بخلاف تصريح وزير الصحة السعودي في قمة العشرين، بأننا سنحصل على اللقاح في أسرع وقت، وكذلك تصريح نائب الوزير الذي قال «نطمح أن يغطي اللقاح 70 في المئة من سكان السعودية بنهاية 2021» إلا أننا وحتى كتابة هذه المقالة، لم نعرف شيئا عن وقت وصول اللقاح، وكيف سيوزع، وما المجهودات التي تبذل لتوفيره، وما الشركات التي سنستورد منها اللقاح، وللأسف وصلت تسريبات غير رسمية تتكلم عن وصول اللقاح، وتلقي الشحنات الأولى، وحدث مهم كهذا، لا يليق بوزارة الصحة، أن يحدث في غياب رسمي تام لمتحدثها، ولقنواتها الرسمية.العالم كله يتأهب لتلقى الشحنات الأولى من اللقاح، ورؤساء دول سيدشنون اللقاحات ببلدانهم، ووزراء صحة ببلدان أخرى، يستعدون لتلقي الجرعة الأولى من اللقاح، ونحن للأسف لا توجد حتى الآن أي إرهاصات تدل على تلقي حدث هام كهذا، سيكلف خزينة الدولة مئات الملايين، وسينهي فترة رعب، وشبه توقف، وأنين، وضحايا بالآلاف.أعتقد أن وزارة الصحة يجب ألا تفقد حماسها، وتواصل جهودها الرائعة التي كانت مثار إعجاب وإشادة من العالم، ومن منظمة الصحة العالمية، وتدشن بشكل متقن لأول دفعة لقاح تصل مملكتنا، ولأول عمليات التلقيح، وتكون هناك آليات دقيقة لتوزيع اللقاح، واحترافية في أولويات من يتم تلقيحهم في البداية، وخطة لشمولية الوصول إلى كل أرجاء السعودية، وأيضا انتقائية للقاح الأكثر فاعلية، عندما يكون بلدنا من أوائل الدول التي يتلقى سكانها اللقاح، فإنه مؤشر بأننا فعلا من الأوائل، ولكن الأهم، أن يكون بلدنا من الأوائل أيضا في شمولية اللقاح، والانتهاء من كل فئات المجتمع بأسرع ما يمكن.أخيرا، لا زلت أتذكر تصريح «الوزير» بأن أسوأ رقم ممكن نصل إليه في إصابات كورونا هو 200 ألف، ولكنا تجاوزنا هذا الرقم بما يقارب الضعف، ولا أدري هل الرقم الذي ذكره «الوزير» هو حساب أسوأ احتمال، أم أفضل احتمال؟ أعني هل كان وقتها متفائلا أم متشائما؟ ولكنني أتمنى أن نحقق نسبة تلقيح لسكان السعودية قبل نهاية العام بنسبة 100 في المئة، وليست 70 في المئة كما ذكرت وزارة الصحة، فالأمر هذه المرة في أيدينا، وبحول الله نستطيع.
مشاركة :