أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، سابع ندوات سلسلة أمسيات مبادرة: (علاقات ثقافية)، التى واصل تنظيمها قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، برئاسة الدكتورة سعاد شوقى، احتفاءً بدولة اليونان، وأدارها الدكتور هشام عزمى، بمشاركة كل من: السيد السفير نيكولاوس جاريليدس سفير اليونان بالقاهرة، والسفير محمد فريد منيب، مساعد وزير الخارجية المصرى سابقًا وسفير مصر السابق بأثينا، بالإضافة إلى مشاركة كوكبة من المثقفيين والأكاديميين المصريين والمتخصصين فى المجالات الثقافية المصرية اليونانية المتعددة؛ من بينهم: الدكتورة رشا طموم، مقررة لجنة الموسيقى والأوبرا والباليه بالمجلس والباحثة فى علوم الموسيقى الغربية والعربية، والدكتور محمد حمدى إبراهيم، الناقد والمترجم الكبير ورئيس قسم اللغة اليونانية الأسبق بكلية الآداب جامعة القاهرة، والدكتور محمد عفيفى، المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة، والسيد ينى ميلاخرينودى، المسؤول عن النشاط الثقافى بالسفارة اليونانية والباحث فى السينما المصرية اليونانية، وشهدت هذه التظاهرة الثقافية المهمة تطبيق الإجراءات الاحترازية كافة، بهدف الوقاية والحد من انتشار فيروس (كوفيد-19). بدأت الأمسية بالسلام الوطنى للبلدين، وأعقب ذلك عرضًا لفيلم قصير، يدور حول أبرز معالم الفن والعمارة والموسيقى فى الثقافة الإغريقية العريقة، فضلًا عن أبرز المعالم الطبيعية والحضارية التى تتمتع بها اليونان وتمتد فى شتى بقاعها، عقب هذا تحدث الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، مشيرًا إلى أهمية هذه الأمسية، التى تمثل الأمسية السابعة ضمن سلسلة أمسيات مبادرة علاقات ثقافية، حيث تابع قائلًا: "لقد شهدت هذه القاعة ست ندوات ثرية عقدت خلال الأسابيع الماضية، بدأت باحتفالية المكسيك وتلتها احتفالية الصين ثم احتفالية كولومبيا واحتفالية إسبانيا ثم احتفالية روسيا، وأخيرًا إندونيسيا منذ قرابة أسبوعين، وظنى أن كل ندوة من تلك الندوات قد ألقت الضوء على جانب أو أكثر من العلاقات الثقافية التى تربط بين مصر وهذه الدول، التى ربما لم تكن معروفة للبعض أو أنها أبرزت تفاصيلها وأهميتها وتأثيرها على العلاقات بين الدولتين على أقل تقدير، ولعل من أهم ما كشفت عنه هذه الندوات الدور الذى لعبته الثقافة والفنون فى دعم العلاقات بين مصر وهذه الدول، بل إن العلاقات الثقافية وبروتوكولات التعاون الثقافى ربما تكون قد سبقت تاريخيًا إقامة العلاقات الدبلوماسية فى بعض الأحيان.".وتابع كلمته مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية اليونانية تُعد نموذجًا يحتذى به من جهة عمقها التاريخى وأصالتها، وأكد أن الجالية اليونانية شكلت ركن ومكونرئيس على جانبى الحياة الثقافية والاجتماعية للمجتمع المصرى بشكل خاص.كما أشار إلى أهمية ما عكسته زيارة اليونان خلال الشهر الماضى من قبل فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، واستقباله بواسطة فخامة رئيسة دولة اليونان السيدة كاترينا ساكيلاروبولو، وهى الزيارة الثالثة خلال الخمسة أعوام الأخيرة، مما يشير إلى تميز العلاقات على مختلف الأصعدة بين الجانبين.وأكد أن قيمة مبادرة: (علاقات ثقافية) تتجاوز حدود کونها نشاطًا أو فعالية ثقافية يقتصر تأثيرها على حضورها ومشاهديها، لكن الهدف الأهم والأسمى لها هو أن تعمل على تطوير العلاقات الثقافية بين مصر والدول الصديقة والارتقاء بها إلى آفاق أرحب بغية تعزيز العلاقات وأواصر التعاون بينها.فيما تحدث السفير اليونانى نيكولاس جاريليدس مشيرًا إلى أن عائلته عاشت فى مصر منذ باع طويل يزيد عن مائة عام، كما أوضح أنه ولد فى محافظة بورسعيد الباسلة ودرس فى العاصمة المصرية، وأقام بها فترة طويلة من عمره.وأكد عمق العلاقات الثقافية اليونانية المصرية، وأكد أن بلاده تأمل فى مواصلة الحراك الإبداعى مع مصر فى مختلف المجالات الفنية والثقافية، وأشار إلى أهمية العلاقات الثقافية والإنسانية لتى تُعد ركيزة للصداقة بين البلدين، مشيدًا بالدور الثقافى البارز الذى تقدمه مصر نحو دعم سبل السلام بين شعوب المتوسط.أكد سفير اليونان بالقاهرة قوة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين مصر واليونان فى العصرين القديم والحديث، وأشار إلى أن استضافة مصر لمنتدى "كفافيس" الذى يحمل اسم الشاعر اليونانى الكبير قسطنطين كفافيس ابن الإسكندرية، دليلًا على قوة هذه العلاقات، موضحا أن هذا الشاعر قدم إنتاجًا كبيرًا من الأشعار العالمية.وأكد أن منتدى "كفافيس" الذى انطلق منذ حوالى 36 عامًا، يشمل عدة أنشطة وفعاليات ثقافية وأشار إلى القيمة الكبيرة التي تحملها أعمال وأشعار الشاعر كفافيس وعن علاقاته بمدينة الإسكندرية، وهو ما يعد رافدًا ثقافيًا مهمًا يضاف إلى التراث الحضارى الكبير الرابط بين مصر واليونان، الذى يعود إلى عصر ما قبل الإسكندر الأكبر وصولًا إلى التاريخ الحديث الذى شهدت العلاقات اليونانية المصرية تطورات إيجابية كبيرة فى عصر محمد على. فيما تحدث السفير المصرى السابق باليونان محمد فريد منيب، مؤكدًا سعادته بدعوة المجلس الأعلى للثقافة، للمشاركة فى هذه الفعالية المهمة التى تؤكد عمق العلاقات الثقافية بين مصر واليونان؛ حيث أشار إلى عمق العلاقات الثقافية الممتدة بين الجانبين منذ فجر التاريخ، واستشهد بعدة معالم آثارية للحضارة المصرية العريقة مثل معبد "إيزيس" المتواجد بجزيرة كريت اليونانية، وأوضح أنه مؤشر كبير للمحبة التى يكنها الشعب اليونانى لمصر منذ القدم؛ فبالتأكيد عبادة أبناء حضارة الإغريق لإحدى آلهة المصريين القدماء مثل "إيزيس" يعكس عمق المحبة والألفة لمصر، ولا شك أن الإسكندرية التى شيدها الإسكندر الأكبر هى المنارة الثقافية للعالم والرمز الثقافى العريق، التى مازالت تحمل أحيائها أسماء يونانية حتى اليوم مثل: "جليم" و"باكوس" و"جانكليس"، وهو ما يشير إلى عمق تأثير الجاليات اليونانية في الثقافة المصرية، تلك الجاليات التى تميزت عن نظيراتها الفرنسية أو الإنجليزية بعدم ارتباطها بطبقة محددة وانحصارها فيها مثل الطبقة الأرستقراطية، كما أنها لم تكن تتمركز بالقاهرة أو الإسكندرية فحسب، بل تغلغلت اجتماعيًا فى المجتمع المصرى واستقر اليونانيون فى شتى بقاع مصر؛ فكانت هناك جالية يونانية فى أغلب المحافظات والقرى؛ لتشمل الجالية اليونانية فى "زفتى" و"كفر الشيخ" إلخ، كما تطرق إلى أهمية دور الكنيسة فى الترابط بين الشعبين، والتعاون المشترك فى جميع المجالات ومن أهمها المجال الثقافى.وأكد أن العلاقات الثنائية بين الجانبين مميزة ومثالية على مختلف الأصعدة وأهمها الجانب الثقافى، وتابع مشيدًا بترجمة العديد من الأعمال الأدبية لطه حسين ونجيب محفوظ، وكذلك أشعار الشاعر "كفافيس" وما تمثله جائزته من قيمة كبيرة في مجال الشعر، وفى مختتم كلمته أكد أن العلاقات المصرية اليونانية مزدهرة كذلك بسبب الدعم الكبير الذى يبذله كلا القيادتين السياسيتين لمصر واليونان وكذلك قبرص، ظهر نتاجه مؤخرًا عبر قمة ثلاثية جمعت الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس والقبرصى نيكوس أناستاسياديس فى نيقوسيا.
مشاركة :