أطلقت بريطانيا الثلاثاء حملتها للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجدّ، في أول خطوة من هذا النوع في بلد غربي، في وقت أُعيد فرض تدابير عزل في الولايات المتحدة تشمل أكثر من عشرين مليون نسمة من سكان كاليفورنيا. وأصبحت مارغاريت كينان البالغة تسعين عاماً، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح الذي طوّره تحالف فايزر/بايونتيك الأميركي الألماني، بعد قرابة أسبوع من إعطاء الضوء الأخضر لتوزيعه في بريطانيا الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في أوروبا مع قرابة 61500 وفاة. وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة كينان في مستشفى في كوفنتري في وسط انجلترا، تتلقى الحقنة أثناء جلوسها على كرسي وتبادلها أطراف الحديث بهدوء مع الممرضة. وقالت كينان أمام عدسات الكاميرات: "أشعر أنني مميزة كثيراً بكوني أول شخص يتلقى لقاح ضد كوفيد- 19، إنه أفضل هدية عيد ميلاد مسبقة يمكن أن أتمناها". وينبغي على أكثرية السكان في بريطانيا الانتظار حتى العام 2021، لتلقي اللقاح إذ تُعطى الأولوية للمقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها، ويلي ذلك تلقيح العاملين في المجال الصحي ومن تفوق أعمارهم 80 عاماً. وشبّه مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستيفن بويس حملة التلقيح، بأنها "ماراتون" في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 66 مليون نسمة. وبريطانيا، التي تسجّل أكبر عدد وفيات بالفيروس في أوروبا (61 ألف وفاة)، هي أول دولة ترخص استخدام لقاح تحالف فايزر/بيونتيك الألماني الأميركي، في خطوة سريعة انتقدها بعض الخبراء. ويُتوقع أن تتخذ الوكالة الأوروبية للدواء قراراً بشأن هذا اللقاح بحلول نهاية ديسمبر، في وقت قد تبدأ كندا اعتباراً من الأسبوع المقبل تلقيح سكانها. "لحظة حساسة" مثل سائر أنحاء الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع أكثر من 283 ألف وفاة من أصل قرابة 25 مليون إصابة، تواجه كاليفورنيا موجة ثالثة من الوباء. وأعاد الحاكم الديموقراطي لولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم الاثنين فرض تدابير إغلاق جديدة في جنوب الولاية، في إجراء يشمل أكثر من عشرين مليون نسمة. وقال نيوسوم: "نحن في لحظة حساسة في معركتنا ضد الفيروس وعلينا أن نتخذ تدابير حاسمة اعتباراً من الآن بهدف تجنّب اكتظاظ النظام الاستشفائي في كاليفورنيا". وفي هذه الولاية، 85 % من الأسرّة في وحدات العناية المركزة مشغولة. في هذه الأثناء، أعادت مدينة نيويورك فتح مدارسها الابتدائية العامة الاثنين، لكن بطء تعافيها قد يدفع السلطات إلى إغلاق المطاعم في الأيام المقبلة. وكشف ترمب عن أنباء مطمئنة جديدة عن محاميه رودي جولياني، أحدث من أصيب بالفيروس من بين العديد من أعضاء الدائرة المقربة للرئيس الأميركي. وأكد الرئيس الجمهوري أثناء حفل في البيت الأبيض "رودي بحال جيدة جداً. حرارة جسمه ليست مرتفعة. لقد اتصل بي هذا الصباح". واكتُشفت إصابة جولياني البالغ 76 عاماً، بعد أن جال في الولايات المتحدة على مدى شهر، من دون وضع كمامة، لمحاولة قلب نتيجة انتخابات 3 نوفمبر، لصالح موكله الذي لم يعترف بعد بهزيمته أمام الديموقراطي جو بايدن. وأعلن هذا الأخير الاثنين تعيين عدة أشخاص من فريقه الصحي المقبل الذي سيواجه بحسب قوله، "أحد أكبر التحديات التي تواجهها أميركا: السيطرة على الوباء". إصابة وزيرة إيطالية ويتواصل تفشي الوباء بوتيرة سريعة: فمنذ 24 نوفمبر، تُسجّل يومياً أكثر من 10 آلاف وفاة في العالم، وهو مستوى قياسي (باستثناء الأحد، لكن الأعداد بشكل عام منخفضة في عطلة نهاية الأسبوع). وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و539 ألفاً و649 شخصاً في العالم وأصاب أكثر من 67 مليوناً، منذ ظهوره نهاية ديسمبر 2019 في الصين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الاثنين. في إيطاليا التي تجاوزت عتبة ستين ألف وفاة جراء الوباء، تبلغت وزيرة الداخلية لوتشيانا لامورغيزي الاثنين أنها مصابة بالفيروس، في خضمّ اجتماع وزاري، ما دفع وزيرين آخرين إلى حجر نفسيهما بعدما خالطاها. وذكرت كل من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا أنها ستبدأ اعتباراً من يناير تطعيم الفئات الأكثر عرضة للخطر. وبدأت روسيا السبت إعطاء لقاح "سبوتنيك-في" الروسي للعاملين الاجتماعيين والطواقم الطبية والمدرّسين في موسكو، ولا يزال هذا اللقاح في المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية. وضع "مقلق للغاية" ويخضع حاليًا 51 لقاحاً مرشحاً لتجارب على البشر، منها 13 في المرحلة النهائية من الاختبار، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية التي اعتبرت الاثنين أن التلقيح يجب ألا يكون إلزامياً، إلا في حال وجود ظروف مهنية معينة.
مشاركة :