هذا التزامن وهذا التوقيت اللافت فيما جرى هنا في البحرين وفيما جرى في الكويت ليس صدفة أقدار ولكنه تخطيط احزاب ومنظمات ومؤسسات ودول لديها مشروع مضمر خطير لا علاقة له بما يُعلن هنا وهناك من تصريحات وتطمينات وما يسوّق من كلامٍ معسول. وهي ليست المرة الأولى ويبدو انها لن تكون الأخيرة التي تظهر فيها للعيان بصمات ايران واصابعها فيما جرى ويجري، فتاريخ اللعبة الايرانية تزامن مع العام الذي انطلقت فيه ثورتها هل هي ثورة أم هي شيء آخر لا علاقة له بالثورة ولا الثوار ولا بالنضال ولا بالدفاع عن المستضعفين وانما هي تصدير الارهاب خلف شعار براق أغوى الجميع ببريقه تصدير الثورة. فالدهاء في اختيار شعار تصدير الثورة دهاء يعرف تماماً سيكيولوجية الغوغائيين ومثقفي البلاد العربية الذين تغويهم وتمكر بهم الشعارات الثورية فما ان يلوح بها من بعيد لهم حتى ينطلقوا في اثرها هتافاً وتأييداً دون ان يدققوا في حقيقة الشعار وفي حقيقة ثوريته. للاسف روّج المثقفون العرب ولعبوا دوراً اعلامياً قل نظيره في الترويج لما سمي بالثورة وتصدير الثورة من طهران وشبهوا ما جرى فيها عام 1979 بما يفوق الثورات الكبرى التي عرفتها البشرية فتحول انقلاب خميني إلى ايقونة للمثقفين العرب الذين صاغوا الوجدان الجمعي العربي وشكلوا الرأي العام وقتها على نحوٍ غدت معه النموذج الثوري للرأي العام العربي ولأحزابه وتنظيماته وجماعاته وتياراته. وقدموا للشعار الايراني تصدير الثورة ما لم يستطع النظام الايراني وقتها ان يقدمه من بروباغندا او ترويج لشعاره الاكثر مكراً واغواءً من حيث التلاعب بعواطف الجماهير العربية واستغلالها في النهاية في عمليات وفي محاولات انقلابية اقل ما توصف به انها اعمال ارهابية بامتياز ترفع شعاراً لا علاقة له بما تقوم به على الارض وفي البلاد المجاورة لها. فإذا كان الشعار الايراني لملالي ايران قد بدأ بمحاولة انقلابية في البحرين وفي تنظيم تحرك فوضوي في السعودية بالتزامن مع ما جرى هنا فان هذا الشعار استمر طوال الاربعة عقود في التخطيط والترتيب لهكذا اعمال لن تكون العملية الارهابية في سترة ولن يكون اكتشاف مخازن ترسانة الاسلحة والمتفجرات في الكويت آخرها طالما ظل الشعار يغوي الثوار الذين تحولوا إلى مجموعات ارهابية تتوسل التفجيرات والاغتيالات والقتل طريقاً للوصول إلى انجاز ثورتها فوق اشلاء الضحايا وجثث الابرياء وبقايا المقتولين بشعار تصدير الثورة وهو الشعار الاخطر. نحن اذن لسنا امام تصدير ثورة كما زعموا ولكننا امام خارطة ايرانية يعملون على انجازها ورسمها من جديد في المنطقة واعادة رسم المنطقة وفق تضاريس هذه الخارطة ولعلكم تذكرون نظرية أم القرى وهي نظرية تنتهي باحتلال الكعبة المشرفة والمدينة المنورة وهو نفس ما قاله زعيم الحوثيين عبدالملك. ما يعني في النهاية ان جملة هذه العناوين تصدير الثورة وام القرى هي في النهاية تصدير الارهاب لخلخلة وزعزعة اوضاع دول التعاون الخليجي وصولاً إلى الانقلاب على الشرعية ومن ثم تحقيق المشروع الصفوي في التمدد والهيمنة والتوسع. ولان النظام الايراني يقوم اساساً على فكرة وثقافة الارهاب والانقلاب فنتوقع استمرار مثل هذه المحاولات الارهابية بدليل انها لم تنقطع عن منطقتنا وبلداننا طوال الاربعة عقود التي حكمت فيها العمامة قم وإيران.
مشاركة :