«الوقاية خير من العلاج»، ومعالجة جذور المشكلة هي أول خطوة لعلاج المشكلة ذاتها، وهذا بعينه ما ينطبق على إشكاليتي «العنف الأسري» و«التنمر»، فالأولى هي بداية الطريق إلى الثانية، التي تمهد بدورها لما هو أخطر في قائمة قد تبدأ بالتأخر الدراسي، وقد تتطور للتعاطي والإدمان بكل أشكاله.وفي هذا السياق، يؤكد المستشار الاجتماعي والمهتم بالشأن الأسري أحمد السناني أن العنف الأسري يشكل آفة تهدد كل المجتمعات؛ نظرا لما تفرزه تلك التصرفات من نتائج سلبية تنعكس على أفراده، وأضاف: يعتبر العنف الأسري منبعا وحاضنا خصبا للتنمر، الذي يُعرف بأنه سلوك عدواني من قبل شخص أو مجموعة تجاه شخص أو أشخاص آخرين، تجعل المتنمر عليه يشعر بسوء المعاملة الذي قد يؤثر على حالته النفسية، وهو ينقسم إلى أنواع، مثل: العنف الجسدي، أو الجنسي، أو اللفظي، أو التنمر الإلكتروني. وأضاف: العنف الأسري يشكل أحد الأسباب الكامنة وراء ظاهرة التنمر، إلى جانب البيئة المدرسية، فالمعاملة السيئة التي يتلقاها الطفل في المنزل تجعله يرغب في التنفيس عن نفسه من خلال اتباع سلوك الاستقواء العدواني على الآخرين.وتابع: تتراوح ردة فعل الأطفال مع موضوع التنمر وفقا للحالة، فبعض الأطفال قد يفقدون الشعور بالسعادة في الجو الذي يواجهون فيه العنف بمختلف أشكاله، وإذا لم تتم معالجة التنمر في الوقت المناسب، فإن الطفل قد يدخل في حالة اكتئاب قد يصاحبها فقدان للوزن أو آلام جسدية، وقد يشعر بأن حياته ليس لها معنى، ما قد يدفعه إلى التفكير في الانتحار.وأشار إلى أن هناك عدة دراسات أكدت أن غالبية الأطفال المتنمرين ينحدرون من أسر يُمارس فيها العنف بين الزوجين، أو من الأبوين تجاه الأبناء، وأن المتنمرين هم الأكثر عرضة لإدمان المخدرات والكحول مستقبلا، وأن علاماتهم وتحصيلهم الدراسي هو الأدنى بين أقرانهم.واختتم حديثه قائلًا: لابد من التصدي للعنف الأسري عبر مجموعة من البرامج التوعوية، وكذلك بوقوف المدرسة على مستوى تحصيل الطلاب، وملاحظة المستويات التحصيلية المتدنية ودراسة أسبابها، بالإضافة للتواصل مع الأسرة، ولابد أيضا من توعية أفراد الأسرة بمخاطر قضايا العنف الأسري وانعكاساته على أطفالهم.
مشاركة :