فشل أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيون الأربعاء في محاولتهم منع بيع مقاتلات من طراز إف-35 وطيارات بلا طيار للإمارات العربية المتحدة، وهي صفقة يُنظر إليها على أنها مكافأة من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للدولة الخليجية على اعترافها بإسرائيل. ولم يحصل مشروعا القانونين اللذين قُدّما في هذا الاتّجاه، على الأغلبية البسيطة الضرورية في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه معسكر ترامب. كان ترامب هدد بالفعل باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي القانونين إذا ما تم تمريرها، ما يعني أن مجلسي الشيوخ والنواب كانا بحاجة إلى حشد أغلبية الثلثين لكسر الفيتو الرئاسي ومنع إتمام الصفقة. وقال السناتور الجمهوري روي بلانت إن بيع الأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة يدعم الوظائف الأميركية ويؤمن "تعزيزًا لأصدقائنا الذين يرون أعداء مشتركين ويعملون بشكل مباشر لتحريك بلادهم ومنطقتهم في اتجاه أفضل بكثير". وقال البيت الأبيض في بيان إن الأسلحة ستمكن الإمارات من "ردع السلوك العدواني الإيراني المتزايد والتهديدات الصادرة في أعقاب اتفاق السلام". ووافق روبرت مينينديز، زعيم الأعضاء الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، على أن إيران تشكل خطرا، لكنه قال "لا يزال يتعيَّن علينا أن نفهم بالضبط ما هو التهديد العسكري الذي ستتصدى له طائرات اف-35 والطائرات بدون طيار" في المواجهة مع إيران. وأشار إلى أن قطر حليفة الولايات المتحدة التي تخضع لحصار من قبل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تضغط بالفعل من أجل شراء طائرات اف-35. وسأل في قاعة مجلس الشيوخ "هل نعتقد حقًا أنه يمكننا بيع هذا فقط للإمارات العربية المتحدة، من دون أن تطرق تلك الدول الأخرى أبوابنا وتبدأ سباق تسلح متطور للغاية؟". كما أعرب مينينديز عن قلقه إزاء اكتشاف شحنات أسلحة إماراتية إلى ليبيا التي تمزقها الحرب والخاضعة لحظر أسلحة تفرضه الأمم المتحدة، وبشأن ادلة على سعي الإمارات إلى إقامة علاقات عسكرية مع الصين. أما السناتور راند بول، الجمهوري الذي عادة ما يؤيد ترامب لكنه ينتقد التدخلات العسكرية الأجنبية، فانضم إلى موقف الديموقراطيين، وقال "ليس واضحا ما إذا كان إلقاء تكنولوجيا عسكرية متقدمة في المنطقة هو في الواقع يشجع العلاقات السلمية". وسأل "هل تتحمل الولايات المتحدة المسؤولية إذا أساءت الإمارات استخدام هذه الأسلحة المتطورة للغاية؟". اضاف "هل يمكننا الوثوق بان اشخاصا شاركوا في حملة قصف لمدنيين في اليمن، سيتصرفون بحكمة أكبر في المستقبل؟". كانت قضية مقاتلات الشبح الأميركية المتعدّدة المهمات التي تسعى أبوظبي منذ وقت طويل إلى شرائها من واشنطن، قد ألقت بظلالها على اتفاق تطبيع العلاقات التاريخي الذي وقّعته الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض برعاية ترامب. وسبق لإسرائيل أن عارضت بيع هذه المقاتلات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن ومصر اللتان تربطها بهما اتفاقات سلام. وترغب الامارات منذ وقت طويل في شراء هذه المقاتلات والطائرات المسيرة، لكن اسرائيل طالما رفضت ذلك للحفاظ على تفوقها التكنولوجي. ومنذ توقيع اتفاق التطبيع بين اسرائيل والامارات في 15 أيلول/سبتمبر، أعطت واشنطن ضمانات للدولة العبرية.
مشاركة :