ابتكر باحثو جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، نموذجا من فيروس كورونا من تجربة على الفئران يظهر كيف يضر المرض بأعضاء أخرى غير الرئتين، باستخدام نموذجهم، اكتشف العلماء أن فيروس كورونا، يمكن أن يوقف إنتاج الطاقة في خلايا القلب والكلى والطحال والأعضاء الأخرى. ووفقا للدراسة المنشورة في مجلة “JCI Insight“، أوضح الباحثون أن النموذج نفسه يمكن أن يساعد أيضًا في معرفة المزيد عن فيروسات أخرى مماثلة قد تظهر في المستقبل ، وقد يكون مفيدًا لاختبار العلاجات النهائية. تأثير كورونا على أعضاء الفئران في التجارب السابقة التي أجرتها فرق بحثية أخرى في جميع أنحاء العالم ، تمت هندسة الفئران وراثيًا للحصول على النسخة البشرية من الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 في رئتيهم ثم أصيبوا بالعدوى ؛ من خلال الأنف ؛ بفيروس كورونا، وعلى الرغم من أن ذلك يمكّن الفيروس من إصابة الفئران والتسبب في الالتهاب الرئوي، إلا أن الحيوانات في تلك التجارب لا تعاني من مجموعة واسعة من الأعراض الأخرى مثل البشر. اقترحت الأبحاث التي أُجريت على البشر أن فيروس كورونا يمكن أن ينتشر عبر مجرى الدم للوصول إلى أعضاء متعددة، لذا في تجربة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ، قام الباحثون أولاً بهندسة الفئران للحصول على النسخة البشرية من ACE2 في القلب والأعضاء الحيوية الأخرى. بعد ذلك ، قاموا بإصابة نصف الحيوانات بحقن فيروس كورونا في مجرى الدم، وعلى مدار الأيام التالية، تابع الباحثون الصحة العامة للحيوانات وحللوا كيفية تغير مستويات بعض الجينات والبروتينات في أجسامهم. في غضون 7 أيام ، توقفت جميع الفئران المصابة بـ كورونا عن الأكل وكانت غير نشطة تمامًا ، وفقدت في المتوسط ، حوالي 20 ٪ من وزن الجسم. علاوة على ذلك ، فإن الحيوانات المصابة بـ COVID-19 قد غيرت مستويات الخلايا المناعية ، وتضخم أنسجة القلب ، وهزال الطحال ؛ وجميع الأعراض التي تمت ملاحظتها لدى الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة مع فيروس كورونا، وقال الفريق: “إذا قام فيروس بإيقاف مسارات توليد الطاقة في العديد من أعضاء الجسم ، فسيؤدي ذلك حقًا إلى إحداث فوضى”. أخيرًا ، كشفت الدراسة أيضًا أن بعض التغييرات كانت طويلة الأمد في جميع أنحاء أعضاء الفئران المصابة بـ كورونا، بالإضافة إلى التغيير المؤقت للجينات التي تم تشغيلها وإيقافها في بعض الخلايا، قام الفيروس بإجراء تغييرات جينية وتغييرات كيميائية في بنية الحمض النووي التي تسبب تأثيرات دائمة. وقال الفريق إن هذا قد يفسر سبب استمرار الأعراض لدى بعض الأشخاص المصابين بـ كورونا لأسابيع أو أشهر بعد أن تتخلص أجسامهم من الفيروس. على الرغم من أن النتائج ليس لها آثار فورية على علاج كورونا ، إلا أن الفريق قال إن نموذج الفأر سيكون مفيدًا للدراسات الجارية حول كيفية إصابة الفيروس بأعضاء حيوية أخرى غير الرئتين ، ولتجارب الأدوية الجديدة لعلاج المرض.
مشاركة :