لندن - قالت هيئة الصحة الوطنية في إنكلترا الأربعاء إن هيئة الرقابة البريطانية على الأدوية أوصت بألا يحصل مرضى لهم تاريخ في أمراض الحساسية الشديدة على لقاح فايزر-بيونتيك للوقاية من كوفيد-19، وذلك بعد ظهور آثار جانبية سلبية على شخصين في اليوم الأول لطرح اللقاح. وقال ستيفن بويس المدير الطبي في هيئة الصحة الوطنية في إنكلترا "كما هو شائع مع اللقاحات الجديدة، أوصت (الهيئة الرقابية) على سبيل الاحتراز بألا يُعطى الأشخاص الذين يعانون من تاريخ مرضي يتعلق بالحساسية هذا اللقاح". وقالت جون راين الرئيسة التنفيذية للوكالة المستقلة لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية "واجهنا حالتي إصابة برد فعل تحسسي. ونحن نعلم من التجارب السريرية المكثفة للغاية أن هذه ليست من سمات (اللقاح)". وأضافت "لكن إذا كنا نريد تشديد توصياتنا الآن بعد أن واجهنا هذا ... فإننا نتقدم بهذه التوصية على الفور". وباتت المملكة المتحدة البلد الأول في العالم الذي منح الترخيص للقاح الشركة الأميركية فايزر والمختبر الألماني بايونتيك المضاد لكوفيد-19. ورحّب وزير الصحة مات هانكوك بتغريدة بهذه الخطوة قائلاً "المملكة المتحدة أول بلد في العالم يمتلك لقاحاً معتمداً سريرياً". وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن الضوء الأخضر منح "بعد أشهر من تجارب سريرية دقيقة وتحليل معمق للبيانات من جانب خبراء وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية، الذين استنتجوا أن اللقاح يلبي معاييرهم الصارمة للسلامة والنوعية والفعالية". ورحب رئيس مختبرات فايزر البرت بورلا من جهته في بيان بالسماح باستخدام اللقاح في المملكة المتحدة واصفاً ذلك بأنه "لحظة تاريخية". وأظهرت نتائج تجارب واسعة لهذا اللقاح فعالية بنسبة 95%. والأولوية في التلقيح لنزلاء دور رعاية المسنين والعاملين في المجال الصحي والمتقدمين في السن وأكثر الأشخاص ضعفاً. وأصبحت مارغاريت كينان البالغة تسعين عاماً في مستشفى في كوفنتري في وسط انكلترا، أول شخص في العالم تلقى اللقاح الذي طوّره تحالف المختبرين الأميركي والألماني بعد إعطاء السلطات البريطانية ضوءها الأخضر لتوزيعه في البلد الأكثر تضرراً في أوروبا. من جهتها، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية أنها ستعقد اجتماعاً استثنائياً في 29 كانون الأول/ديسمبر "على أبعد تقدير" من أجل اتخاذ قرار بشأن الترخيص للقاح فايزر/بايونتيك. وسيزيد التطعيم الجماعي من الأمل في احتمال وصول العالم إلى منعطف في مكافحة الوباء الذي دمر اقتصادات وأودى بحياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص على الرغم من أن التخزين في درجات حرارة شديدة البرودة والخدمات اللوجستية الصعبة ستحد من استخدامه في الوقت الحالي. وقال سايمون ستيفنز رئيس هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا إن "طرح اللقاح نقطة تحول حاسمة في المعركة مع الوباء"، مشبها حملة التلقيح بأنها "ماراتون".
مشاركة :