خطاب العرش .. مضامين وإشارات ملكية

  • 12/11/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

برزت أولى الحقائق الجوهرية في خطاب العرش السامي الذي افتتح به جلالة الملك عبد الله الثاني يوم أمس أعمال الدورة غير العادية لمجلس النواب التاسع عشر لتؤكد ما شكل قاسماً مشتركاً بين خطابات جلالته في مثل هذه المناسبة ومضمونها اعتزاز الملك بمجلس النواب الذي يؤكد سلامة المسيرة الديمقراطية لما ينهض به من مسؤولية وطنية جليلة وهو ما يؤكده قول جلالته في إحدى خطب العرش السابقة مخاطباً الأعيان والنواب "يأتي انعقاد مجلسكم الكريم، ليؤكد على سلامة مسيرتنا الديمقراطية، وعلى حرصنا جميعاً، على ترسيخ جذور هذه المسيرة، وفتح الآفاق أمامها، وصولاً بها إلى المستوى الذي يليق بشعبنا، وطموحاته النبيلة، في التنمية والحياة الكريمة، والمستقبل المشرق بإذن الله".خطاب العرش السامي لم يكن خطاباً لمناسبة فقط، إنما يبصر المتمعن فيه أنه اشتمل مضامين ودلالات هي عبارة عن قواعد راسخة وصلبة أراد الملك تبيانها ليتخذ منها مجلس النواب ومن خلال تعاونه المثمر البنّاء مع السلطة التنفيذية الممثلة بالحكومة لإنجاز كل ما يستحقه الشعب الأردني الذي وصفه القائد بأنه يستحق الأفضل والحياة الكريمة دائماً وهذا ما يستوجب العمل من أجل تحقيقه بتظافر الجهود مجتمعة من قبل كافة الجهات التي يتقدمها المجلس الكريم والتي تقتضي من نواب الأمة أن يكونوا على قدر الوعود والتطلعات التي ينتظرها منهم الشعب الذي قال كلمته وانتخبهم على أمل إحداث الفارق في مسيرة الدولة.والحقيقة التي ركز خطاب الملك عليها تظهر في ناحية تأكيده على الكيفية التي تعامل معها بلدنا في مواجهة أزمة كورونا التي فرضت واقعا جديدا على الساحة العالمية في هذا العام وكيف كان للأردن ألا يقف مكتوف الأيدي فراح بهمة القائد وجهد الحكومة وتكاتف الشعب يحقق إنجازات عظيمة في أكثر من مجال رغم الظلال الصعبة التي ألقتها الجائحة على اقتصادنا الوطني.كلنا شركاء في تحمل المسؤولية، ولا بد لنا من العمل يداً بيد وبروح الفريق الواحد، الذي يضع مصلحة الوطن، فوق كل المصالح والاعتبارات، إحدى أهم الرسائل التي أرى أن خطاب العرش استند إليها والتي كي تستمر ينبغي أن يشمر المجلس عن ساعده ليحقق المزيد من التشريعات والقوانين التي تنسجم مع طبيعة المرحلة، آخذين بعين الأهمية ما ذكره الملك من أولوية تحقيق أمن وسلامة غذاء المواطن التي تشكل أولوية قصوى على أجندته حفظه الله.وأما حديث جلالة الملك عن السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، واعتزازه كذلك بالقوات المسلحة ودورها في صون البلد وحماية منجزاته، وحديثه عن ضرورة إنفاذ القانون وسيادته على الجميع، وتعزيز منظومة التعليم والصحة والنقل وما شابه من الملفات، فإن كل ذلك يؤكد ما افتتحنا به المقالة التي وصفنا بها خطاب العرش بأنه شمولي يؤشر إلى طبيعة وحجم المهمات الكبرى والجسيمة التي تنتظر من المجلس النهوض بها على خير ما يرام بما يلبي طموحات القائد ويحقق تطلعات الشعب.مساعد عميد شؤون الطلبة – جامعة اليرموكLara.hadad@yu.edu.jo

مشاركة :