حسنا فعل الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حينما أشار أثناء حديثه عن ملف حقوق الإنسان إلي ضرورة التفرقة بين القيم الدينية والقيم الإنسانية.شرح الرئيس السيسي المطول لقضية حقوق الإنسان والخطوات التي اتخذتها الدولة من أجل تدعيم المبادئ الرئيسية التي تقوم عليها حقوق الإنسان كان شيئًا مهمًا، في ضوء ما تتعرض له مصر من حملات تشويه متعمد من أطراف إقليمية وجماعات إرهابية تتعارض مصالحها السياسية مع مصر وشعبها، رغم الاعتدال الذي عُرف به الشعب المصري منذ آلاف السنين.حديث الرئيس عن الثمن الغالي الذي تكبدته مصر تحت عباءة حقوق الإنسان في مواجهة هذا الإرهاب الأسود الذي تعرضت له خلال السنوات الماضية كان شيئًا واقعيًا وضروريًا، كما أنه يُعتبر بمثابة لفت انتباه بعض المنظمات الدولية العاملة في هذا الشأن إلي ضرورة التأني ودراسة الأوضاع قبل التسرع في إصدار التقارير دون دراسة كافية. دعوة الرئيس السيسي إلي ضرورة التفرقة بين الإرهاب الذي يلبس عباءة الدين وبين قيم حقوق الإنسان التي تنبذ التمييز والعنصرية والفرقة وتدعو إلي التشارك والتعايش السلمي كان شيئًا رائعًا.الشرح الوافي للرئيس السيسي حول ضرورة احترام الأديان والرموز الدينية وفتح باب الحوار والتبادل الثقافي يقوده رجال من كل الأديان ينم عن دعوة لكل دول العالم للوقوف بشكل جدي وحقيقي في مواجهة كل أشكال التطرف.بيان الرئيس أمام كل العالم وفي حضور الرئيس الفرنسي عن مدى التأثير الذي أصاب مشاعر أكثر مليار وثمانمائة مليون مسلم وكان بمثابة جرح غائر لمشاعر كل المسلمين حول العالم بعد التصريحات غير الموفقة للرئيس الفرنسي..كانت إشارة موفقة وشيئًا يُحترم. نفي الرئيس الفرنسي لوجود ارتباط بين علاقات الشراكة مع مصر وبين ما يُثار فيما يتعلق بحقوق الإنسان يعبر وبوضوح عن مدي حرص فرنسا وهي القائد الحقيقي الحالي للاتحاد الأوروبي علي علاقة قوية وفاعلة مع مصر.كما يُعد هذا الموقف من الرئيس الفرنسي بمثابة إشارة واضحة لنجاح الدبلوماسية المصرية بقيادة الرئيس السيسي في خلق شراكات سياسية واقتصادية قوية وراسخة حول العالم خصوصًا مع الدول الفاعلة علي المستوي الدولي..كما يعد صفعة قوية لهذه المنظمات المشبوهة ومن يقف وراءها للنيل من مصر ومن مقدرات شعبها وأمنها القومي.
مشاركة :