 أيام، وأشادت بتعامل وزارة الصحة مع الجائحة، خاصة قرار اقتصار الأعداد بالتجمعات على 50 شخصا فقط، وتطبيق جميع الاحترازات الوقائية أثناء التجمعات، وفرض غرامة مالية على مخالفي التعليمات حرصا على عدم تفشي الفيروس.شعار المؤامرةوأوضح مستشار تطوير الذات والمهتم بالشأن الاجتماعي طلال أبا ذراع وجود جماعات مناهضة للواقع في كل عصر، ترفع دائما شعار المؤامرة، ومن هذا المنطلق، فهي تدعي عدم وجود فيروس «كوفيد- 19»، وتزعم أنه حبكة ومؤامرة حيكت بهدف إغلاق دول العالم.وأشار إلى أن التفسير النفسي والاجتماعي لهذه الدعوات المشككة، هو أن الفرد حينما لا يتمكن من تفسير حدث من الأحداث، فإنه ينتقل مباشرة إلى التشكيك بصحته وحقيقته، وهذا ما يسمى لدى علماء النفس «الرفض»، لذلك عند إصابة الإنسان بأمور مؤسفة، كالأمراض، والجوائح، والفيروسات، فأول تصرف يخرج منه هو الإنكار، والرفض، وعدم التصديق به، وربما أيضا الادعاء بأنه مؤامرة، ثم بعد ذلك، وعندما يتأكد من حقيقة الأمر، تأتي مرحلة الحزن الشديد والاكتئاب، ثم لاحقا عندما يستطيع تجاوز هذه الأفكار، ينتقل إلى مرحلة التأقلم والتكيّف على الحال الجديد، لكنه في جميع الأحوال هناك اتجاه للرفض والإنكار لما يحدث في البداية.جماعات التشكيكوأضاف إن كل مزاعم جماعات التشكيك باطلة، وأن «كوفيد- 19» حقيقة أجمعت عليها جميع الدول، والمنظمات الصحية، وكبار الجامعات، والمراكز البحثية العلمية بالعالم، وكل دول العالم أغلقت مراكزها التجارية والتعليمية، ولا يوجد إنسان يتمنى خسارة نشاطه الاقتصادي، سواء كان ذلك على مستوى الفرد، أو على مستوى الدولة.معرفة حقيقيةوأكدت الأخصائية النفسية ريم الغامدي أن هناك عوامل عديدة ومختلفة تؤثر في نظرة الإنسان تجاه فيروس «كوفيد 19»، فعندما يكون الإنسان مبالغا بالتأثر، أو يتعامل مع الفيروس بحذر أقل مما يستحق، فإن ذلك يعود لمدى صحة المعلومات، التي يعرفها عن الفيروس، فالبعض يتلقى معلومات غير دقيقة من وسائل الإعلام غير الرسمية، والبعض الآخر يؤدي بهم الخوف المفرط إلى تجاهل التوصيات، ومن ثم التشكيك في الإصابة، ويكون ذلك غالبا نتيجة خوف من مضاعفات قد تحدث نتيجة الإصابة.من جهة أخرى، فالأشخاص الذين يبالغون في القلق، فغالبا تكون لديهم اضطرابات قلق وخوف بشكل مفرط ومزمن.

مشاركة :