بموسيقى فيلم العراب (Le parrain) الشهير الذي أدى بطولتَه الممثل مارلون براندو، شُيِّع فيتُّوريو كاسا مونيكا عراب إحدى أهم عائلات المافيا في العاصمة الإيطالية روما الذي توفي متأثرا بداء السرطان عن عمر ناهز خمسةً وستين عاما وأُقيم له حفل جنائزي كبير. طقوس التشييع التي تخللها نثر الورود، بشكل مفاجئ، من طائرة مروحية في سماء المنطقة والتي اعتُبرت استفزازية وتتضمن رسالة تحدي للسلطات الإيطالية تثير جدلا قويا في وسائل الإعلام المحلية وتُحرج مسؤولي الكنيسة التي احتضنت طقوس الجنازة. جْيوفاني تابع الحفل الجنائزي داخل الكنيسة وقال عمَّا رآه: داخل الكنيسة، كانت الطقوس معقولة وبسيطة. المشاركون فيها تابعوها بخشوع واهتمام. بعضهم قاموا باعترافات للكاهن وأدوا الصلوات، وأبدوا تحكُّمًا شديدا في النفس. نواب برلمانيون طالبوا مسؤولي الأمن المحلي بتقديم توضيحات للهيئة التشريعية. في المقابل، تبرأ جهاز الأمن من أية مسؤولية عمّا جرى وأكّد أن الجنازة لم يُقدَّم أيُّ طلب بشأنها، لا سيّما بشأن المنحى الذي اتخذتْه، ولا تحليق المروحية كان مُرخَّصًا. خارج الكنيسة، عُلِّقتْ شارةٌ تحمل صورة العرّاب الراحل وكُتِب عليها: لقد فتحتَ روما وستفتح الجنة، وهو ما لم تهضمه العديد من الأوساط السياسية والإعلامية وحتى شرائح واسعة من الرأي العام وإن وُجد مَن رأى في الأمر ما يُثير الضحك.
مشاركة :