لا يخفى على أحد أن حضارة أية دولة وأي شعب، يعتمد على الإنجازات التي قدمها وحققها هذا الشعب في مسيرة حياته وعطاءاته وتفوقه في عمله، والمستوى الراقي الذي وصل إليه من خلال تلك الإنجازات والعطاءات .. حتى بنى سمعة قوية وإنجازات كبيرة في المجال الذي برع فيه،ولكن من الغريب أن يعمل البعض كمعول هدم يسعى بكل قوة ليهدم ويحطم تلك الإنجازات، التي امتدت لعقود طويلة من خلال الجهود الخيرة والتطوعية التي قدمها الآخرون بطيب خاطر.مناسبة هذه المقدمة البسيطة هي تسليط الضوء على جهود نخبة من رجالات ونساء من الوطن، من الأوفياء الذين حملوا شعلة تأسيس الحركة الكشفية والإرشادية في البحرين، وما زالوا يقدمون لها الغالي والنفيس.كما تعلمون فإن حركة الكشافة بدأت في البحرين منذ العام 1927م، ومن تلك السنين، تاريخ ناصع بدأ يتألق في سماء الحركة الكشفية بفضل رجال ونساء أكفاء، أخذوا على عاتقهم حمل هذه الشعلة ورعايتها، وأعطوها الكثير من وقتهم وجهدهم بل وأنفقوا عليها من أموال كانوا هم بأمس الحاجة لها.سبقت البحرين الكثير من الدول العربية بالاهتمام بهذه الحركة التربوية والشبابية بهدف إيجاد جيل ناشىء يستطيع الوطن الاعتماد عليه في مستقبله الواعد بسواعدهم القوية وجهودهم المخلصة للبناء والتطوير. ولذلك احتضن شباب البحرين الحركة الكشفية منذ بدأت في الظهور والانتشار من العام 1907م.نعم سبقت الكثير من الدول العربية، بل يمكننا التأكيد على أنها سبقت الكثير من دول العالم، ومنذ تأسيسها وهي تستقطب الفتية والقادة وتعمل ليلاً ونهارًا بكل جد وبكل تفانٍ وإخلاص حتى تم الاعتراف العربي بها ثم العالمي. وأصبحت كشافة البحرين ومرشداتها، رقمًا صعبًا وضيفًا مرغوبًا ومرحبًا به في مختلف اللقاءات العربية والعالمية، وأصبح صوتها مسموعًا في جميع المحافل الكشفية والإرشادية. وانقضت السنون وهؤلاء يعطون ويبذلون، صحيح أنهم تقاعدوا عن العمل الرسمي بعد بلوغهم السن الذي يجبرهم على ترك العمل والمناصب، ولكن حبهم للحركة الكشفية لم ينحسر قيد أنملة، فبدأوا مرحلة جديدة في العمل الكشفي، وهي مرحلة تعد استمرارية لنفس الحركة ولكن بتغير النشاط، بحكم المرحلة العمرية والوضع الاجتماعي لهم، فأسسوا كيانًا كشفيًا بمسمى (رواد كشافة ومرشدات البحرين). ولكن هل تم تقديرهم على إصرارهم وحبهم للعطاء وللعمل التطوعي في خدمة الوطن؟!! وهل تم توفير الأجواء المناسبة لهم لمواصلة عطائهم وتقديم خدماتهم التطوعية بكل حب ورحابة صدر؟!!!! لا، بل تمت محاربتهم والقضاء على كيانهم الذي بدأ في العام 2002 تحت مسمى (رابطة رواد كشافة ومرشدات البحرين)، والمشكلة أن من كان معول الهدم وتدمير ذلك التاريخ لقدامى كشافة ومرشدات البحرين هم من الذين المفترض بهم رعاية هذه الحركة، والعمل على تقديم كل التقدير والدعم اللازمين لهم !!!ما المغزى من محاولة مسح تاريخ قادة كشافة ومرشدات بدأ منذ العشرينيات من القرن الماضي حتى العام 2017م، وهو التاريخ المظلم والكئيب لهؤلاء الرواد!! حيث انتهى نشاطهم بجرة قلم ؟!! ما الفائدة التي ستعود على الحركة الكشفية في البحرين باستبعاد قادة يحملون خبرات كشفية وإرشادية لا يستهان بها، هذا بالإضافة لحملهم أرفع القلادات والأوسمة الكشفية العربية والعالمية!!! ما الغرض من حرمان تلك الكفاءات من عملهم التطوعي المحبب لهم ؟!!يا ترى ما الهدف من الاستغناء عن شخصيات كشفية مرموقة ومعروفة عربيًا وعالميًا، واستبدالهم بشخصيات غير معروفة حتى على المستوى المحلي؟!!! ما المغزى من الاستغناء عن تلك الخبرات الممتدة من العشرينيات والخمسينيات من القرن الماضي بشخصيات ليس لها تاريخ كشفي يذكر؟!! أو بشخصيات لم تنتسب للحركة الكشفية والإرشادية إلا سنة أو اثنتين، ولا يحملون أي مؤهل كشفي، بل ويسند لها مسؤولية قيادة رواد كشافة ومرشدات البحرين؟!!! كيف تستبعد شخصيات مثل الأستاذ محمد صالح عبدالرزاق، والأستاذ حسين شرفي، والأستاذ سلمان الدلال، والأستاذ المحامي عبدالرحمن الشوملي، والأستاذ إبراهيم البلوشي، والأستاذ جاسم الكعبي، والأستاذ سلمان الجودر، والأستاذة فوزية أمين، والأستاذة فائقة أمين، والعشرات العشرات من ذوي التاريخ الكشفي العريق والقديم غيرهم ؟!!! والعشرات منهم لهم الدور البارز في المجتمع حالياً ، فمنهم الطبيب، ومنهم من كان مديرًا لمؤسسات كبرى، ومنهم المحامي والمهندس والدكتور الجامعي وووو !!!هل يعلم أولئك ما خسرته الحركة الكشفية باستبعاد خبرات كشفية وإرشادية يشار لها بالبنان؟.بل هل يعلم سعادة الوزير ماذا خسرت كشافة ومرشدات البحرين باستبدال خبرات ومعارف قدامى القيادات بشخصيات ليس لها تاريخ كشفي؟؟!!! هل يعلم سعادة الوزير أن من أسند لهم قيادة وريادة قدامى قيادات كشافة ومرشدات البحرين، ليس لهم تاريخ كشفي يذكر؟ ولا يحملون أية مؤهلات كشفية؟!!!هل يعلم سعادة الوزير إنه بعد استبعاد هؤلاء النخبة خسر رواد العرب مقاعدهم في لجنة رواد الخليج، مع أنهم هم المؤسسون لتلك اللجنة؟.هل يعلم سعادة الوزير إنه باستبعاد هؤلاء النخبة خسر رواد البحرين عضوية لجان عاملة في الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات، مع أنهم كان لهم دور كبير في صياغة نظامه الأساسي؟!!هل نطلب المستحيل إذا رغبنا في إتاحة الفرصة لنا لممارسة دورنا كقدامى قادة كشافة ومرشدات؟!!!كلنا تجاوزنا سن التقاعد، ولا تربطنا بوزارة التربية أي رابط وظيفي، فلماذا نجبر بالعمل تحت مظلتها وهي لا تدعم أنشطتنا؟! لماذا لا يسمح لنا بإنشاء رابطة أو كيان يجمع جميع قدامى الكشافة والمرشدات لمواصلة خدمة الوطن من خلاله؟!!!! هل يعلم سعادة الوزير أن معظم مشاركات رواد كشافة ومرشدات البحرين في المشاركات العربية والعالمية بهدف رفع اسم مملكة البحرين عاليًا في المحافل الدولية بأموالهم ومن جيبهم الخاص ؟!! علمًا بأننا خاطبنا سعادته وطلبنا مقابلته عدة مرات، وحتى مكتبه أبلغنا عن تحديد موعد معه وسوف يقومون بالتواصل معنا ولكن لم ينفذوا كلامهم، وكأن عندهم تعليمات من بعض الجهات بعدم توصيل أي شيء يخص الرواد إلى سعادته، ولكن لم يصلنا الرد ولم يحدد لنا موعداً للاجتماع به، وحاولنا عدة محاولات ولكنها لم تسفر عن أية نتيجة مرجوة !!!! فإن كان يدري فتلك مصيبة، وإن كان لا يدري فالمصيبة أعظم.رائد من رواد الكشافة
مشاركة :