استقبل الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، المهندس ماجد مهدي حنتوش، وزير الكهرباء العراقي، والسفير علاء موسى، سفير جمهورية مصر العربية لدى العراق، والوفد المرافق لهما، لبحث سبل دعم وتعزيز أوجه التعاون المشترك في مجال الكهرباء والطاقة بين البلدين والتعرف على احتياجات العراق الشقيق. وأوضح الدكتور محمد شاكر أن هذا اللقاء يأتي تأكيدا على سعي مصر الدائم لمد جسور التعاون مع مختلف الدول العربية الشقيقة، وكذلك سعى قطاع الكهرباء المصري لفتح أسواق جديدة للشركات المصرية خارج مصر. وأكد دعم الحكومة المصرية لدولة العراق الشقيق في جميع المجالات ومنها مجال الكهرباء والطاقة، وأن جميع إمكانيات قطاع الكهرباء المصري متاحة لخدمة قطاع الكهرباء في العراق. وقال شاكر إن القيادة السياسية وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي ولابد من اتخاذ التدابير اللازمة له. وأشار إلى نجاح القطاع بفضل المساندة والدعم الفعال من جانب القيادة السياسية في التغلب على التحديات التي واجهته خلال الفترة الماضية وتحقيق الاستقرار للشبكة القومية وتغطية الفجوة بين الإنتاج والطلب على الكهرباء من خلال عدد من الإجراءات والمبادرات وسياسات الإصلاح لإطلاق عملية التحول في الطاقة وتأمين واستدامة الكهرباء، وتحسين كفاءة الطاقة وفتح أسواق لاستثمارات القطاع الخاص في مختلف مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والشبكات الذكية. ونتيجة لذلك، نجح قطاع الطاقة المصري في تحويل العجز في الطاقة إلى فائض، وذلك من خلال إضافة 28 ألف ميجاوات على مدى السنوات الأربع الماضية، مما ساهم في القضاء على عجز الطاقة وتأمين احتياطي كهربائي مناسب. ولفت الوزير إلى نجاح قطاع الكهرباء بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية وشركائها المحليين لتنفيذ ثلاثة محطات من المحطات العملاقة لتوليد الكهرباء في كل من بنى سويف البرلس، والعاصمة الإدارية الجديدة لإضافة 14400 ميجاوات. ونوه شاكر إلى الاهتمام الكبير والجهود التي يقوم بها قطاع الكهرباء ليعمل على تحسين وتطوير جميع الخدمات وتحسين وتطوير شبكات النقل والتوزيع، بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم، بالإضافة إلى الشبكات الذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، والحد من الفقد الكهربائي في الشبكة وتعزيز الربط الكهربائي مع الدول المجاورة. ويعمل القطاع على تدعيم وتطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء لاستيعاب القدرات الكبيرة التي يتم إضافتها من المصادر الجديدة والمتجددة والاستفادة منها، وفي سبيل ذلك تم تنفيذ العديد من المشروعات في مجال الخطوط الهوائية ومحطات المحولات على الجهود الفائقة والعالية على مستوى الجمهورية في الفترة من 2014 تنتهي خلال العام الحالي، حيث تمت زيادة أطوال الشبكات جهد 500 ك. ف ما يقرب من 1, 5 ضعف ما كانت عليه عام 2014، كما تمت زيادة سعات محطات المحولات جهد 500 ك. ف زيادة قدرها 4 أضعاف عن وضع الشبكة عام 2014 على ذات الجهد، بالإضافة إلى ما تمت إضافته من أطوال خطوط وسعات محطات محولات على باقي الجهود سواء أكان إنشاء مشروعات جديدة أو توسيع مشروعات قائمة. وأشار خلال الاجتماع إلى الأهمية التي يوليها القطاع لمشروعات الربط الكهربائي، حيث إن مصر تشارك بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية، حيث ترتبط مصر كهربائيًا مع دول الجوار شرقًا وغربًا مع كل من الأردن وليبيا وتم الانتهاء من المرحلة الأولى من الربط مع السودان. وأكد شاكر اهتمام قطاع الكهرباء والطاقة المصري بدعم وتعزيز التعاون مع العراق في مشروعات الربط الكهربائي. وأوضح الوزير أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التي تتمتع مصر بثراء واضح في مصادرها، والتي تشمل بشكل أساسي طاقة الرياح والطاقة الشمسية وقد كانت الخطوة الأكثر أهمية هي التعديلات التشريعية التي تم القيام بها لإزالة عقبات الاستثمار في هذا المجال، وتعكس التزام الدولة المصرية ومن بينها إتاحة حوالي 7600 كم مربع من الأراضي الغنية بالطاقات المتجدة واللازمة لتنفيذ هذه المشروعات. وقال إنه نتيجة للإجراءات السابقة أصبح للمستثمر ثقة كبيرة في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، حيث تقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبي والمحلي للدخول في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث يتيح القطاع العديد من الآليات لمشاركة القطاع الخاص. ونتيجة لذلك، نجح قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري في جذب ثقة عدد كبير من المستثمرين، حيث تم توقيع اتفاقيات لشراء الطاقة مع عدد 32 شركة بإجمالي قدرات تصل إلى 1465 ميجاوات لإنشاء مزرعة بنبان للطاقة الشمسية بطاقة إجمالية تصل إلى 1, 5 جيجاوات، وذلك ضمن برنامج تعريفة التغذية FIT، مما يعكس اهتمام مصر بالطاقة النظيفة والمتجددة ويسهم في توفير الطاقة، وحاز المشروع على جائزتين عالميتين: جائزة Global Award لعام 2017 وجائزة البنك الدولي عام 2019. كما أشار إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة، والتي تشمل بشكل أساسي طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتصل القدرات الكهربائية التي يمكن إنتاجها من هذه المصادر إلى 90 جيجاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولفت إلى الاهتمام الذي يوليه القطاع للطاقات المتجددة من خلال خطة طموحة للوصول بنسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى 20% بحلول 2022 وإلى أكثر من 42% بحلول عام 2035 وتجرى دراسات لزيادة هذه النسبة إلى 61% عام 2040. وقال إن استراتيجيتنا تعتمد على التحول إلى الشبكات الذكية، والتي ستساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الكهرباء والحد من انبعاثات الكربون، وكذلك تقليل الاستثمارات المطلوبة للبنية التحتية للشبكات الكهربائية. وحول التحول التدريجى للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية، أوضح الوزير أنه يجري حاليًا تنفيذ المشروع التجريبى لتركيب عدد حوالي 250 ألف عداد ذكي، بالإضافة إلى مراكز البيانات وطرق الاتصال الخاصة بها، وذلك في نطاق 6 شركات توزيع (شمال القاهرة وجنوب القاهرة والإسكندرية والقناة وجنوب الدلتا ومصر الوسطى)، وقد تم الانتهاء بالفعل من تركيب حوالي 200 ألف عداد ضمن خطة قطاع الكهرباء لتوفير الطاقة الكهربائية لجميع الاستخدامات بدرجة عالية من الجودة ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. وحول مشروع مراكز التحكم، أضاف الوزير أنه جار العمل حاليًا على إنشاء 47 مركز تحكم في شبكات توزيع الكهرباء تغطى جميع أنحاء الجمهورية، حيث تم البدء حاليًا فى المرحلة الأولى من المشروع بإجمالى 15 مركز تحكم، مشيرًا إلى أنه تم منذ يومين توقيع عقد مشروع إنشاء مركز التحكم القومي في الطاقة للشبكة القومية الكهربية الموحدة بالعاصمة الإدارية الجديدة على أحدث التكنولوجيات العالمية بتكلفة إستثمارية تصل غلى حوالى 840 مليون جنيه. وأعرب شاكر عن الاستعداد التام لمشاركة التجربة المصرية وتقديم جميع سبل الدعم مع جميع الدول العربية والأفريقية، خاصة دولة العراق الشقيق. وأشاد المهندس ماجد مهدي حنتوش، وزير الكهرباء العراقى، بما يمتلكه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى من خبرات كبیرة فى جميع المجالات، معربًا عن رغبته فى الاستفادة منها فى إعمار العراق الشقيق، مؤكدًا اهتمامه باتخاذ الإجراءات اللازمة للربط الكهربائى، بالإضافة إلى استمرار وزيادة حجم التعاون فى جميع مجالات الكهرباء، خاصة فى مجالات الطاقة المتجددة للاستفادة من الخبرات المصرية. وفى نهاية اللقاء، أكد الجانبان أهمية التنسيق لبحث إمكانية تدعيم الربط الكهربائى بين مصر والأردن والعراق والاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الطاقة الكهربائية وتبادل وجهات النظر والتعاون المشترك، وسبل تسهيل مشاركة الشركات المصرية في مشروعات الكهرباء على أرض العراق والنهوض بقطاع الكهرباء العراقى وصيانة محطات الكهرباء والمساهمة في دراسة وضع المنظومة الكهربائية العراقية واستقرارها. وأكد الدكتور شاكر استعداد القطاع التام للتعاون مع جميع الدول، خاصة العراق الشقيق.
مشاركة :