أطلقت بريطانيا، أمس، حملتها للتلقيح ضد فيروس كورونا المستجدّ، في أول خطوة من هذا النوع في بلد غربي، فيما تبدو الوكالة الأميركية للأغذية والعقاقير «إف دي إيه» مستعدة للترخيص في الأيام المقبلة للقاح «فايزر- بايونتيك» ضد فيروس كورونا المستجد، الذي يبدو فعالاً من الجرعة الأولى بحسب بيانات جديدة، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قلق من احتمال ألا تكون الكميات كافية في مطلع العام 2021. وفي تقرير يقع في 53 صفحة نشر، أمس، قبل اجتماع حاسم للجنة الخبراء المستقلين التي تنصح الوكالة، قيم خبراء الوكالة البيانات الكاملة للتجربة السريرية التي أجراها المختبران في دول عدة وشملت 44 ألف مشارك. وكانت الشركتان وفرتا فقط ملخصا عن النتائج حتى الآن. وأكد تقييم الوكالة الأميركية للعقاقير الفاعلية العالية جداً للقاح الذي يعطى على دفعتين يفصل بينهما ثلاثة أسابيع والتي تصل إلى 95 في المئة. ويعني ذلك أنه يخفض بنسبة 95 في المئة احتمال الإصابة بمرض كوفيد-19، ولا سيما الأشكال الخطرة منه. وأكدت الوكالة هذه الفاعلية بغض النظر عن العمر والجنس والعرق أو وجود أمراض سابقة له. وأظهر هذا التحليل عنصراً جديداً يتمثل في أن اللقاح فاعل جداً ليس فقط للحؤول دون الإصابة بأشكال خطرة من «كوفيد-19» بعد جرعتين، بل إنه قادر على منع الإصابة منذ الجرعة الأولى ولدى من سبق أن أصيبوا بالفيروس «مع أن البيانات المتوافرة بشأن هذه النتائج لا تسمح بالتوصل إلى خلاصات نهائية». ورأى الخبراء أنه ما من شيء في هذه البيانات يمنع حصول اللقاح على ترخيص قد يصدر قبل نهاية الأسبوع الحالي، بعد اجتماع الوكالة غداً، على أن يبدأ التوزيع بعد 24 ساعة على ذلك. وأصبحت مارغاريت كينان البالغة تسعين عاماً، أول شخص في العالم يتلقى اللقاح الذي طوّره تحالف «فايزر-بايونتيك» الأميركي الألماني، بعد قرابة أسبوع من إعطاء الضوء الأخضر لتوزيعه في بريطانيا الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في أوروبا مع قرابة 61500 وفاة. وأظهرت مشاهد بثتها قنوات التلفزة كينان في مستشفى في كوفنتري في وسط إنجلترا، تتلقى الحقنة أثناء جلوسها على كرسي وتبادلها أطراف الحديث بهدوء مع الممرضة. وقالت كينان أمام عدسات الكاميرات: «أشعر أنني مميزة كثيراً بكوني أول شخص يتلقى لقاحاً ضد كوفيد-19، إنه أفضل هدية عيد ميلاد مسبقة يمكن أن أتمناها». وأضافت وفق ما نقلت عنها وكالة برس أسوسييشن، «هذا يعني أنه بات بإمكاني أخيراً أن أمضي وقتاً مع عائلتي وأصدقائي في العام الجديد، بعد أن كنت لوحدي لفترة طويلة هذا العام». وينبغي على أكثرية السكان في بريطانيا الانتظار حتى عام 2021، لتلقي اللقاح إذ تُعطى الأولوية للمقيمين في دور الرعاية والعاملين فيها. ويلي ذلك تلقيح العاملين في المجال الصحي ومن تفوق أعمارهم 80 عاماً. وشبّه مدير هيئة الخدمات الصحية الوطنية ستيفن بويس حملة التلقيح، بأنها «ماراثون» في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 66 مليون نسمة. وبريطانيا، التي تسجّل أكبر عدد وفيات بالفيروس في أوروبا، بواقع 61 ألف وفاة، هي أول دولة ترخص استخدام لقاح تحالف «فايزر -بيونتيك» الألماني الأميركي. ويُتوقع أن تتخذ الوكالة الأوروبية للدواء قراراً بشأن هذا اللقاح بحلول نهاية ديسمبر، في وقت قد تبدأ كندا اعتباراً من الأسبوع المقبل تلقيح سكانها. ومثل سائر أنحاء الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً جراء الوباء في العالم مع أكثر من 283 ألف وفاة من أصل قرابة 25 مليون إصابة، تواجه كاليفورنيا موجة ثالثة من الوباء. وأعاد الحاكم الديمقراطي لولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم فرض تدابير إغلاق جديدة في جنوب الولاية، في إجراء يشمل أكثر من عشرين مليون نسمة. ويتواصل تفشي الوباء بوتيرة سريعة: فمنذ 24 نوفمبر، تُسجّل يومياً أكثر من 10 آلاف وفاة في العالم، وهو مستوى قياسي. وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و539 ألفاً و649 شخصاً في العالم وأصاب أكثر من 67 مليوناً، منذ ظهوره نهاية ديسمبر 2019 في الصين. تطوير نسخة جديدة من اللقاح من المنتظر توفير لقاح كورونا المطور من شركتي «بيونتيك» الألمانية و«فايزر» الأميركية مستقبلاً، من دون الضرورة الحالية لتخزينه في درجة حرارة 70 تحت الصفر. وخلال مؤتمر صحفي في الاتحاد الدولي للأدوية ومقره في جنيف، قال ألبرت بورلا رئيس «فايزر»، أمس: «نعمل على تطوير نسخة من أجل تجنب درجة الحرارة 70 تحت الصفر». وأضاف بورلا: «إن درجة الحرارة المنخفضة والمطلوبة في الوقت الراهن لا تمثل مشكلة»، مشيراً إلى أن المهندسين طوروا صناديق جعلت من الممكن نقل اللقاح دون تبريد من الخارج. وأوضح أن البيانات الخاصة بما إذا كان اللقاح لا يحمي من مرض كوفيد-19 وحسب، بل إنه يمنع العدوى أيضاً، سيتم طرحها مطلع العام المقبل.
مشاركة :