احتفل قصر الحصن، أحد أبرز معالم أبوظبي التاريخية بالذكرى السنوية الثانية لافتتاحه، عبر إطلاق مجموعة من العروض الثقافية الافتراضية والبصرية المميزة، التي زينت عدة مبانٍ في جميع أرجاء الإمارة. ومع تأجيل مهرجان قصر الحصن، الحدث السنوي الأبرز للمعلم التاريخي، حتى العام المقبل؛ إلاّ أنّ هذه العروض البصرية تحتفي بعامين من الإنجازات المميزة، وتشجع الجمهور على زيارة القصر الذي تحول إلى متحف. لقد زينت العروض البصرية الاحتفالية عدداً من المباني المعروفة في أبوظبي، بما فيها: سوق أبوظبي العالمي، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، وجامعة خليفة، ومارينا مول، وبلدية العين، إلى جانب عرض فرسان الإمارات الجوي الذي أُقيم فوق موقع قصر الحصن التاريخي، بالإضافة إلى عدد من العروض التراثية والثقافية الفريدة التي شهدها قصر الحصن. لقد حقق قصر الحصن الكثير من الإنجازات المتميزة خلال العامين الماضيين، حيث استقبل الزوار بمجموعة متنوعة من البرامج الهادفة للحفاظ على التراث الثقافي الفريد لدولة الإمارات والترويج له، بدءاً من ورش العمل الحرفية وعروض الفنون الأدائية التقليدية ووصولاً إلى البرامج التي أثمرت عنها الشراكة الفريدة بين ’بيت الحرفيين‘ وجمعية العلامات التجارية الفرنسية الفاخرة ’لجنة كولبير‘. قصر الحصن هو أعرق وأقدم بناء تاريخي في أبوظبي، وهو يحتوي على أول هيكل معماري قائم حتى يومنا هذا في المدينة، ألا وهو برج المراقبة الذي تم بناؤه في ستينيات القرن الثامن عشر، لحماية المستوطنات البشرية على الجزيرة، ويتألّف قصر الحصن من بنائين هامين، وهما: «الحصن الداخلي» (يعود تاريخ بنائه إلى العام 1795 تقريباً) و«القصر الخارجي» (الذي تم بناؤه خلال الفترة 1939 – 1941). وكان قصر الحصن على مدار السنين مقراً للحكم والأسرة الحاكمة وملتقىً للحكومة ومجلساً استشارياً وأرشيفاً وطنياً، وهو اليوم يمثل القلب النابض في أبوظبي، والشاهد الحي على محطات تاريخها العريق، وتحول القصر إلى متحف وطني في العام 2018، بعد أكثر من 9 سنوات من أعمال الترميم، حيث يبرز كرمز وطني يعكس تطور أبوظبي من مستوطنة بشرية اعتمدت على صيد السمك واللؤلؤ في القرن الثامن عشر، إلى واحدة من أروع المدن العالمية الحديثة، محتضناً في أروقته مجموعة من القطع الأثرية والمواد الأرشيفية، التي يعود تاريخها إلى 6000 سنة قبل الميلاد.
مشاركة :