يشكل أمن المعلومات في دولة الإمارات تحدياً مستمراً ومتواصلاً للشركات والأفراد على حد سواء، حيث أصبحت الدولة هدفاً شائعاً ومتزايداً لمجرمي الإنترنت، ويعود ذلك جزئياً إلى ثروتها من الموارد الطبيعية الوفيرة واقتصادها المزدهر، بحسب سامر قدسي، مدير المشاريع في شركةجونيبر نتوركس،العالمية لالخليج. قال قدسي: أصبحت الشركات في الإمارات أكثر إدراكاً في ما يتعلق بالهجمات الإلكترونية المتصاعدة، حيث عمدت إلى تنفيذ حلول أمنية صلبة من شأنها أن تساعدها على تجنب الهجوم، ولكن هنالك دائماً خطوات إضافية يجب القيام بها للتخفيف من التهديدات الإلكترونية المتزايدة باستمرار، لذلك لا يزال الاستثمار في أدوات الأمن متواصلاً. وأضاف: دخلت جونيبر نتوركس مؤخراً في شراكة مع مؤسسة راند (RAND) لتكشف عن دراسة تتحدث عن أبرز المشكلات الملحة التي تواجه الشركات عندما تحاول أن تحمي نفسها ضد التهديدات الأمنية المعقدة تدريجياً. ويسلط التقرير الضوء على الحاجة الملحة لوجود رؤساء أمن المعلومات (CISOs) ليتمكنوا من فهم الخيارات المختلفة عند الاستثمار في مجال الأمن وليعرفوا الحقائق الاقتصادية للمهاجمين. أمن المعلومات وكشف التقرير أن رؤساء أمن المعلومات غالباً ما يواجهون مشهداً فوضوياً ومربكاً عند اتخاذ قرار يتعلق بالطريقة الأكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لإدارة المخاطر الأمنية في شركاتهم. وفي ما يتعلق بتقديرات جونيبر نتوركس أو هيئات البحث لقيمة الإنفاق على هذا القطاع في دولة الإمارات قال قدسي: سلطت جونيبر نتوركس ومؤسسة راند مؤخراً في تقرير لهما الضوء على العوامل الاقتصادية التي تؤثر في تكلفة أمن تقنية المعلومات للشركات، وباستخدام هذه الأفكار، أنشأت مؤسسة راند نموذجاً اقتصادياً إرشادياً يعتبر كأداة للشركات تسهل فهم العوامل الرئيسية التي تؤثر في تكاليف إدارة المخاطر الأمنية ومختلف القرارات الاستثمارية التي يمكن أن تؤثر في التكاليف وتوقع هذا النموذج زيادة تكاليف أمن تقنية المعلومات بنسبة 38 % على مدى السنوات ال 10 المقبلة. وكشفت جونيبر نتوركس ومؤسسة راند في هذا التقرير عن إمكانية استفادة الشركات بشكل كبير في حال القيام باستثمارات أمنية مرتكزة على الأشخاص، مثل التقنيات والعمليات التي تساعد على أتمتة إدارة الأمن، فضلاً عن دورات تدريبية أمنية متقدمة للموظفين. و برهن نموذج مؤسسة راند على أن الشركات التي تتمتع بمستويات عالية جداً في حقل العناية الأمنية، قادرة على الحد من تكاليف إدارة المخاطر الأمنية بنسبة 19 % في السنة الأولى و28 % بحلول العام العاشر. وينبغي على الشركات في دولة الإمارات أن تشمل أمن تقنية المعلومات ليشكل محوراً رئيسياً ضمن الخطط والميزانيات القادمة، بدلاً من غض النظر عن هذا القطاع. مدينة ذكية وعن مدى تأثير مشروع مدينة دبي ومشروع حكومة دبي الذكية في نمو الإنفاق على حلول وأنظمة حماية المعلومات أوضح قدسي أن دولة الإمارات تشهد حالياً تحولاً غير مسبوق في هذا الشأن، وقد أدت رؤية دبي في أن تصبح مدينة ذكية إلى استقدام استثمارات تكنولوجية كبيرة، بما في ذلك خدمة الاتصال والخدمة الحكومية الإلكترونية إنترنت الأشياء، التي يمكن أن تعالج مختلف مكونات وأنظمة المدينة، مثل نظام النقل الذكي، والرعاية الصحية المتصلة، والسلامة والأمن العام، وخدمات الطوارئ والشبكة الذكية والعدادات الذكية. وأضاف، الإمكانات المرتبطة بهذه التطورات مثيرة، خصوصاً وسط سعي الإمارات إلى تعزيز مكانتها كواحدة من أهم مراكز الأعمال التكنولوجية والمالية في المنطقة، لذلك، من المتوقع أن تزيد معدلات حصول الجرائم في قطاع أمن تقنية المعلومات وحدوث فقدان للبيانات التي يمكن أن تكلف الشركات كثيراً (سواء من الناحية المالية أو من حيث تضرر سمعتها)، في المقابل، هذا يؤكد ضرورة إعطاء الشركات الأولوية إلى أمن تقنية المعلومات والقيام بالمزيد من الاستثمارات الاستراتيجية في هذا القطاع المتطور. وعن تأثير انتشار استخدام الإنترنت بشكل كبير في دولة الإمارات على الشركات أشار سامر قدسي، مدير المشاريع في شركة جونيبر نتوركس إلى أنه في عام 2014، بلغ عدد مستخدمي شبكة الانترنت في الشرق الأوسط 102 مليون مستخدم، أي ما يعادل 37% من مجموع السكان، ومع ذلك، عندما ننظر إلى دولة الإمارات تحديداً، فإن معدل الانتشار يقفز إلى 83%، مع توقعات استمرار هذا العدد في الارتفاع، ومن المهم جداً أن تقدم دولة الإمارات البنية التحتية المناسبة والآمنة للخدمات والتقنيات التي سيستخدمها الناس غداً. الاقتصادات الناشئة قال سامر قدسي: مع كل هذه الفرص المتاحة، يجب أن تبقى الشركات في البلدان ذات الاقتصادات الناشئة مثل الإمارات ذات صلة وتنافسية، ويضيع مستخدمو الإنترنت عند الاختيار بين الاشتراكات المجانية أو غير المدفوعة التي تشبع السوق، ويجب تسييل الخدمات ذات القيمة المضافة التي يقدمها مقدمو الخدمات، وتوفير إمكانية الاتصال بالشبكة مع محتوى يمكن أن يساعده في تطوير أدائه للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات. إنترنت الأشياء تؤثر تقنية إنترنت الأشياء في التكاليف الأمنية فهي تعتمد على نهج المؤسسة في ما يتعلق بالتدابير الأمنية.و إذا تم تطبيق تقنيات الأمن بالشكل الصحيح يمكن للشركات أن تشهد معدل ادخار على المدى الطويل. ولكن إذا فشلت الشركات في تطبيق ضوابط أمنية فعالة، فان إدخال تقنية إنترنت الأشياء من شأنه أن يزيد معدل خسائر الشركة بسبب الهجمات الإلكترونية 30%. الخدمات المصرفية كشفت جونيبر نتوركس العام الماضي، عن Global Bandwidth Indexووجدت الدراسة أن 97% في الأسواق الناشئة، تحدثوا عن تغييرات في حياتهم بسبب هذا الاتصال، و شملت هذه التغييرات الخدمات المصرفية للحصول على المعلومات المحلية، وتلقي الرعاية الصحية، بالمقارنة مع 22 %من المستهلكين في الأسواق المتقدمة.