خبير: المغرب يقدم تطبيعه مع إسرائيل بما لا يعارض دعمه لفلسطين

  • 12/11/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر خبير مغربي في العلاقات الدولية، أن بلاده تحاول تقديم تطبيعها مع إسرائيل بعيدا عن كونه مقايضة للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن موقف الرباط من فلسطين ظل وسيظل ثابتا. جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول، مع نبيل زكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "سيدي محمد بن عبد الله" (حكومية)، بمدينة فاس المغربية (شمال). والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موافقة المغرب على التطبيع مع إسرائيل، وأنه وقع اعترافا بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو" منذ العام 1975. وعقب إعلان ترامب، أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي، بأن "العاهل محمد السادس ذكّر ترامب في اتصال هاتفي بالمواقف الثابتة والمتوازنة للمملكة من القضية الفلسطينية، وأن المغرب يدعم حلا قائما على دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام". وأضاف أن "المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تبقى السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع". وشدد على "ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث وحماية الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى". ** واقعية سياسية وفي هذا الصدد اعتبر الخبير المغربي زكاوي، أن "بلاغ الديوان الملكي يتبنى نهج الواقعية السياسية، لكنه يحاول في نفس الآن التنسيق بين المصالح والمبادئ". وأردف: "البلاغ المغربي تطرق بداية لقضية الصحراء، في ضوء تطور علاقة واشنطن مع الرباط، وذلك في انسجام مع كونها القضية الأولى للسياسة الخارجية المغربية". واستطرد: "ثم انتقل للحديث عن مكانة القضية الفلسطينية في هذه السياسة مؤكدا على موقفه المبدئي منها، ليصل في مقام ثالث إلى مسألة العلاقات مع إسرائيل". وأوضح أن "الموقف المغربي يؤكد الارتباط بين جديد الموقف الأمريكي من قضية الصحراء وانتقال علاقات المغرب مع إسرائيل من سلام بارد إلى السلام الدافئ". وبعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر/أيلول 2000، أعلن المغرب إغلاق مكتب الاتصال في تل أبيب، الذي فتح عام 1994، وفي المقابل أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط أبوابه. ورغم إغلاق مكتب الاتصال، تقول وسائل إعلام عبرية إن الإسرائيليين يزورون المغرب باستمرار للسياحة أو لحضور احتفالات دينية لليهود لكنهم يسافرون في رحلات غير مباشرة، فيما زارت عدة وفود مغربية إسرائيل خلال السنوات الأخيرة. ** نهج مختلف وعقب الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي، أجرى العاهل المغربي اتصالا آخر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق بيان للديوان الملكي. وخلال الاتصال، أكد العاهل المغربي أن موقفه "الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير، والمغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع". وأضاف أن "المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة". وفي هذا السياق، قال زكاوي، إن "هذا التطور وإن كان مطروحا منذ إعلان اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، إلا أنه لم يكن من الممكن أن يتأخر أكثر خاصة مع اقتراب مغادرة ترامب للبيت الأبيض، الذي يقف وراء صنع صفقات السلام الإسرائيلي مع الدول العربية". واستدرك: "لكن الرهان بالنسبة للمغرب كان هو مدى القدرة على تقديم نهج مختلف عن ذاك الذي سارت عليه الدول السابقة لهذا المسار خاصة الإمارات، التي جرّت عليها ويلات اتهام الشارع العربي لها بخيانة القضية الفلسطينية". وتابع موضحا: "يحاول المغرب أن يقدم تطبيعه مع إسرائيل بعيدا عن كونه مقايضة للقضية الفلسطينية، مستدلا على ذلك بأن موقفه من الأخيرة ظل وسيظل ثابتا، بمعنى أن التطبيع لم يكن غاية بالنسبة له، فليس هو الذي طلبه وإنما إسرائيل هي التي تحتاجه". وأردف: "إذا كان مضمون هذا التطبيع هو اتفاق سلام مع إسرائيل بدعوى دعم الأمن والسلم الإقليمي، فإن إعطائه عمقا دينيا من خلال تبريره بالروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية من أصل مغربي في إسرائيل بالملك، يجعله من جهة المغرب قضية تسامح ديني بشكل عام". والجمعة، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في تصريح متلفز، إن نحو مليون يهودي من أصل مغربي يعيشون في إسرائيل. ووفق زكاوي، اعتمد المغرب استراتيجية قائمة على إقناع واشنطن بالاعتراف بسيادته على الصحراء، مقابل التطبيع مع إسرائيل، "ولكن بشكل غير علني". وأضاف أن هذه الاستراتيجية جاءت على هامش تقدم العلاقات بين واشنطن والرباط ثم محاولة إظهار التطبيع في أضيق نطاق. وتوقع "بلوغ هذه الاستراتيجية درجة العلاقات الكاملة بين المغرب وإسرائيل في الأفق المنظور". وعقب الإعلان عن موافقة المغرب على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، أعربت فصائل وشخصيات فلسطينية، عن رفضها لهذه الخطوة، معتبرة أن قرار الرباط "خطيئة سياسية، غير مقبولة، ولن تفيد القضية الفلسطينية". وبهذا الإعلان، يكون المغرب الدولة المغاربية الوحيدة التي تقيم علاقات مع إسرائيل إثر قطع موريتانيا علاقاتها مع تل أبيب في 2010، وهو ما يعتبر اختراقا إسرائيليا لافتا لمنطقة المغرب العربي. كما يصبح المغرب رابع دولة عربية توقع اتفاق تطبيع أو توافق على التطبيع مع إسرائيل خلال العام 2020، بعد توقيع الإمارات والبحرين اتفاقي تطبيع في 15 سبتمبر الماضي، وإعلان السودان، في 23 أكتوبر الماضي، الموافقة على التطبيع تاركا مسؤولية إبرام اتفاق بهذا الخصوص إلى المجلس التشريعي المقبل (لم ينتخب بعد). وبذلك، تنضم هذه البلدان الأربعة إلى بلدين عربيين أبرما اتفاقي سلام مع إسرائيل، وهما مصر والأردن. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :