أبوظبي في 10 ديسمبر / وام / نظمت جائزة خليفة التربوية مساء أمس ملتقى تحت عنوان "تميز التعليم رؤية استشرافية للخمسين القادمة" بمشاركة معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام. وشارك في الملتقى الدكتور محمد إبراهيم المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون التعليم العالي وموزة الأكرف السويدي وكيل وزارة تنمية المجتمع والدكتور سعيد الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم ومحمد سالم الظاهري عضو مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية وخلود عبدالرحيم آل محمد مدير إدارة مراكز أصحاب الهمم بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وحمد الكعبي رئيس تحرير جريدة الاتحاد وذلك بحضور أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية وأدارته الدكتورة جميلة خانجي عضو اللجنة التنفيذية لجائزة خليفة التربوية. وأكدت معالي جميلة بنت سالم المهيري في كلمتها الافتتاحية للملتقى على جاهزية منظومة التعليم للانطلاق نحو الخمسين المقبلة مجسدة توجيهات ورؤى القيادة الرشيدة في استشراف مستقبل مشرق للإنسان في دولة الإمارات خلال نصف قرن قادم من التميز والريادة والإبداع في مسيرتنا. وأشارت إلى أن مفهوم التميز في دولة الإمارات أصبح ثقافة ونهج عمل وذلك بفضل متابعة وتحفيز القيادة الرشيدة التي سخرت كافة الإمكانيات للارتقاء بمنظومة العمل الحكومي في الدولة وتميزها ليس على المستوى الإقليمي فقط بل العالمي كذلك حتى باتت الإمارات في مصاف الدول الرائدة في مجال تطوير وتحديث العمل الحكومي والنهوض بممارساته. وبينت معاليها أن الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة ومتابعتها تدفع دوما نحو ترسيخ ثقافة التميز في العمل الحكومي بكافة قطاعاته بما فيها قطاع التعليم وذلك من خلال العمل على تعزيز كفاءة المؤسسات التعليمية في القطاع الحكومي ومواصلة مسيرة التطوير في التعليم التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - وبما ينسجم مع خطط الدولة للمرحلة المقبلة التي تتطلب بذل مزيد من الجهود وحشد الطاقات لتجسيد مضامين الاجندة الوطنية للدولة وتلبيتها وتحقيقها على أرض الواقع. وقالت معاليها إن اهتمام القيادة الرشيدة بالتعليم لا حدود له فهو ضمانة لاستدامة تطور الدولة ومواصلة رحلة ريادتها وتفردها ولضمان ذلك تم التركيز على جودة التعليم ووضع معايير تقييم دقيقة إلى جانب الوقوف على تقييم المخرجات والبيئة التعليمية وحفز الطلبة والقيادات المدرسية على بذل الجهود الكفيلة بإحداث الفرق المنشود في التعليم بالدولة. واستعرضت معاليها خلال كلمتها عددا من الخطوات التي ارتكز عليها العمل التربوي والرقابي لتحقيق الأثر المطلوب ولتكريس ثقافة التميز في الميدان التربوي بكافة مكوناته ..مؤكدة أن زيارات الرقابة وضمان الجودة ساهما في خلق ثقافة موحدة وفهم مشترك للجودة وتطور ملحوظ في الأداء حيث تم العمل على تطوير هذه المعايير ورفع سقف التوقعات مع تطور أداء المدارس الى أن تم تعميم الاطار الموحد لضمان الجودة على مستوى الدولة إلى جانب ذلك قامت وزارة التربية والتعليم مؤخرا بتصميم اطار لتقييم تجربة التعليم عن بعد وستتواصل عمليات تطوير معايير التميز لدفع عملية التغيير في نظامنا التعليمي قدما بمشاركة جميع المعنيين في عمليات دعم الجودة في التعليم. ولفتت معاليها إلى أن استشراف المستقبل بات يعتبر من أهم محركات تطوير وتحديث التعليم في الدولة وسمة من سمات العمل الحكومي ومحورا أساسيا من محاور التميز المؤسسي التي تعتبر بحد ذاتها كفيلة بتحقيق أهداف الوزارة وخططها إذ عملت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع شركائها على وضع خطط طموحة لجميع المراحل التعليمية ابتداء من الطفولة المبكرة وصولا إلى التعليم العالي بما يكرس مفهوم التعلم مدى الحياة إذ راعت تلك الخطط عدة معايير جوهرية منها تطوير مهارات الطلبة وتأهيلهم للمستقبل والتركيز على التعليم المتفرد والمواطنة العالمية وتحقيق الاستفادة المثلى من التكنولوجيا وتوظيفها للاستخدامات التعليمية. وشددت معاليها على أن أكبر ضمانة لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة وتوجهاتها في ملف التعليم يمر عبر إرساء قواعد التميز في ممارسات العمل وأدواته في وزارة التربية والتعليم وبلورة فكر التميز من خلال خطوات عملية وذلك عبر العمل على زيادة الدافعية عند الطلبة وتطوير جودة الخدمات التعليمية ومهنة التعليم كذلك والارتقاء بجودة الخدمات التشغيلية في المدارس وترسيخ سعادة ورفاهية الطلبة وتعزيز صحتهم النفسية والجسدية. واشارت معاليها إلى أن وجود البرامج والجوائز التربوية كان له بالغ الأثر في إحداث حراك تربوي بناء يرتكز في مضامينه على أسس التميز والتفرد في الأداء وذلك عبر خلق تنافسية وشغف لتطوير الأداء وهو ما جسدته جائزة خليفة التربوية بمختلف مكوناتها وعناصرها. من جانبها أكدت الدكتورة جميلة خانجي أن التميز أصبح ثقافة راسخة الجذور في مسيرة العمل اليومي لمجتمع الإمارات وبفضل تشجيع القيادة الرشيدة على تحقيق التميز انطلقت جوائز كثيرة في هذا الصدد تعزز من هذه الثقافة وتدفع بها إلى آفاق من الإبداع والريادة على المستويين الفردي والمجتمعي وهذا ما نلمسه في جائزة خليفة التربوية التي حرصت على أن تشارك ببصمة التميز في هذا العصف الذهني الذي يشهده المجتمع استعداداً للخمسين المقبلة. من جهته تطرق الدكتور محمد المعلا إلى الرؤية الاستشرافية لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي في دولة الإمارات وحرص هذا القطاع على أن يكون سباقا في استشراف ملحمة جديدة للازدهار والتقدم الوطني خلال الخمسين المقبلة ..مشيرا إلى أن البحث العلمي في دولة الإمارات حققت قفزات هائلة على الصعيدين المحلي والعالمي حيث هيأت الدولة بيئة أكاديمية محفزة على البحث العلمي ودعمت الباحثين والمؤسسات الأكاديمية ووفرت البنية التحتية التي تمكنهم من إبراز طاقاتهم البحثية والتطبيقية في مختلف المجالات الحيوية ذات العلاقة للتنمية الوطنية. وقال إن دولة الإمارات نجحت منذ انطلاق مسيرة الاتحاد في تدشين نموذجا فريدا لتعليم عال يواكب العصر ويلبي تطلعات القيادة الرشيدة وصولا إلى النهضة الحضارية التي نشهدها اليوم في جميع المجالات وستواصل وزارة التربية والتعليم هذا النهج لتلبية متطلبات أجندة مئوية الإمارات 2071 والتركيز على المجالات البحثية التي تواكب الثورة الصناعية التي يشهدها العالم وتوظيف التقنيات المتطورة للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية والعلوم الصحية والطب والفلك والفضاء، وانترنت الأشياء والبحوث المتخصصة في علوم الجينات والاتصال والتكنولوجيا المتطورة وغيرها من المجالات البحثية التي تشكل ركيزة أساسية لمواصلة منجزاتنا الوطنية في الخمسين المقبلة. وأكدت موزة الأكرف السويدي أهمية ملتقى جائزة خليفة التربوية لاستشراف مستقبل منظومة التعليم الإماراتية والتميز التربوي للخمسين عاما المقبلة تجسيدا لتوجيهات قيادة دولة الإمارات وأجندة الاستعداد للخمسين في إطار رؤية مئوية الإمارات 2071 التي تعد ترجمة شاملة لمفهوم جودة الحياة على أرض الواقع ..مشيرة إلى أن جودة الحياة هي الغاية الرئيسية التي تسعى لتحقيقها الدول والحكومات من أجل مستقبل الشعوب والمجتمعات، وهي حجر الأساس في مرحلة التخطيط للمستقبل وهي أيضا مهمة وطنية عامة لتحديد توجهات الدولة في الخمسين عاما القادمة. وأكد الدكتور سعيد الكعبي أهمية الدور الكبير لجائزة خليفه التربوية وحرصها على تكامل جهودها مع الميدان التربوي ومع كافة مجالس التعليم ..مشيدا بالتعاون بين الجائزة والمجلس لتحقيق الرؤى المشتركة في تعزيز جهود الكوادر البشرية والطلبة من منطلق رؤيتها لدعم مسيرة التعليم في الدولة. وأوضح أن مشاركته بمحور التعليم والهوية الوطنية في الخمسين القادمة جاء ليركز على ما تقتضيه الخمسين المقبلة من نظام تعليمي نوعي يواكب مسيرة التنمية والتطور التي شهدتها الدولة من خلال الاهتمام بالهوية الوطنية كاستراتيجية وأولوية في استكمال بناء المنظومة التعليمية ليكون نظاما من الطراز الأول والمتفرد علما ومعرفة ومهارة وفق نهج وطني في جميع مجالاته. من جانبه أشار محمد سالم الظاهري إلى أن التعليم يمثل أحد الركائز القوية التي استندت إليها نهضة الدولة منذ انطلاق مسيرة الاتحاد على يد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" فقد آمن بأن التعليم هو الركيزة الأساسية التي تنطلق من خلالها مسيرة حديثة لدولة عصرية تتصدر مكانتها في مصاف الأمم وظل هذا النهج مستمرا على يدي القيادة الرشيدة التي جعلت من التعليم أحد الركائز الاستراتيجية للخطط التنموية وفي مقدمتها مئوية الإمارات 2071 واليوم عندما نتحدث عن التعليم خلال نصف قرن مضى فإننا نرصد الدور الهائل الذي نجحت من خلاله منظومة التعليم في بناء الإنسان المعتز بهويته الوطنية والفخور بمكتسباته الحضارية، والمتطلع دائما للتفاعل مع التقدم العلمي الذي يشهده العصر في جميع المجالات. وأكد على أن منظومة التعليم في دولة الإمارات ترتكز على قيم أصيلة جذورها راسخة في النسيج المجتمعي ومن هذه القيم التسامح والمحبة واحترام الآخر وكذلك الاحتفاء بالتنوع العرقي والثقافي وفي هذا الصدد يظل دور هذه المنظومة ورسالتها بارزا في ترسيخ الولاء والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة من خلال المناهج الدراسية والفعاليات والأنشطة الطلابية التي تصقل شخصية الطالب وتوسع مداركه وتفتح آفاقه للتفاعل مع نهضة الوطن وتقدمه وازدهاره. وأضاف: "نتطلع في الخمسين المقبلة إلى مواصلة منظومة التعليم لرسالتها في ترسيخ الولاء والانتماء وتسليط الضوء على المشروعات الاستراتيجية الوطنية في الفضاء والطاقة النووية للأغراض السلمية وكذلك في العلوم الصحية والثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات التي سجلت فيها دولة الإمارات تميزا وريادة محليا وإقليميا ودوليا ..مؤكدا أن ترسيخ الولاء والانتماء من قبل منظومة التعليم الإماراتية مسؤولية وطنية تتضافر فيها جهود المدرسة والأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ووسائل الإعلام ومختلف فئات المجتمع التي تدعم هذه التوجهات الوطنية خلال الخمسين القادمة. من جانبه قدم حمد الكعبي رؤية استشرافية تناول خلالها صورة الإعلام الوطني خلال الخمسين المقبلة متطرقا إلى أهداف الإعلام الوطني واستراتيجيته التنفيذية لتلبية توجيهات قيادتنا الرشيدة. وأشار إلى عدد من سمات الإعلام الوطني قائلا إن تجربتنا التنموية الرائدة هي خير محفز للإعلام الوطني كي يتحرك بمهنية عالية تواكب منجزات الدولة وترصد تطلعاتها وتستقرئ طموحاتها في الخمسين عام المقبلة للوصول إلى مئوية دولة الإمارات بنجاحات جديدة وفي الوقت نفسه يواصل إعلامنا مهماته الأساسية التوعوية والمتمحورة حول نشر المعرفة وتعزيز التواصل بين الدولة والمجتمع. وأضاف أن إعلام الخمسين عاما المقبلة ينبغي أن يتحلى بأهداف ثابتة بأدوات متجددة وإعلام يقرأ أجندة الوطن في كافة المجالات والقطاعات بدقة متناهية ويواكب طموحاته وإعلام يواكب قوتنا الناعمة وإعلام قادر على استشراف المستقبل وإعلام صانع للأمل. من جانبها قالت خلود عبدالرحيم آل محمد إن مؤسسة زايد العليا تعمل في كافة الاتجاهات وتتعاون مع الوزارات والمؤسسات والجهات ذات العلاقة لتحقيق هدف إيجاد مجتمع دامج خال من الحواجز بما يضمن التمكين والحياة الكريمة للأشخاص من أصحاب الهمم وأسرهم عبر رسم السياسات وابتكار الخدمات التي تسهم بتمتعهم بجودة حياة ذات مستوى عال والوصول إلى الدمج المجتمعي والمشاركة الفعالة وتأكيد دورهم في التنمية.
مشاركة :