كشفت مصادر عسكرية ليبية لـ«الاتحاد» عن انتهاء الجانب التركي من رفع كفاءة مساحة كبيرة من قاعدة «الوطية» الجوية غرب البلاد، موضحةً أن أنقرة تعمل على تحويلها إلى قاعدة عسكرية تستخدمها في خدمة أجندتها ومشروعها في شمال أفريقيا بشكل كامل. وأكدت المصادر الليبية التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن النظام التركي تمكن من رفع كفاءة قاعدة «الوطية» بنسبة 80%، مشيرةً إلى أن فريقاً تركياً متخصصاً يتولى عملية الإشراف الكامل على تطوير القاعدة العسكرية، مشيرةً إلى أن التحركات التي تقوم بها أنقرة تشير إلى أن بقاءهم في ليبيا سيمتد لعقود طويلة. وأوضحت المصادر الليبية أن القيادة العامة للقوات المسلحة تراقب التحركات العسكرية التي تقوم بها أنقرة غرب البلاد، مؤكدة أن القوات على جاهزية تامة للرد على أي عدوان أو استفزاز تركي يهدد اتفاق وقف إطلاق النار. يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار أنقرة في نقل المعدات العسكرية والأسلحة والمرتزقة إلى المنطقة الغربية دعماً للميليشيات المسلحة التابعة لحكومة «الوفاق»، وذلك وسط تنديد واسع من قيادة الجيش الليبي وأطراف إقليمية ودولية. إلى ذلك، اتهمت القيادة العامة للجيش الليبي في بيان لها النظام التركي بزعزعة أمن المنطقة وليبيا بشكل خاص بنقلها وتمويلها للمرتزقة والمقاتلين والمعدات العسكرية على الأراضي الليبية أمام مرأى ومسمع من العالم بأجمعه، مشيرة إلى التزامها بدعم المسار السياسي ولجنة «5+5» ومخرجات برلين وجنيف. ووصفت قيادة الجيش الليبي رد فعل الجانب التركي على احتجاز سفينة تجارية اخترقت المياه الإقليمية بـ«المسعورة» و«المهووسة»، موضحةً أن أنقرة تهدف إلى إفشال ما تم التوصل إليه من توافقات يعول عليها في الاستقرار. وأكدت قيادة الجيش الليبي أن أردوغان وحكومته لم ولن يحترما الأحكام والقواعد الواردة في القانون الدولي الإنساني، مشيرةً إلى أن أنقرة تهدد وتتوعد بالنيل من السيادة الليبية ومواردها متوعدةً بالاستمرار في دعم وإسناد ونقل المعدات العسكرية من خلال جسر جوي لم يتوقف ونقل المرتزقة والمقاتلين الأجانب لقتال الشعب الليبي وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين. وأشارت قيادة الجيش إلى أن حكومة أردوغان لا تعترف بسيادة الدول والحدود الإقليمية والسيادة الوطنية لليبيا، مؤكدةً أنها لم ولن تتراجع قيد أنملة في حماية سيادة ليبيا ومياهها الإقليمية والبرية والجوية للدفاع عن ترابها ودحر الوجود التركي وفقاً للمبادئ والمعاهدات والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة وما أقره مؤتمر برلين وجنيف برحيل كافة القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي الليبية. وأوضحت القيادة العامة للجيش الليبي أنها تتابع من كثب كل التطورات، وتشجب التصرفات الهوجاء، مؤكدةً أن ذلك يدل على التخبط الذي يعيشه أردوغان وحكومته المهووسة والتي تجاوزت كل المواثيق والأعراف الدولية.
مشاركة :