تفاصيل إحياء الذكرى الأولى لرحيل المخرج سمير سيف بمسرح الجمهورية

  • 12/9/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحيت أسرة فيلم «أغسطينوس ابن دموعها»، بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية، ودار الأوبرا المصرية احتفالية لإحياء الذكرى الأولى لرحيل المخرج سمير سيف، بمسرح الجمهورية. شارك بالحضور الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، وعدد من القيادات الدينية والسياسية والفنية، إلى جانب تلاميذ ومحبى الفنان الراحل.وتضمنت الاحتفالية تقديم مقطوعات موسيقية من موسيقى أفلام المخرج الراحل، قدمتها أوركسترا القاهرة الاحتفالى بقيادة المايسترو ناير ناجى، وعرض فيلم وثائقى عن حياة سمير سيف من إخراج ألبير مكرم، يليه عرض فيلم «أغسطينوس ابن دموعها»، الذى يعد أخر أعمال الراحل. الفيلم أثار العديد من التساؤلات لدى كثير من المشاهدين وفى نفس الوقت حاز على إعجاب وتقدير الكثيرين النقاد والفنانين وأيضا المتلقى العادى من الناحية الفنية والرؤية الإخراجية وحرفية كتابة السيناريو والإنتاج المتميز وتأكد هذا التميز بحصوله على جوائز في مهرجانات متعدده وعلى رأسها جائزة الإنجاز الفنى من مهرجان الإسكندرية لدول حوض البحر الأبيض المتوسط.وقبل فك شفرة هذه الحيرة لدى المشاهدين والرد على التساؤلات دعونا نلقى نظرة سريعة على الفيلم كمقدمة منطقية تساعدنا في فهم الأمور المحيطة بهذا الإنتاج المتميز، فهو إنتاج تونسى جزائرى مشترك بدعم وزارة الثقافة في البلدين، بينما تمثل الدور المصرى في إخراج سمير سيف وكتابة السيناريو سامح سامى، والإشراف للمستشار التنفيذى يوسف منصور، وجميع عناصره البشرية من أبناء الشمال الأفريقي، إنتاج عربى مشترك بامتياز، وتم تصويره في «تونس، الجزائر، إيطاليا، وفرنسا»، وينطق باللهجة اليومية لشعوب المنطقة، وبالرغم إنتاج السينما العالمية الكثير من الأفلام التى تحمل نفس الاسم وتحكى نفس القصة، لكن الفيلم العربى يحمل نكهة خاصة. وعلى هامش الاحتفالية قال يوسف منصور في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إن الفيلم السينمائى «أغسطينوس ابن دموعها» تم عرضه خلال السنوات الثلاث الأخيرة في مصر، من خلال المهرجانات السينمائية والعروض الأولية والخاصة، كما تم عرضه هذا الأسبوع في احتفالية ذكرى الراحل المخرج المبدع سمير سيف كآخر أعماله السينمائية قبل رحيله المفاجئ في التاسع من نوفمبر ٢٠١٩. ولفت إلى أن الفيلم يقدم علاقات إنسانية رائعة بين الأم القديسه مونيكا والابن اغسطينوس وأيضا علاقة حب سامية رغم عدم شرعيتها،هذه العلاقات تركت في حياة اغسطينوس تأثيرات سلبية وإيجابية كونت من شخصيته وافرزت هذا الإبداع البشرى قدمها الفيلم دون تجميل ودون مزايدة.وتابع: «الفيلم يقدم الإنسان الخاطئ الماجن الفهلوى الكذاب المتمرد الثائر ثم رحلة التغير الإيمانية ليقدم لنا القديس الفيلسوف المفكر» إنها مغامرة مثيرة في فيلم ضخم الإنتاج.أغسطينوسلكن من هو أغسطينوس: هو فيلسوف ومثقف غزير العلم باحث عن المعرفة ومحب للحكمة دارس للغات اللاتينية واليونانية ولكتابات الفلاسفة والحكماء فضوله المعرفى لا ينتهى ونهمه للتعلم لا يخفت، إنه أغسطينوس الفيلسوف والمعلم والخطيب المفوهولد أغسطينوس في ١٣ نوفمبر عام ٣٥٤ م وتوفى عام ٤٣٠ م أمازيغى الأصل ولد في مدينة تاجست التابعة لمملكة نوميديا الأمازيغية التى كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية الآن سوق أهراس بالجزائر كانت أمه مونيكا أمازيغية مسيحية أما أبوه باتريسيوس فكان وثنيا من أصل رومانى وآمن بالمسيح في نهاية حياته.عاش أغسطينوس حياة غارقة في الملذات واعتنق في شبابه هرطقة مانى الفارسى الذى حاول المزج بين الإيمان المسيحى والعقائد الزرادشيتية والبوذية، وكانت الخطابة والبيان من مواهب أغسطينوس فعمل بتدريس الفلسفة وعلم الخطابة والإقناع في تاجست وقرطاج قبل أن ينتقل إلى روما ويتركها لتعينه أستاذا لعلم البيان بجامعة ميلانو.مع الوقت بدأ أغسطينوس يستاء من الفكر المانوى ويستنكره وبدأ الفتى الفيلسوف يبحث عن معنى الحياة وبدأت محاولات أمه مونيكا معه لإقناعه بالإيمان المسيحى.تقابل مع إمبرسيوس أسقف ميلانو وتأثر به، وكان لذلك أثره في بداية التحول التدريجى في فكر أغسطينوس ومشاعره وخاض بطلنا مغامرة في التقلب بين كل المذاهب الفلسفية المعروفة في زمنه قبل أن يقبل المسيح مخلصا لحياته مدعوما بصلوات أمه القديسة مونيكا لهذا لقب أغسطينوس بابن الدموع.ما الذى نتعلمه من قصه أغسطينوس بعد نحو ١٦٠٠ عام، قصة أغسطينوس ليست فريدة من نوعها بل لو تأملت فيما حولك ستجد أن قرار تغير الاتجاه ربما يكون قرارا لا بد منه لكل شخص في هذا العالم فمن منا يسير في الطريق الصحيح منذ ميلاده وحتى مماته الكل يحتاج لهذا القرار، فمن حق كل إنسان أن يتوه ويرجع ولكن لا بد من رحله بحث، وكثيرون يرون أنه من الخطأ أن يعلن الإنسان عن شكه فيحتفظ بالمورثات التى ورثها عن والديه لكن أغسطينوس علمنا أن كل شىء قابل للفحص واحتمالية الخطأ والصواب والشك ليس معناه أن الرحلة انتهت لكن معناه أن علينا أن نبحث ونفكر حتى نحدد قناعتنا وبالتأكيد بإرشاد روح الله نصل إلى مبتغانا.صلاه الأم بدموع سمعنا كثيرا تعبير ابن الدموع وهذا التعبير يجعلنا نتخيل والده أغسطينوس بأنها شخصية ضعيفة لا حول لها ولا قوة منزوية ولا تفعل شيئا سوى الصلاة من أجل ابنها، لكن شخصية الأم شخصية قوية مؤثرة ساهمت بشكل كبير في شخصيه ابنها نحتاج هذه الأيام إلى الأم الساجدة أمام ربها تتوسل وتطلب من أجل ابنها فابن هذه الدموع لا يهلك.التوبةمشوار طويل عند أغسطينوس ولكن عندما رأى الحق كان عنده من الجرأة أن يتخذ القرار قرار التوبة والرجوع وهذه سمات الرجل الشجاع عندما يرى قراره صائبا يكون بمنتهى القوة، ليتنا نتعلم هذا الحسم في حياتنا.الله دائما بداخلكقال أغسطينوس بعد اتخاذ قراره أعرف لماذا لم أعرف الله منذ زمن لأنى أبحث عنه خارجا وهو دائما بداخلى. كلمات يستطيع أن يقولها كل باحث عن الحق ويحاول أن يستمع إلى صوت الله بداخله.أغسطينوس العصر الحالىأغسطينوس بيننا الآن بيننا في كل شخص تائه يقرأ يبحث ويريد أن يعرف وله أن تصلى من أجله وأب يبحث عن صالح ابنه.أقول له التاريخ يعيد نفسه وستصل حتما إلى بر الأمان.

مشاركة :