الطائف عبدالعزيز الثبيتي يختتم سوق عكاظ في نسخته التاسعة، اليوم، برامجه ونشاطاته الثقافية والتاريخية ليسدل الستار أمام زواره، الذين تشوقوا خلال جولاتهم اليومية بين أركانه إلى الماضي التليد، الذي نُقلت تفاصيله برؤى فنية قيمة جعلت كثيرين من مرتادي عكاظ يتطلعون بشوق لرؤيته العام المقبل بحلة جديدة. وأوضح مدير الإعلام في سوق عكاظ محمد سمان أن حضور ومشاركة ضيوف سوق عكاظ هذا العام من الشعراء والأدباء والمثقفين والمفكرين والعلماء جاء ليؤكد مكانة السوق الثقافية، وأنه لا يهدف إلى محاكاة الماضي فقط، وإنما يسعى أيضاً إلى استشراف المستقبل، ونقل المفاهيم والعلوم المستقبلية من خلال برنامج «عكاظ المستقبل». وقال إن كلمة المستقبل هي العنصر الرئيس في برامج سوق عكاظ وأنشطته المتنوعة، وكانت حاضرة في حديث مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية للسوق الأمير خالد الفيصل مع ضيوف السوق من الأدباء والمثقفين والشعراء والإعلاميين. وأضاف أن الحدث الأبرز هذا العام تمثل في إعلان انضمام حقل الريادة المعرفية كأحد أهم العناصر في «عكاظ المستقبل»، حيث أعلن أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية استحداث جائزة جديدة ضمن جوائز سوق عكاظ السنوية تخصص لريادة الأعمال في الحقل المعرفي، وتضاهي في قيمتها المعنوية والمالية جائزة شاعر عكاظ. ولم يفوت البرنامج الثقافي لسوق عكاظ الرجوع إلى جذور الثقافة العربية، فعاد إلى تلك الجذور عبر ندوة «شعر لبيد بن ربيعة.. قراءات نقدية»، وفي الندوة المخصصة للشاعر محمد الخطراوي. وسلطت ندوة الضوء على التحديات التي تواجه دول الخليج العربي، وأدارها الدكتور عثمان الصيني، وأجمع المشاركون فيها على ضرورة الحفاظ على الهوية العربية وحل المشكلات الداخلية بالالتفات إلى القضايا المعاصرة وإيجاد مظلة لاستيعاب المتغيرات، مع الاستفادة من العقول والباحثين في الإصلاح السياسي والأنظمة الاقتصادية ونشر الثقافة الديموقراطية العادلة. ووفد إلى سوق عكاظ مجموعة من الأدباء والكتّاب لاستعراض تجاربهم في الكتابة أمام المهتمين بالتعرف على تلك التجارب، وذلك عبر محور «تجارب الكتّاب» الذي أفردت له اللجنة الثقافية جلستين خاصتين. وهطل الشعر غزيراً في سوق عكاظ، فأغرق الحضور في بحر من عذوبة الكلمات، بأصوات مجموعة من الشعراء قدموا من داخل المملكة وخارجها، في ثلاث أمسيات شعرية، أدارها الأولى منها الدكتور عبدالله حامد، وشارك فيها كل من: شاعر عكاظ هزبر محمود، وحيدر محمود، وإيمان آدم، ومحمد يعقوب، وعلي عمران، وأدار الثانية الدكتور عادل باناعمة وشارك فيها كل من: عبدالرحيم السليلي، جاسم عساكر، عفراء خوجلي، عيد الحجيلي، مناهل عساف، وعبدالله فيلكاوي، فيما خصصت الأمسية الثالثة للشعراء الشباب، بينهم ثلاثة شعراء حصلوا على لقب شاعر عكاظ، وهم: حسن طواشي، حيدر العبدالله، وإياد حكمي، إضافة إلى مشاركة دلال المالكي، ومفرح الشقيقي، وأدارها الدكتور زياد آل الشيخ. وفي الشعر أيضاً، كان ضيوف وزوار سوق عكاظ على موعد مع المساجلات الشعرية، التي أبرزت مواهب حفظ الشعر في منافسة استمرت أربعة أيام، كان من أبرزها مشاركة أب وثلاثة من أبنائه، وجاءت النتيجة بحصد ثلاثة متسابقين المراكز الثلاثة الأولى في جولات شارك خلالها ثلاثون متسابقاً تم توزيعهم إلى ثماني جولات على مدى ثلاثة أيام، وفاز بالمركز الأول فايز خميس محمد من مدينة جدة وهو طالب في مرحلة الماجستير في جامعة الطائف ومبلغ 30 ألف ريال، وفاز بالمركز الثاني «20 ألف ريال» عبداللطيف الحمياني معلم متقاعد من مدينة عنيزة، ونال المركز الثالث وجائزة عشرة آلاف ريال عبدالعزيز إبراهيم الإمام من مدينة جدة. وجسدت مسرحية سوق عكاظ «سراة الشعر والكهولة» شخصية الشاعر لبيد بن ربيعة، وتم عرضها خلال افتتاح السوق ولمدة خمسة أيام. وشهدت خيمة المعارض إقبالاً من الزوار شارك فيها أكثر من عشرين جهة حكومية في معارض متخصصة، إضافة إلى معارض للفائزين بجوائز سوق عكاظ للتصوير الضوئي، والخط العربي، ولوحة وقصيدة، لتتاح للزائرين الاطلاع على أفضل الأعمال المشاركة والمتميزة، التي حصدت الجوائز. ونال محبو وجماهير الفنون الشعبية عبر جادة عكاظ وجبة تراثية دسمة شاركت فيها 15 فرقة من جميع محافظات منطقة المكرمة، تنافست خلال تسعة أيام على تقديم عروض «العرضة»، «الخبيتي»، «المزمار»، «البدواني»، وفنون أخرى تفاعلوا معها بالتصفيق تارة، وبترديد الأهازيج تارة أخرى.
مشاركة :