تحقيق إخباري: كرة السلة على الكراسي المتحركة تجدد شغف الشابات اليمنيات بالحياة

  • 12/10/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فقدت الشابة اليمنية أشواق المريسي، ساقها اليمنى في انفجار لغم أرضي قبل عشر سنوات، ومنذ ذلك الحين، وهي تعاني من الإحباط والغضب لفترة طويلة إلى أن مارست لعبه كرة سلة على كرسي متحرك. وقالت المريسي البالغة من العمر (23 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الإعاقة تؤثر على حياتي.. لكني أحاول إخراج نفسي من المشاعر السلبية، اليوم، أرى نفسي فقط كلاعب كرة سلة عادي". وبدأت المريسي بلعب كرة السلة على الكراسي المتحركة في 2018، وسرعان ما أظهرت موهبتها في الرياضة. وتلعب المريسي الآن ضمن فريق لكرة سلة في بطولة وطنية تنظمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإدارة رعاية المعاقين في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتهدف لتحسين نوعية حياة النساء المعوقات والاندماج الاجتماعي. وبدأت هذه البطولة يوم الأحد الماضي. وقالت عبدة محمد زايد، مدربة كرة السلة ومشرفة البطولة، ل(شينخوا) إن "هذه البطولة هي بمثابة برنامج للدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة لإخراجهم من العزلة من خلال الرياضة.. ومن خلال البرنامج عززنا ثقة العديد من اللاعبات وحسنا قدرتهن على رعاية أنفسهن". وأضافت أنه "تم تقسيم الفرق الخمسة حسب كيفية إصابة اللاعبين بإعاقاتهم، مثل الطلقات النارية والغارات الجوية، المريسي ورفاقها الخمسة جميعهم ضحايا ألغام أرضية". ونتيجة لعقود من الحروب والصراعات، بما في ذلك الحرب القائمة منذ حوالي ست سنوات، تم زرع عشرات الآلاف من الألغام الأرضية في جميع أنحاء البلاد ، مما يشكل خطرًا كبيرًا على المدنيين. وبحسب تقارير سابقة لمنظمات إنسانية فأن اليمن أصبحت واحدة من أكبر ساحات معارك الألغام الأرضية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. والأسوأ من ذلك، أدت الحرب إلى تفكيك النظام الصحي في البلاد ونقص معظم خدمات الرعاية الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة. وقالت المريسي "لن أسامح من زرعوا هذا اللغم.. لأنها دمرت روحي أيضًا". وفقدت المريسي ساقها قبل عشر سنوات حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية الحالية عندما انفجر لغم أرضي مدفون منذ عقود من الحروب السابقة عندما كانت هي وفتيات صغيرات أخريات يلعبن "الغميضة"، وهي لعبة شعبية للأطفال، بالقرب من منزلهن في محافظة الضالع عندما كانت تبلغ من العمر 13 عامًا فقط. كما فقد معظم زملائها في الفريق أرجلهم بسبب الألغام الأرضية، التي زُرعت خلال الحرب الحالية. وأعربت المريسي عن امتنانها لكرة السلة على الكرسي المتحرك لإضفاء موقف إيجابي على حياتها، لكنها عرفت أن معاناة بلادها لا تزال بعيدة عن النهاية. وقالت المريسي : "رسالتي هي وقف الحرب في اليمن.. دعونا نعيش بسلام، لقد تسببت الحرب في معاناة ودمار كافيين، اليمن من أفقر البلدان (في الشرق الأوسط) والحياة هنا صعبة للغاية". ويشهد اليمن نزاعا دمويا بين القوات الحكومية والحوثيين منذ ست سنوات بعد سيطرة الجماعة المسلحة على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني.

مشاركة :