بلغراد - وكالات - اشتبكت الشرطة المقدونية، أول من أمس، مع آلاف المهاجرين الذين حاولوا دخول البلاد، بعد أن تقطّعت بهم السبل، وأطلقت القنابل الصوتية ما اسفر عن سقوط 5 جرحى. وتجمع اكثر من ثلاثة آلاف مهاجر معظمهم من السوريين الذين وصلوا الى اليونان، على الحدود بعدما اعلنت الحكومة المقدونية حالة الطوارئ وعززت وجود الشرطة على الحدود لمنع تدفق اللاجئين. وجلس حشد يضم ألف شخص على الأقل في أرض حرام عند مدخل مقدونيا، ومنعتهم سيارات مصفحة تابعة لشرطة مكافحة الشغب من المرور. ووقف البعض على شريط للسكك الحديدية، كما تم إيقاف قطار متجه جنوبا عند محطة غيفغليغا الحدودية وإبلاغ الركاب بالنزول وركوب حافلات إلى اليونان. واضافت وزارة الداخلية في بيان ان «احد رجال الامن تعرّض لاصابة خطرة جراء طعنه بسكين من احد اللاجئين السوريين»، مشيرة الى ان «المئات من اللاجئين عبروا الحدود عنوة ما دفع قوات الامن لتشديد اجراءاتها الامنية». وذكرت ان «مقدونيا قد تضطر لاغلاق حدودها مع اليونان حتى لا يشكل اللاجئون عبئاً كبيراً عليها»، مؤكدة ان «اللاجئين اصبحوا يعرقلون سير الحياة في بعض أجزاء البلاد». وقال الناطق باسم وزارة الداخلية المقدونية ايفو كوتفسكي فاكد، ان الوضع «هادئ وتحت السيطرة ولم يسجل أي حادث». وشدد على انه «لم يقع أي حادث ولم تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع. شيئاً من هذا النوع لم يحدث من الجانب المقدوني». وأكد كوتفسكي في الوقت ذاته أن «الجزء الاكبر» من المهاجرين في هذه المنطقة بين الدولتين عادوا ادراجهم الى اليونان. وأردف: «يتم التعامل مع المهاجرين في المحطة وفق الاجراءات، ما يعني انهم سيحصلون على تصريح للعبور في البلاد لا يتخطى 3 ايام». وتذكر ليلى، الشابة من دمشق التي تفر من الحرب مع زوجها وطفليها (4اعوام و12 عاما)، ان وجهتهم هي بلجيكا. وتروي: «سافرنا لمدة عشرة ايام، مررنا بتركيا واليونان. وصلنا الى اثينا من ثم اخذنا حافلة الى ثيسالونيكي (شمال) وسرنا بعد ذلك باتجاه الحدود المقدونية». ولفتت بوابة «فيستي إم كي» الاخبارية الى أن «مئات المهاجرين تمكّنوا من دخول مقدونيا وسط الاضطرابات. واستلقى آخرون على قضبان السكك الحديدية في احتجاج على منعهم من العبور». واصيب المهاجرون، الذين حاولوا اجتياز الاسلاك الشائكة الموضوعة على الحدود، بجروح طفيفة من جراء شظايا القنابل الصوتية التي تسببت بسحابة دخان كثيف. ولم تستمر الصدامات بين عناصر الشرطة والمهاجرين سوى بضع دقائق، اذ وضع هؤلاء الاطفال والنساء امام الاسلاك الشائكة لمنع حصول اعمال عنف جديدة. وذكر موقع «بلس إنفو» أنه «تم تسيير دوريات عسكرية ليلة الخميس - الجمعة». وتُرك آلاف الأشخاص عالقين من دون مرافق في المنطقة العازلة بين اليونان ومقدونيا في معبر غيفغليغا الحدودي. ووقع الحادث بين مدينتي ايدوميني اليونانية وغيفغليغا في مقدونيا، وهو الطريق الذي لجأ اليه المهاجرون أخيراً، للعبور بشكل غير شرعي الى هذا البلد قادمين من اليونان. وفي مواجهة تدفق المهاجرين، اعلنت الحكومة المقدونية حالة الطوارئ وعززت انتشار القوات الامنيّة في المنطقة الحدودية مع اليونان، من اجل مساعدة السلطات المحلية والشرطة على معالجة «الازمة». وذكرت قناة «أي وان» التلفزيونية أن «قوات الشرطة انتشرت على الحدود مع اليونان واتخذت مواقعها على أحد خطوط السكك الحديدية قرب منطقة غيفغليغا، جنوب مدينة سكوبي، قبل إطلاق الغاز المسيل للدموع وإلقاء قنابل الصوت لإبعاد المهاجرين». وحضّت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الحكومة على تخصيص مساحة أكبر لإيواء المهاجرين واللاجئين على الحدود.
مشاركة :