ببالغ الحزن والأسى، استقبل محبي الأدب الروائي في مصر والوطن العربي، وتحديدًا من أبناء جيلي الثمانينات والتسعينات، خبر وفاة الروائي الكبير نبيل فاروق، الذي رحل عن عالمنا، عصر اليوم، إثر أزمة قلبية. بعدها، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر إلى سردق عزاء، إذ ترحم المعزيين على فقيدهم الغالي، من خلال منشورات كتبوها عبر حساباتهم الشخصية على تلك المواقع، عددوا خلالها الأثر الذي تركته أعمال فاروق على فكرهم، ومغزى حياتهم ككل. وبالطبع، حصدت سلسلة روايته الأشهر «رجل المستحيل»، نصيب الأسد، من أحاديث المعزيين، إذ وجد فيها جيلًا كاملًا من شباب ومراهقي تلك المرحلة سلواهم، وتفاعلوا مع «أدهم صبري» ضابط المخابرات المصري بطل السلسلة، بكافة حواسهم. ويرجع الفضل في كل ذلك الإبداع الذي قدمه لنا «نبيل» على مدار حياته لأستاذة الألعاب في مدرسته الابتدائية، وذلك بحسب ما جاء على لسانه في أكثر من حوار تلفزيوني، مشيرا إلى فضلها في إعطاء الضوء الأخضر لموهبته لكي ترى النور، بشكل غير مقصود. يروي «نبيل» تلك الواقعة دائمًا، بوجه لا يخلو من الابتسامة، كلما تذكر تلك الحيلة الطفولية الماكرة التي افتعلها لكي يفلت من العقاب، إلا أنها قادته نحو اكتشاف موهبته، قائلًا: «من صغري وأنا متمرد، فامكنتش بحب اللبس زي الألعاب في يوم الحصة دي، وكان اللي مش بيلبس الترينج في اليوم ده بيتعاقب.. معادا أنا». إفلات «فاروق»، من عقاب «الأبلة سهير»، أستاذة الأنشطة في المدرسة، في كل مرة، لم يكن بالصدفة، إنما بفضل كتاب، كان يحضره معه لكي تقرأه «الأبلة سهير»، المحبة للقراءة، فتنشغل عن عقابه. حيلولة «نبيل» تلك، فشلت ذات مرة، وكاد أن يتعرض للعقاب، بعدما لم يرتد الزي الرياضي يوم حصة الألعاب، ولم يحضر معه «كتاب» يفلت به من العقاب، إلا إنه لم يستسلم للقدر المحتوم، وعرض عليها أن يحكي لها حكاية من خياله، وإذا لم تعجبها يعاقب مرتين. يتذكر «نبيل» كواليس هذا الموقف، خلال استضافته في برنامج «من مصر»، قبل وفاته، خلال أكتوبر من العام الجاري، قائلًا: «الحقيقة أنا في الموقف ده قررت أحكي لها قصة كنت بألف فصولها وأنا بحكيها وكان كل همي إن متعقبش». «أنت حكاء هايل»، هكذا كانت ردة فعل «أبلة سهير»، عقب انتهاء «نبيل» من حكيه، حينها، دوت لفظة «حكاء» في أذن الصغير لأول مرة، فتابعت «الأبلة سهير» مفسره: «أنت بتحكي حلو، ليه مش بتكتب اللي بتحكي ده؟». وقد كان بالفعل، إذ أنهى بعدها «نبيل» أولى قصصه، داخل أحد كشاكيله المدرسية، لتقرر المدرسة بعدها تحويلها إلى ما يشبه الكتاب، بتدوين سطور فصولها من خلال «الآلة الكاتبة»، وتم اختيار غلاف للقصة من رسوم معلمة التربية الفنية، لتوضع بعدها بمكتبة المدرسة، وتفتخر بها المدرسة أمام لجان التفتيش التي تأتي من وقت لآخر من إدارة طنطا التعليمية، حيث تقع مدرسته. ومن حينها، صار نبيل فاروق في طريقه، مقدمًا العديد من الأعمال الروائية المبدعة التي حصل بفضلها على العديد من الجوائز الهامة.لقاء مع الدكتور نبيل فاروق “رائد أدب الخيال العلمي والجاسوسية” | من مصر لقاء مع الدكتور نبيل فاروق “رائد أدب الخيال العلمي والجاسوسية” | من مصراشترك في قناتنا عبر يوتيوب هنا http://cbc.eg/KtV6nqالفيديوهات الأكثر مشاهدة http://cbc…
مشاركة :