تقرير: كيف كتبت صناعة التوصيل السريع الصينية أسطورتها العالمية

  • 12/8/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

8 ديسمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت البيانات الإحصائية لمكتب البريد الوطني أن حجم أعمال التوصيل السريع في الصين قد حققت "قفزة ثلاثية" خلال 3 أيام متتالية. حيث قفزت من يوم 10 سبتمبر الى 16 نوفمبر، من 50 مليار إلى 60 مليار ثم إلى 70 مليار قطعة. وبلغ متوسط عدد الطرود 50 قطعة للفرد هذا العام، ما يمثل رقما قياسيا. وسجلت صناعة التوصيل السريع الصينية هذا الأداء الاستثنائي، في ظل الركود الكبير الذي يعيشه الاقتصاد العالمي، ما يعكس انتعاش الاقتصادي الصيني وحيويته وانتعاش الاستهلاك المحلي. وتعود انتعاش صناعة التوصيل السريع الى استئناف وتيرة العمل والانتاج، وتقدم مستويات التكامل بين مكونات السوق الافتراضية والواقعية. ويدل انتعاش صناعة التوصيل، من جهة على حيوية التصنيع، ومن جهة ثانية على انتعاش الاستهلاك. مما يعزز الثقة في تعافي الاقتصاد الصيني من صدمة الوباء. تعزز الحركية اللوجستية حركة البضائع، وتعزز حركة البضائع الحركية اللوجستية. ويمكن أن يساعد التدفق في الاتجاهين على تحفيز سلسلة التوريد العالمية. ويشجع انتعاش الاستهلاك في السوق الصينية بعد الوباء، الشركات الأجنبية على النفاذ إلى سوق قوامها 1.4 مليار مستهلك. وفي هذا الإطار، قامت منصة تساي نياو للتسوق الالكتروني، بتأسيس مخازن خارج الصين، من أجل تسريع عملية توصيل البضائع إلى المستهلكين الصينيين، أثناء فترة مهرجان التسوق 11-11. حيث نجحت الشركة في إيصال البضائع المستوردة إلى المستهلكين في السوق الملحية خلال نصف يوم إلى يوم. ويرى خبراء، بأن تطور صناعة التوصيل السريع العابرة للحدود، ستسهل حصول البضائع الأجنبية على المزيد من الطلبات من السوق الملحية الصينية. مما من شأنه أن ينقل انتعاش السوق الصينية إلى الأسواق العالمية في فترة ما بعد الوباء. على امتداد سنوات متتالية، ظلت صناعة التوصيل السريع في الصين تكتب "أسطورة رائعة" في العالم. ليس على مستوى الحجم الإجمالي فقط، وإنما على مستوى كفاءة المعالجة اليومية أيضا، والتي تصل إلى 200 مليون طرد يوميا. ويقف وراء هذا النجاح، التحول الرقمي والذكي لصناعة اللوجستيات في الصين. حيث يساعد الاستخدام الواسع للتكنولوجيا المتقدمة في صناعة الخدمات اللوجستية على معالجة مختلف مشاكل توصيل السلع، حتى بما في ذلك أوقات الذروة. إذ ظهرت خلال السنوات الأخيرة، ما بات يسمى بالمستودعات غير المأهولة، وهي مستودعات السلع التي تعتمد الروبوتات في كامل عمليات الشحن والتوزيع، مما يضمن كفاءة وسرعة العمل في آن واحد. وفي المناطق الريفية الصينية النائية، تحمل الطائرات بدون طيار الطرود عبر الحقول وتطير نحو المزارعين. كما تقوم مختلف شركات ومنصّات التوصيل السريع في الصين، على نطاق واسع، بترقية خدماتها إلى الخدمات الرقمية. يمثل العام الحالي، عاما استثنائيا وحاسما بالنسبة لصناعة التوصيل السريع في الصين. فإلى جانب الدور البارز الذي لعبته صناعة اللوجستيات في الوقاية من وباء كوفيد-19، أسهمت أيضا في تعزيز استقرار السلسلة الصناعية عبر سلسلة التوريد. ونجحت الصناعة في تحويل الأزمة إلى فرصة، وأطلقت جولة جديدة من فرص التنمية. في هذا الصدد، أكدت "توصيات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول صياغة الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والأهداف طويلة الأجل لعام 2035" على "تسريع تطوير صناعات الخدمات مثل البحث والتطوير والتصميم واللوجستيات الحديثة والخدمات القانونية، ومراكز النقل الشاملة والشبكات اللوجستية، وبناء نظام لوجستي حديث ". إلى جانب الدعوة إلى تحسين البنية التحتية الريفية، مثل المياه والكهرباء والطرق والغاز والاتصالات والإذاعة والتلفزيون والخدمات اللوجستية. وهو ما يعكس المكانة التي باتت تحتلّها الصناعة اللوجستية في الاستراتيجية الوطنية، والدور البارز الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. من خلال فتح "الشرايين الكبيرة" وتحرير "دوران الأوعية الدقيقة" فقط، يمكن أن تتشبّع التنمية الاقتصادية بالمزيد من الحيوية. وفي مواجهة المرحلة الجديدة من التطور، لا تزال الصين بحاجة إلى العمل الجاد لإنشاء وتحسين نظام لوجستي حديث، ذو قدرة تنافسية دولية.

مشاركة :