يصادف اليوم العاشر من (ديسمبر) من كل عام ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي أكدت من خلاله الوثيقة الصادرة عنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تبنته الأمم المتحدة في تاريخ العاشر من (ديسمبر) 1948، وهو يوم الاعتراف بالكرامة المتأصلة في الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة، باعتبارها أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. فالبشر يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق، ولكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة له ،دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل وقانون حقوق الأنسان وتشريعاته في محاربة العنصرية قام بتجريم التمييز العنصري بكل اشكاله . فأن الأعتراف بالحقيقة أنه لا يوجد على هذا الكوكب سوى جنس بشري واحد من الأولويات التي يجب على كل البشر إدراكها . فنحن شعب واحد يسكن كوكباً واحداً: نحن أسرة بشرية مرتبطة بمصير مشترك ومرهونة بأن "نكون جميعاً نفس واحدة"ولو ادركوا ان التفرقة العنصرية لا تنبع من البشرة بل من العقل البشري، العنصرية وكراهية الأخر من الأمور المعدية والقاتلة. گ الأمراض والأوبئة ، فكما . وقف العالم اجمع في مواجهة "كوفيد 19 " لذالك من المهم ان يقف العالم ليعالج الأوهام العقلية التي أفرزت مفاهيم زائفة، على مر آلاف السنين، عن تميز جنس على آخر من الأجناس البشرية. ففي جذور هذا التعصب العرقي تقبع الفكرة الخاطئة بان الجنس البشري مكون من حيث الأساس من أجناس منفصلة وطبقات مختلفة إن الاعتراف بهذه الحقيقة هو العلاج الأمثل لمرض العنصرية والخوف من الآخر ولكل مظاهر التفرقة. وبالتالي فإن هذه الحقيقة يجب أن تكون المبدأ والنتيجة الحتمية وراء كل ما يندد به المصلحون في المؤتمرات العالمية والأجتماعات التي تنبذ العنصرية . إن فهم هذا الأمر بالشكل الصحيح كفيل أن ينقل الإنسانية إلى مرحلة تتجاوز فيها كل الأفكار الي ان تصل الي التسامح والعيش بسلام على هذا الكوكب المخلوق للجميع . وعالمنا المتحضر ليس بمنأًى عن هذه العصبية المَقيتة، والعنصرية الفجة، التي تقوم على أساسٍ من العِرق أو الدِّين أو اللون، والأحداث شاهدة على ذلك..ان حالات الكراهية بسبب لون البشرة تتزايد باستمرار ، واذا لم يتم تغيير عقلية الشعب ، فلا يوجد هناك قانون سوف يغير شيئا ..وفي سياق هذا الأمر يجب ان ندرك بأن العنصرية أفة جاهلية حاربها ديننا الحنيف بشتى أنواعها وأشكالها ومنها العنصرية بين البيض والسود ،والعنصرية الطبقية والعنصرية الدينية والعنصرية القبلية وكذالك العنصرية في كل أوجه حياتنا اليومية گ العنصرية الأسرية او العنصرية في محيط العمل.. وديننا الحنيف وفي محكم كتابه ومنذ بعث هادي البشر اوضح ان التفاضل بين البشر لا يكون إلا بميزان التقوى،وأن الدين الحنيف دعا إلى القضاء على كل الفوارق والطبقات وجعل الناس كلهم سواسية، فانتصر الإسلام لكل البؤساء، وقرر المساواة بين الناس جميعاً لا تمييز بينهم إلا في درجة تقوى الله والإيمان به، فديننا حقق قيم التسامح والسلام والرحمة بصورة واضحة في التعايش بين الأديان والمذاهب المختلفة، على أساس حرية ممارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصب الديني والتمييز العنصري، قال تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم»، «الحجرات:13»، والواجب المجتمعي والمصلحة العامة تقتضي المساهمة في صون السلم والأمن وبالعمل علي توثيق التعاون عن طريق التربية والثقافة لضمان احترام الجميع للعدالة والقانون وحقوق الإنسان وحرياته الأساسية" ونبذ العنصرية بكل اشكالها ومواقعها . والحمدلله اننا نعيش على ارض السعودية العظمى التي قامت بجهودا كبيرة في المحافظة على حقوق الإنسان في جميع المجالات الحقوقية، سواء المدنية منها أم العامة، أم الخاصة، وكفلت تطبيقها والمحافظة عليها لجميع فئات وأفراد المجتمع.
مشاركة :